العدد 742
الثلاثاء 26 أكتوبر 2010
banner
سلمان والجزيرة ومزيد من الدخان...
الخميس 09 مايو 2024

بدأت في كتابة هذه الكلمات قبل ظهور نتائج الانتخابات بساعات، ولم أكن أدري ساعتها كم من المقاعد ستحصد جمعية الوفاق في هذه الانتخابات، إلا انني شعرت من خلال تصريحات الشيخ علي سلمان لوسائل الإعلام، وبخاصة قناة الجزيرة القطرية انه مصر على الإساءة لسمعة البحرين بالتشكيك في العملية الانتخابية.
الشيخ أكد - ولا ندري كيف وصل إلى هذا التأكد - أن جمعية الوفاق نجحت في الدوائر الثمانية عشرة التي تقدمت لها، والحمد لله أن الوفاق فازت بنفس العدد، والحمد لله الذي كشف كذب الذين ادعوا تزوير الانتخابات.
الشيخ سلمان استفاد من قناة الجزيرة التي كانت منحازة في تغطيتها للانتخابات البحرينية واستندت إلى مجرد أقوال أطلقتها شخصيات تم انتقاؤها عمدا للتشكيك في كل شيء، ولم تركز الجزيرة على سير العملية الانتخابية وما وقع فيها. إلى جانب أنها ربطت بشكل تعسفي بين العملية الانتخابية وبين أحداث وقعت قبلها مثل توقيف بعض المنتمين إلى جمعيات الإرهاب الذين خططوا لعمليات إرهابية في البحرين، رغم عدم وجود أي علاقة بين توقيف هؤلاء وبين العملية الانتخابية في البحرين.
مذيعة الجزيرة أخذت بتشكيك البعض في نزاهة الانتخابات البحرينية على أنه أمر مسلم به، ولذلك لم تسأل الدكتور علي فخرو الذي شارك معها في التعليق على الانتخابات، عما إذا كانت أي انتهاكات وقعت خلال العملية الانتخابية، ولكنها قفزت مرة واحدة إلى السؤال التالي، وهو عن النتائج التي ستترتب على هذه الانتهاكات المزعومة!!
هذه الطريقة في استغفال الجماهير العربية لا تفعلها إلا قناة الجزيرة.
ولكن لسوء حظ من ألقت السؤال، ولسوء حظ الجزيرة، أجاب الدكتور علي فخرو بما يليق به كمفكر، فلم يتحدث عن نتائج شيء لم يحدث أصلا، ولم يرد الخلط بين ماهو افتراضي وما هو حقيقي وحادث على الأرض، فترك الفخ الذي نصبته المذيعة وقال لها ان الانتخابات البحرينية كانت هادئة تماما، وان ما تحدث عنه البعض هو مجرد أحداث فردية. بعد ذلك لم توجه المذيعة سؤالا آخر للدكتور فخرو، ولكنها أغلقت الموضوع وشكرت الدكتور فخرو على مشاركته!!
لم يعد هناك أدنى شك أن قناة “الجزيرة” القطرية وضعت البحرين إلى أجل غير مسمى على قائمة الدول العربية الأكثر استهدافا من قبلها، ودل على ذلك بقوة وبشكل واضح المقدمة التي بدأ بها صاحب التقرير الإخباري تقريره والتي حشر فيها أقوال المشككين حشرا مكشوفا، وكذلك ختام التقرير الذي وصف البحرين بأنها تعيش “بين أسطولين يتصارعان عليها”.
فهل هذا الختام يليق بقناة عربية خليجية تذاع من قطر ولا يفصل بينها وبين القاعدة الأميركية إلا أمتارا؟!
لقد كنت فيما مضى أستغرب قيام بعض المسؤولين في الدول العربية التي تستهدفها “الجزيرة”،باتهام القناة القطرية بعدم الحياد، ولكن بعد أن بدأت التصويب على البحرين، أدركت أن هؤلاء كانوا على حق وأن الجزيرة قناة غير محايدة على الإطلاق.
وبعد حصول جمعية “الوفاق” على جميع المقاعد التي تمنتها وسعت إليها، ما هو رأي قناة الجزيرة التي سعت مقدما إلى الإساءة للبحرين؟!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية