العدد 2956
الخميس 17 نوفمبر 2016
banner
عن اتحاد الخليج العربي (1)
الخميس 17 نوفمبر 2016

أطلب منكم اليوم أن نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يُحقق الخير ويدفع الشر)، كلمات جليلة وأمنية عزيزة للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود “رحمه الله”. اتحاد أقطار الخليج العربي أمنية وحُلم كل مواطن عربي خليجي، يُجسد هويته العربية ويصون سيادة أقطاره، ويتطلع إلى الاستفادة الكلية من المشاريع التنموية الخليجية المشتركة التي ستنعكس إيجابيًا على كل المواطنين في الخليج العربي وعلى الأمن الاجتماعي والسياسي.

إن مرحلة التحول من صيغة التعاون إلى الاتحاد تعد ضرورية الآن بعد انقضاء 35 عامًا من عُمر مجلس التعاون، فالتغيير والتطوير أساس التجديد وهي سنة الحياة. لقد حقق المجلس بهيئاته ولجانه الكثير من المنجزات، وبها يستطيع أن ينتقل إلى الاتحاد بالرغم من التحديات الداخلية والخارجية التي واجهته سواء بآلية العمل أو مؤثرات (الربيع العربي)، وهي جميعها دروس يجب أن يستفيد منها المجلس حينما يكون اتحادًا. واليوم تعيش منطقة الخليج العربي وسط تهديدات حقيقية، أولها التهديدات الإيرانية والتدخل المستمر في شؤوننا الداخلية، وثانيها وجود العدو الصهيوني كقاعدة صلبة وثابتة للقوى الغربية في منطقتنا العربية، ولا ننسى أن التدخل السياسي والعسكري الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ودخول أطراف بأرضنا العربية في تحالفات سياسية وعسكرية أمور تهدد أمننا القومي ومصلحتنا العربية. 

إن قيام الاتحاد ضرورة حتمية لمنطقة الخليج العربي، وهو ليس فقط استجابة لمتغيرات أمنية أو استراتيجية بل هو منطلق وجودي وصولاً إلى تحقيق الوحدة العربية الشاملة. نعم هناك تجارب عربية توظفت لها عوامل الوحدة من جغرافية وسياسية واجتماعية إلا أنها أخفقت في ذلك بسبب الخلافات وغياب الرؤية الواضحة  لمفهوم الوحدة العربية، ومن المفيد لنا جدًا دراسة كل التجارب الاتحادية العربية والإقليمية، لأن ذلك سيساعدنا في فهم الكثير من القضايا الاتحادية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية