لم تعد اللعبة خفية يا بان كي مون وقد شبع العالم من “قلقك” الذي كتب علينا ان نعيشه ولا نشعر به. أكثر رجل في العالم يقلق هو أنت سيد الأمم المتحدة التي من واجبها - يفترض طبعا - تحقيق السلامة والأمان للشعوب “من مهام مجلس الأمن الدولي” ولكن يبدو أن هذا الأمر غير ممكن وجائز ومشروع بما نراه يحدث في سوريا التي تتعرض للإبادة على يد رئيسها المجرم والدكتاتور بشار الذي اعلنها بكل صراحة بأنه سيدمر البيوت على رؤوس كل معارضيه وهو سيقف يتفرج سليما معافى وسط الأنقاض يدخن الغليون!
وهذا ما حدث قبل يومين حين شن النظام السوري المجرم غارات جوية في حلب استهدفت مناطق سكنية ومساجد ومرافق طبية من بينها مستشفى القدس بحلب، مما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 200 مدني منهم أطفال، وأنت يا سيد بان كي مون وكما عهدناك ستجلس في مكتبك على انفراد وستصدر بيان “قلق” جديد او قرارا مهزوزا لا يتناسب مع سرعة تحرك الأحداث وبشاعتها.
الفرقعات التي تطلقها منذ ان تسلمت المنصب وكل أحاديثك وما تتضمنه من عبارات اصبحت معروفة عند كل فرد وجماعة وكل الأوراق التي ترميها لم تقنع احدا سوى اعداء الامة العربية والاسلامية الذين يسرعون الخطى ويحلمون في ابادتنا، وحضرتكم تمسكون غلافا مكتوب عليه، عاجل جدا.. أنا قلق حيال ما يحصل هنا او هناك. وأنت ربما في موقف لا تحسد عليه بصفتك احد الحراس على المؤامرة المرعبة التي تهدد الهدوء والأمان والاستقرار في الدول العربية والاسلامية دون غيرها، وليس من واجباتك اتخاذ القرار والتحدث بلغة البدائل المتعددة طالما انت قطعة فنية يحركونها كيفما يشاءون لتحقيق النجاح لهم.
يا سيد بان كي مون ومعك مجلس الأمن الدولي أنتما اهم القيود التي تكبل يدي الالتزامات والإجراءات الدولية لوضعها موضع التنفيذ اذا ما تعلق الأمر بأي بلد عربي او مسلم كما يحصل اليوم في سوريا، بينما تبدأون في التأييد والتهليل لأطراف تعادي العرب والمسلمين وهذه هي السياسات الموروثة والأدوات المتاعقبة التي تعمل قريبة من الطوابير الخامسة لتدمير العمل الانساني الحقيقي وتجريم السلم والأمان وتمجيد الارهاب والتخريب كما يفعل المجرم بشار في الشعب السوري.
لقد اقيم الدليل على ان الامم المتحدة ومجلس الامن “ما لهم علاقة بالعرب والمسلمين”، وشيء حسن ما فعلته الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية حينما رفضت مقعدا غير دائم من مقاعد مجلس الأمن بسبب ازدواجية المعايير وأيضا السماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيمياوي على مرأى ومسمع العالم أجمع ودون مواجهة أية عقوبات رادعة وهذا دليل ساطع وبرهان دافع على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته.
لم نعد نعرف نتعامل مع من، أعداء يتربصون بنا ويحاربوننا أم جهة دولية منصفة لا تعرف التضليل والكذب والخداع!! ولكن يبدو ان المجتمع الدولي وخصوصا نحن العرب بدأنا نتقبل فكرة اصطفاف هذا المجلس والأمم المتحدة مع الذين يشكلون الاخطار على البشرية وليس العكس!.