العدد 2776
السبت 21 مايو 2016
banner
إلى أين نحن متجهون؟
السبت 21 مايو 2016

منذ بدء ما سُمي بالربيع العربي والدول العربية في حالة فوضى عارمة، وبالرغم من السيطرة الأمنية والحمد لله ولكن الفوضى المجتمعية في وتيرة متزايدة إلى درجة أن وصل بحكوماتنا الحال الانشغال عن ما يجري في الشارع وعن الصراعات القائمة بين المسؤولين في الحكومات، وهذا ينطبق على معضم حكوماتنا العربية مما أثر بشكل ملحوظ على إنتاجية عمل مؤسسات الدول في جميع قطاعاتها.
إن ما حدث ويحدث الآن من صراع في مجتمعاتنا ليس بين السلطة وما يسمى بالمعارضة ولكن الصراع بين المسؤولين في نفس السلطة حيث وصل بهم الحال إلى درجة محاولة إقصاء أحدهم الآخر، والمسؤول الأقوى هو المنتصر في صراعه مع الآخر ولكن ليس منتصراً لصالح الوطن، بل منتصراً لمصالحه الشخصية ولتوسعة نفوذه في المؤسسة الرسمية.
لقد وصل الحال ببعض المسؤولين الكبار إلى درجة ملاحقة موظفين صغار في وزاراتهم قد يكونون محسوبين من أتباع المسؤول الآخر حيث يقود زمرة من أتباعه تحت مسمى لجان تحقيق إدارية للعمل على إقصاء الموظفين الذين ليسوا من أتباعه بفبركة تهم وقضايا مستغلاً قوانين الخدمة المدنية في حكومتهم.
من الملفت للانتباه فيما يخص ما يسمى بالمعارضين في الدول العربية، فقد باتوا اليوم متفرجين للوضع الساخر في داخل دولهم بعد أن كانوا يعملون على تفتيت المجتمعات وتحطيم مؤسسات الدولة والقيام بأعمال شغب وحرق في الشوارع باتوا اليوم غير مبالين لهذه الأعمال بعد أن وجدوا أن لا حاجة لهم للقيام بهذه الأعمال التخريبية حيث يَرَوْن اليوم مسؤولي دولهم يقومون بتخريب المجتمعات وتحطيم القيم والأخلاق من خلال الالتفاف على الحقائق وخلق الذرائع للحصول على مكاسب إضافية ونشر ثقافة الولاء للمسؤول المباشر وليس للوطن أو قيادته.
عندما تصل نسبة البطالة للجامعيين وحملة الشهادات العليا أكثر من ٥٠ ٪‏ من إجمالي عدد العاطلين وترى التهميش المتعمد في العمل لأصحاب الشهادات العليا وخريجي الجامعات حيث يتصدرهم في العمل من هم دون المستوى التعليمي أو دون المقدرة الإدارية وتُختصر إمكانياتهم في مدى قربهم للمسؤول وما تربطهم من مصالح مشتركة، يكون قد وصل وضع المجتمع لدرجة قد لا يكون لها مجال للإصلاح.    
للأسف المسؤولون غير منتبهين أو إنهم مشغولون عمّا يحصل في الشارع وفي المؤسسات الرسمية حيث طغى فيها المسؤول على من هو دونه في الدرجة الوظيفية وطغى فيها التاجر الكبير على صغار التجار ووصل بِنَا الحال إلى ما لا يحمد عقباه، لذا يطرح هذا التساؤل، إلى أين نحن متجهون؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .