العدد 937
الإثنين 09 مايو 2011
banner
سنظل نطالب بجيش خليجي
الجمعة 03 مايو 2024

اجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي في لقائهم التشاوري رقم 12 وانتقدوا التدخل الإيراني في شؤون دول الخليج العربي، خاصة البحرين، ردا على التصريحات الاستفزازية للجنرال الفيروز أبادي رئيس الأركان الإيراني المتغطرس.
والحقيقة ان تماسك دول الخليج الست واتفاقها على القضايا الأساسية أمر لا يحتاج إلى تأكيد وان اتفاقها على التنسيق الأمني حقيقة مسلم بها ولا تحتاج إلى اجتماعات وتأكيدات، فدول مجلس التعاون الخليجي، شعوبا وحكومات، مصيرها واحد، وإذا سقطت دولة سيسقط الجميع ولو بعد حين.
والمقصود بالدولة هنا الشعب والحكومة معا، فليس من المتصور، في ظل الظروف المحيطة بنا إقليميا ودوليا، أن تسقط أسرة خليجية دون أن تسقط الدولة بكاملها.
يمكن تغيير سياسات أو إجراء تعديلات يتفق عليها الجميع في شؤون السياسة والحكم ولكن دون رحيل العائلة الحاكمة في أي دولة خليجية.
أما ما يطمح إليه البعض ويروجه الإيرانيون حول تغيير الأنظمة الخليجية، هو خدعة مكشوفة هدفها إسقاط دول الخليج في الفوضى تحقيقا لأهداف إيران في الهيمنة.
غير أن السؤال المهم بعد هذه المقدمة هو: ماذا بوسع الدول الخليجية أن تفعل - غير إعلان التكاتف والتلاحم والرفض - في مواجهة الأطماع الإيرانية التي تتضح معالمها يوما بعد يوم التي تصيب المواطن الخليجي بالقلق على المستقبل؟
بكل صراحة نقول لقيادات دول مجلس التعاون انه لم يعد مجديا إعلان التكاتف والتنسيق الأمني الذي يتم الإعلان عنه خلال لقاءات وزراء الداخلية، كما لم يعد مجديا الاستناد إلى التوازنات الدولية ومصالح الدول الكبرى في المنطقة، والأسباب معروفة للجميع، فالعلاقات الدولية يعلم طبيعتها القادة أكثر من الكتاب، قد تتغير وفقا لأحداث معينة ويصبح أعداء الأمس أصدقاء اليوم، فالمصلحة هي الأساس الذي يحرك الجميع، ولابد لنا أن نفكر في مصلحتنا بحسابات منطقية.
لابد من تكوين جيش خليجي مسلح تسليحا نوعيا، لأن هذا هو الضمان الوحيد في مواجهة مستجدات المستقبل، فما الذي يمنع من تطوير قوات درع الجزيرة وزيادة عددها وعتادها؟ لا نعتقد أن الأوان فات على القيام بذلك، ولا نعتقد أن تكوين جيش خليجي فوق إمكاناتنا المادية والبشرية، فنحن لسنا أفقر من باكستان التي تمتلك جيشا وتمتلك القنبلة الذرية.
لقد حققت دول الخليج طفرة واضحة في مجال البنى التحتية وتحسين الأوضاع المعيشية وخطط التنمية تمضي فيها بخطى جيدة،وبالتالي لابد أن ننشغل أكثر بالنواحي الدفاعية، ولابد من تخصيص ميزانية كبيرة للدفاع خلال المرحلة القادمة، وليس بالضرورة أن يكون لدينا قنابل ذرية لكي نستطيع الدفاع عن أنفسنا وتحقيق توازن القوى، فهناك من الأسلحة التقليدية ما يكفي لجعلنا نشعر بالأمان.
أما الاكتفاء بالردع الإعلامي كلما صدرت تصريحات استفزازية من أحد الموتورين فهو أمر لا يكفي إذا ما انقلبت الأوضاع الدولية الحالية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية