برعاية كريمة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد نظم تجمع الوحدة الوطنية مؤتمر (الاتحاد الخليجي مستقبل ومصير)، هذا المؤتمر جاء ليقول كلمة مملكة البحرين في إقامة اتحاد الخليج العربي، ومن أجل تحقيق حُلم قياداته السياسية وشعبه العربي.

لقد حقق مجلس التعاون منذُ إنشائه في عام 1981م الكثير من المنجزات في العديد من المجالات، وهو تجربة عربية رائدة في العمل العربي السياسي والاقتصادي والاجتماعي وفي التعاون الأمني والعسكري. وندرك أن هذا المجلس وعلى مدى (35) عامًا أرسى القواعد الأساسية لقيام هذا الاتحاد، خصوصا في هذا الوقت الذي يواجه فيه خليجنا العربي وأقطاره وشعبه العديد من المخططات التآمرية والتحديات من قبل النظام الإيراني ومن الدول الغربية التي تعمل لبث الفتن الطائفية والعرقية، والقيام بتجنيد وتدريب من أرادوا أن يكونوا بعيدين عن الوطن وأداة لأجندات المعتدين.

لا تكمن أهمية قيام اتحاد الخليج العربي في اسمه وشعاره، بقدر ما تكمن أهميته في وحدوية العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والعسكري، وكلنا أمل في أن نرى لحظات قيام الاتحاد بعون الله، فهو حُلمنا جميعًا، ليصد عنا التحديات والتهديدات الإقليمية والدولية، ومن أجل الحفاظ على هويتنا العربية ووجودنا الإنساني.

وجاء هذا المؤتمر الوطني ليوجه رسالة خاصة أولاً إلى أصحاب الجلالة الملوك والأمراء والرؤساء للإسراع في الانتقال من صيغة التعاون إلى الاتحاد، وثانيًا إلى الشعب العربي في أقطار الخليج العربي الذي يشترك في العديد من القواسم المشتركة، فهو شعبٌ واحد متحد في اللغة والدين والتاريخ والمصير المشترك والجذور التاريخية والإرث الثقافي بجانب النسب الاجتماعي، وأقطاره متجانسة في الأنظمة السياسية والاقتصادية والتعليمية وفي التنظيم القانوني والإداري، وثالثًا إلى مؤسسات المجتمع المدني التي يجب أن تجسد دورها في العمل الوطني  بمساندة قيام الاتحاد، فإقامته مسؤولية وطنية مشتركة بين قياداته وشعبه ومؤسساته المجتمعية.