العدد 1300
الأحد 06 مايو 2012
banner
إيران ومحاولة اغتيال السفير السعودي
الجمعة 03 مايو 2024

 قال المستشار القانوني في السفارة السعودية بالقاهرة أن الذين تجمهروا أمام السفارة السعودية بالقاهرة كان بينهم مجموعة من الإيرانيين وأن قوات الأمن المصرية قبضت على ثلاثة من هذه المحموعة كان يسعون لاغتيال السفير السعودي في القاهرة،وأن السلطات المصرية تعرف منذ فترة أن السفير السعودي مستهدف من الإيرانيين وحاولت إقناع السفير السعودي بتزويد الحراسة الخاصة به حرصا على حياته ولكنه رفض ذلك.
 وعلى الرغم من النفي الإيراني لما صرح به الدبلوماسي السعودي،وعدم صدور رد مصري واضح على هذه التصريحات،إلا أنه من المنطقي جدا أن تقوم إيران بعملية كهذه،لأن التاريخ يؤكد استهداف إيران لدبلوماسيين سعوديين في أكثر من مناسبة.
 ولا يمكن لدبلوماسي سعودي بهذا المستوى أن يطلق تصريحات كهذه دون أن يكون لديه معلومات مؤكدة بشأنها.
 نحن لا نستبعد قيام إيران باستغلال الأوضاع السياسية والأمنية الحالية في مصر لتنفيذ مثل هذا المخطط الدنيء،فهي فرصة ذهبية بالنسبة لها،فهذا الزحام الموجود بشوارع مصر حاليا به جواسيس وبه رجال مخابرات من كافة أنحاء العالم ،وكل له أهدافه،منهم من يريد إدخال مصر في فتنة لا تنتهي حتى تتحول إلى صومال جديد،ومنهم من يجدها فرصة لتجنيد أشخاص أو بالأحرى استئجار أشخاص لتنفيذ عمليات قذرة كالاغتيالات وأعمال التخريب.
 وليس المقصود هو اغتيال السفير السعودي فقط ولكن المقصود هو اغتيال العلاقات المصرية السعودية والإجهاز التام على حبال الود بين الشعبين العربيين إلى غير رجعة من أجل دق مسمار جديد في نعش الأمة العربية التي يراد له التفتت التام.
 ولو كانت هذه المجموعة الإيرانية التي تحدث عنها الدبلوماسي السعودي قد نجحت في التسلل إلى السفارة ضمن هؤلاء الشباب المتهورين الذين حاولوا اقتحامها ونجحت في تنفيذ مهمتها لتحطمت العلاقات المصرية السعودية لعقود قادمة،وهذا الأمر يخدم دولتين تستفيدان بشكل مباشر من هذا التمزق،هما إيران وإسرائيل.
 إننا لا نرجح فقط وجود مجموعة مندسة من الإيرانيين ضمن المتظاهرين المصريين،ولكننا نرجح قيام إيران بتدبير حادث السفارة برمته،ولو نظرنا لوجوه وأعمار الشباب الذين كانوا يقفون على أسوار السفارة ويحاولون اقتحامها،حسب الصور التي نقلتها الفضائيات، لقلنا أن معظمهم لا يعرفون شيئا عن الجيزاوي ولا يعرفون شيئا عن السعودية وربما لا يعرفون لماذا أتوا إلى موقع السفارة السعودية،ولكنهم صغار غرر بهم أو تم استئجارهم للقيام بما قاموا به من أفعال لا تتفق مع ما يحمله غالبية المصريين من احترام للمملكة العربية السعودية.
 وقد تابعنا حجم الانزعاج والغضب الذي عبر عنه المصريون تجاه ما حدث أمام السفارة،ولا نقصد فقط المصريون المقيمون بالسعودية،ولكن داخل مصر،ولنا أن نقارن بين الوجوه التي كانت تسعى لاقتحام السفارة،وبين الوجوه التي أتت في الأيام التالية لترفع العلم السعودي إلى جانب العلم المصري وتقول للجميع أن مصر والسعودية يد واحدة،ولن تنجح المؤامرات الدنيئة في الوقيعة بينهما.
 حفظ الله الأمه العربية من كل سوء .

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية