إن اتحاد الخليج العربي المنشود يجب أن لا يكون إطارا تشاوريا بين أعضائه، بل اتحادا حقيقيا يعمل على تحقيق أهدافه التي قام من أجلها، وبما يُحافظ على الهوية العربية لأعضائه، وأن يكون حائطًا لصد كل التهديدات والتحديات التي نواجهها اليوم وغدًا من قبل القوى الدولية والإقليمية. 

على المستوى السياسي، ستكون فيه أقطارنا أولاً قادرة على اتخاذ سياسات جماعية بما يُعزز موقعها كقوة سياسية وتفاوضية أكثر على المستوى الدولي والإقليمي، ثانيًا سيكون تطبيقًا للمادة الرابعة من ميثاق مجلس التعاون لتحقيق الوحدة، وثالثًا الاتحاد سيحقق التنسيق السياسي بين أعضائه. 

وعلى المستوى الاقتصادي، سيساهم في انتقال رؤوس الأموال والاستثمارات بين أقطار الاتحاد وزيادتها، وفتح المزيد من الأسواق وزيادة التنافسية بينها مما سيعود بالفائدة على المواطنين، وبذلك ستنخفض تكلفة المعيشة وسينخفض معدل  التضخم. 

وعلى المستوى الدفاعي، القوة الدفاعية المشتركة ستزيد قدرة الأقطار في تطوير استراتيجيتها الدفاعية، وأثبت التحالف الخليجي المشترك أنه قادر على التعامل مع الأزمات العسكرية التي واجهتها منطقتنا والتي كان آخرها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لعودة الشرعية اليمنية. 

نعم نحتاج إلى اتحاد حقيقي يجمعنا ويجنبنا الصراعات والنزاعات، اتحاد يَدعم الحماية الاجتماعية للمواطن الخليجي العربي ويعمل على تحسين مستواه المعيشي، اتحاد يُساند قيام كل الأنشطة التجارية والصناعية والزراعية والمالية، اتحاد يُوطد العلاقة بينه وبين المؤسسات العربية والإقليمية والدولية، اتحاد يُساهم في إقامة منطقة تجارة حرة بين أقطاره ويُلغي كل القيود الجمركية، اتحاد يُحقق التقدم الاجتماعي والتنمية الثقافية والوطنية والقومية المجتمعية.

علينا العمل بجد واجتهاد لتحقيق هذه الأمنية القومية، ففيها خيرٌ لنا جميعًا وهي قادرة بإذن الله تعالى على دفع الشر عنا وعن تراب الخليج العربي.