العدد 1308
الإثنين 14 مايو 2012
banner
لماذا الضجة حول تجنيس الشيخ؟
الجمعة 03 مايو 2024

رغم أني بحرينية ومن أبوين وجدين بحرينيين، إلا أنني لا أحب استخدام كلمة مجنس التي ابتكرناها نحن في البحرين عن سوء نية للتقليل من شأن بعض المواطنين واتخاذ مسألة التجنيس كوسيلة من وسائل التحريض واللعب بعواطف وعقول طائفة معينة من خلال اتخاذ هذه المسألة كفزاعة طائفية لممارسة السيطرة على أبناء هذه الطائفة والمحافظة عليها ككيان مختلف عما حوله ومنعه من الذوبان في بوتقة المواطنة التي يمكن أن تسحب البساط تماما من تحت أقدام مرجعيات كثيرة وتأخذ منها مكانتها التي تستمدها من هذا التمايز الطائفي.
الشيخ عيسى قاسم تحدث كثيرا عن مسألة التجنيس في خطبه واتهم الحكومة بتوظيف التجنيس لتحقيق أهداف سياسية معينة أو دعم طائفة على حساب أخرى وساهم في ترسيخ مصطلح «التجنيس السياسي» في الأدبيات البحرينية، وبعد كل هذه السنوات التي دق فيها نواقيس الخطر بسبب ما أسماه بالتجنيس السياسي، جاءت سخرية القدر لتفاجئ الجميع بأن الشيخ هو نفسه مجنس، وأنه طوال هذه السنوات كان في خطابه السياسي يقوم بنوع من الهروب والتغطية على كونه رجل وفد إلى البحرين كما وفد إليها كثيرون غيره.
نحن لا نريد استخدام المعلومات والوثائق التي أثبتت أن الشيخ قاسم ليست له جذور عميقة في تراب البحرين للتقليل من شأن الرجل أو جعله مواطنا من الدرجة الثانية أو الثالثة، فهذا شيء لا يمت للدين ولا للإنسانية بأي صلة، فالمواطن هو المواطن طالما أنه يخدم بلده ولا يخونه ولا يرتبط بأية أطراف تكن لهذا الوطن كراهية أو غدرا، وسواء جاء الشيخ قاسم من إيران أم من لبنان أو غيرهما، فهو مواطن بحريني له كامل الحقوق.
وأنا بصدق أرفض اتخاذ مسألة تجنيس الشيخ كنقطة ضعف له، لأن التجنيس ليس نقطة ضعف لأحد، سواء كان تجنيسه حديثا أم قديما.
وأقول لمن فجروا قضية الشيخ عيسى قاسم وقدموا الدليل على أن أبناء عمومته بالخارج، أن هذا الدليل لا يقدم ولا يؤخر، سواء اعترف الشيخ بذلك صراحة أو ضمنا، وسواء كانت قبور عائلته موجودة في البحرين أم في خارجها، وسواء دخل البحرين بطريقة شرعية أم غير شرعية، فكل هذا لا يرتب شيئا ولا يمنع حقوقا ولا ميزات عن الشيخ أو عن غيره ممن أتوا إلى البحرين قديما أو حديثا، فلا فرق بين حصول الشيخ على الجواز البحريني في عام 1962 وبين حصول غيره على هذا الجواز في العام 1972.
بل ونقول للشيخ نفسه:لا تجهد نفسك في هذا الدفاع الشرس في إنكار أو تصحيح الملابسات التي حصلت خلالها على الجنسية البحرينية، لأنك تعلم أن المؤمنين إخوة، وتعلم الناس معنى قوله تعالى «إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
ولكننا في الوقت نفسه نريد من سماحة الشيخ ومريديه ومن يدورون في فلكه أن يتوقفوا عن الطعن في حقوق وفي وطنية أي مواطن آخر بحجة التجنيس.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية