العدد 1307
الأحد 13 مايو 2012
banner
نبذ العنف والاحتجاج السلمي كلمات فقدت معناها
الجمعة 03 مايو 2024

عندما تتحدث أي شخصية بحرينية إلى وسائل الإعلام المختلفة تقول أنها ضد العنف وأنها ترفض العنف وتدعو إلى نبذ العنف وترحب بالحوار،وكأن نبذ العنف قد أصبح مجرد عبارة بروتوكولية أو دبلوماسية يلوكها الجميع من أجل استكمال أدب الحوار وعدم خرق الأعراف الدبلوماسية.
 فهل نحن حقا في البحرين ننبذ العنف وندعو للحوار؟الإجابة لا،لأن نبذ العنف ليس كلاما للاستهلاك الاعلامي واتقاء النقد من قبل الآخر،سواء كان الآخر دول أو منظمات أو مؤسسات إعلامية في الداخل أو الخارج،ولكنه واقع يمكن إدراكه بسهولة.
 والذي يريد أن يعرف هل يقوم قادة الرأي والفكر في البحرين بنبذ العنف أم لا،فعليه بتحليل أدبياتنا المكتوبة،وتحليل الخطب التي يلقيها مشايخنا والدروس التي يتلقاها الشباب في المآتم والحسينيات وفي غيرها من التجمعات.
 فهل يتلقى شباب البحرين رسائل تنبذ العنف،أم رسائل توغر الصدر وتقتل الولاء والانتماء وتقسم البحرين إلى فسطاطين مختلفين في كل شيء ولا يجمع بينهما صلات التاريخ والدم والدين؟
 العنف لا ينتج عن أمر مباشر يتم إعطاؤه للشباب لكي يخرجوا في وقت أو مناسبة معينة،ويمارسوا العنف ،ولكنه حصاد أو ثمار لشهور وسنوات من غسيل المخ الذي يتعرض له هؤلاء الشباب حتى تغلي صدورهم وعقولهم فيرتكبون أي فعل اعتقادا بأن هذا الفعل يدخل ضمن الدفاع عن الحقوق والانتقام من الظالم حتى وإن قتلوا الأبرياء وخربوا ممتلكات غيرهم من الناس.
 الذي يريد معرفة الحال التي وصل إليها شبابنا بسبب التحريض على مدى السنوات الماضية ،عليه أن يقرأ التعليقات التي يكتبها قراء الصحف البحرينية على الانترنت،عقب كل حادث من أحداث العنف وعمليات التخريب التي تنشر الصحف موادا إخبارية أو غير إخبارية بشأنها،لكي يعرف إلى أي مدى تشوهت عقول وعواطف هؤلاء الشباب وأصبحوا أداة طيعة لكل من يعطي لهم الإشارة للنيل من الوطن والمواطنة التي لا بديل لنا سواهما.
 عندما تقرأ هذه التعليقات تجد تبريرات عجيبة للعنف والقتل ،وكأننا نعيش في دولة احتلال،وكأن هؤلاء الذين يفقدون ذراعا أو ساقا أو يفقدون حياتهم كلها بسبب العنف ليسوا مواطنين تجمعنا بهم وشائج الدم والتاريخ!
 إننا لم نر نبذا للعنف ولم نر تعبيرا سلميا في البحرين على مدى ما يزيد على العام،فنحن نسمع كلاما في وسائل الإعلام الأجنبية من بعض سياسيينا حول نبذ العنف وحول سلمية الاحتجاجات،ولكننا لا نرى أثرا لذلك على أرض الواقع.
 نبذ العنف والتعبير السلمي ثقافة نزرعها وننميها في عقول وسلوك الشباب وليست تعابير دبلوماسية باهتة لا صلة لها بالواقع،وإلا فعلينا أن نصدق تصريحات المتحدثين الإسرائيليين عن نبذ العنف بعد كل محرقة ينفذونها ضد الأبرياء من الفلسطينيين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .