العدد 2865
الخميس 18 أغسطس 2016
banner
جذوة الجمر مازالت متقدة داخل إسلام الشهابي
الخميس 18 أغسطس 2016

لست الوحيد الذي يتابع الدورة الأولمبية، فالدول لها ممثلون في الدورة سواء قلوا أو كثروا، لذلك لا أظن أن أحدا لم ير اللاعب المصري إسلام الشهابي (وهذا الاسم هو الذي ورد في الأخبار)، هذا اللاعب وحسب ظني من مواليد أواخر ثمانينات القرن الماضي على أكثر تقدير، بمعنى أنه من مواليد عصر الانفتاح في مصر والعلاقة مع العدو الصهيوني التي أرساها السادات منذ العام 1977 وتبعه حسني مبارك، ولم يع هذا اللاعب العلاقة الطبيعية والمفترضة مع ذلك العدو قبل تلك السنة، فهو ولد وعاش حتى الآن وسفارة العدو في القاهرة، ومع ذلك لم يمد يده لمصافحة اللاعب الصهيوني في الدورة الأولمبية الحالية الذي واجهه في المصارعة، مع أننا كنا نتمنى أن لا يلعب معه كما فعل غيره من الأشقاء العرب في نفس الدورة، ولكن يمكن أن نعذره نظرا لظروف الموقف وقدرة كل فرد على التعامل معه، اما توبيخه أو ترحيله من المدينة كون ذلك سيمثل له شرفا لا يقارن حتى بالميدالية لو حصل عليها. إلى هنا وينتهي الخبر الذي يمكن أن يمر دون انتباه الكثيرين ليروا فيه تصرفا فرديا غير مهم ولكنه في حقيقته يؤكد ما تحدثنا عنه كثيرا في العلاقة مع الحركة الصهيونية وصنيعتها “إسرائيل” (ونعني به بقاء الجمرة العروبية متقدة في الأجيال العربية المتتالية)، فبالرغم من أن مصر في عهد السادات ومن بعده مبارك أقامت علاقة قوية مع تلك “الدولة” وحاول نظامها في ذلك الوقت التطبيع بكل قوة مع ذلك الكيان، إلا أن الشعب العربي في مصر كان رافضا تلك العلاقة وذلك التطبيع وناضل بأكمله من خلال مجتمعه المدني لمنع أي عميل من ممارستها لو حاول ذلك. هذه المواقف التي يمكن أن يراها البعض لا جدوى منها يجب ألا تمر مرور الكرام، بل يجب أن تعطي نموذجا لتجسيد الحقيقة للأجيال القادمة وحتى نتمكن من تحرير بلدنا المسلوب (فلسطين)، يجب أن تكون قدوة يتم تشريبها الأطفال والأجيال القادمة لتظل جمرة العلاقة متقدة في نفوسهم وتبقى فلسطين عربية في نظرهم ومغتصبة من قبل عدونا وشعبها مشرد في جميع أقطار العالم ينتظر العودة.
هذا الموقف ومعه موقف بعض لاعبي المملكة العربية السعودية من الذين كان حظهم لقاء فريق صهيوني ورفضوا ذلك، يمثل ردا حاسما على دعاة التطبيع والمتهاونين في الحقوق ممن يحملون الهوية العربية اسما وليس فعلا، إنه رد يقول إن العربي يرى في الصهيونية والصهاينة أعداء وليسوا أصدقاء، ويرى فلسطين عربية ولا مكان لشيء يسمى “إسرائيل”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .