العدد 1524
الأحد 16 ديسمبر 2012
banner
يوم حقوق الإنسان البحريني
الجمعة 03 مايو 2024

قبل أيام احتفلت جمعية وعد البحرينية بيوم حقوق الإنسان البحريني، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وتبارى المتحدثون في هذا الاحتفال في تدبيج الكلمات التي تجعل من يسمعها يشعر أن الحديث يدور حول التعذيب في سوريا أو في بورما أو في عرب الأهواز.
لقد وصف أحدهم ما أسماه بحصار سترة وكأنه يتحدث عن إحدى معارك الحرب العالمية الثانية أو عن حصار طروادة وليس مجرد ملاحقات أمنية لبعض المطلوبين في قضايا عنف أو تخريب.
المتحدثون تحدثوا عن انتهاكات وتعذيب واعتقالات بشكل فيه مبالغة وتهويل، والدليل على ذلك أنهم في لحظة الاحتفال كانوا موجودين في جمعية وعد وليسوا خلف القضبان، والدليل على ذلك أنهم تحدثوا بكل حرية وانتقدوا السلطات البحرينية واتهموها بقائمة طويلة من التهم ومع ذلك عادوا إلى بيوتهم ولم يتم اعتقالهم أو استدعاؤهم للتحقيق بعد الذي قالوه.
لم يكن بين (الضحايا) الذين تحدثوا عن أنفسهم أو الذين تحدث عنهم غيرهم في الاحتفال شخص مات من جراء التعذيب أو مات خلال تصدي الأمن للمظاهرات غير المرخصة.
التعذيب الذي أسهبوا في وصفه انحصر في التحقيق مع بعض الأفراد أو حبسهم على ذمة قضايا معينة ومع ذلك قام أحدهم بوصف الحالة التي تحدث عنها بأنها انتهاك صارخ لحقوق الانسان في البحرين.
السؤال الذي نريد أن نوجهه لهؤلاء هو: أليس رجال الشرطة من بني الإنسان أم أنهم شيء آخر؟
كم من رجال الشرطة قتل خلال العنف الذي فجره هؤلاء الذين يزعمون أنهم ضحايا وأن حقوقهم منتهكة؟ومن المسؤول بالضبط عن إلقاء المولتوف عليهم أو اغتيالهم بالليل وهم ساهرون على أمن البلاد؟ لا يمكن أن يكون عنتر بن شداد أو أبو زيد الهلالي هو الذي قتلهم، ولا يمكن أيضا أن تكون الحكومة هي التي قتلتهم
والسؤال الآخر: هل قتل هؤلاء يعتبر جريمة ضد حقوق الإنسان؟ أم أنها لا تكون كذلك إلا إذا الطرف الذي ارتكبها هو الحكومة وليس المعارضة؟ أم أن الذين يعملون مع الطرف الحكومي لا حقوق لهم لأنهم ضمن المعسكر الظالم الذي يستحق السحق طبقا للمصطلح الشهير؟
إن مشكلتنا الكبرى في البحرين هي التضخيم ووصف الأشياء بغير أسمائها واستعدادنا الدائم للتضحية باسم البحرين وسمعتها سعيا لتحقيق أهداف سياسية ضيقة.
لو كان التحقيق مع شخص يدبر لإحداث عنف وفوضى في بلده انتهاكا لحقوق الانسان لكانت أعرق الدول في العالم هي الأكثر انتهاكا لحقوق الانسان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية