العدد 733
الأحد 17 أكتوبر 2010
banner
الشيخ علي سلمان... وقنابل الدخان
الخميس 09 مايو 2024

شيء عجيب حقا أن يقوم الشيخ علي سلمان تحديدا بالتشكيك في نزاهة الانتخابات البحرينية. ليس هناك تفسير لما قام به الشيخ سوى التشويش واستباق الأمور وإثارة الناخبين ولفت أنظار الخارج بسبب ومن دون سبب. ولا أبالغ إذا قلت إن جمعية الوفاق وأتباعها مغرمون بلعب دور الضحية على الدوام، ويحاولون ترسيخ صورة غير حقيقية عن البحرين وعن الحياة السياسية فيها، رغبة في ابتزاز الحكومة والاستفادة قدر الإمكان من هذه الصورة المزورة.
الشيخ سلمان ومن يحذون حذوه يعلمون أن صورة العالم العربي بشكل عام في الخارج صورة غير طيبة، خاصة فيما يتعلق بنزاهة الانتخابات وبعلاقة الحكومة بالمعارضة والتضييق على المعارضين، وهي صورة صحيحة في جوانب كثيرة منها في بعض دول في المنطقة، ولكنها ليست صحيحة على الإطلاق بالنسبة للبحرين. فلم يثبت من قبل أن قامت البحرين بتزوير الانتخابات، ولم يثبت أن منعت البحرين جمعية سياسية أو شخصا مستقلا من خوض الانتخابات. ومع ذلك أراد الشيخ أن يستفيد من حالة عدم الثقة الموجودة لدى الغرب تجاه الانتخابات العربية، رغم أنه هو بالذات يعلم علم اليقين أن هذه الحالة لا تنطبق على البحرين، ولكن لا مانع من التشويش، حيث الانتخابات لعبة غير أخلاقية.
ولكن ما الأسباب الحقيقية التي جعلت الشيخ يقدم على ما أقدم عليه من تشويش وتشويه لا يملك عليه أي دليل؟ هناك تفسيران لا ثالث لهما لما بدر من الشيخ علي سلمان. أولهما أن الشيخ سلمان تعلم من تجارب الماضي. وأقصد بتجارب الماضي انتخابات العام 2006 وما صرح به الشيخ سلمان آنذاك من أنه إذا لم تحصل جمعية «الوفاق» على ثلاثة عشر مقعدا، فمعنى ذلك أن الانتخابات مزورة. ولسخرية القدر فازت الوفاق بستة عشر مقعدا. وبالتالي لم يعد لائقا بالنسبة للشيخ سلمان أن يلقي بنفس هذه المقولة هذه المرة، أو بالأحرى يلقي بنفس قنبلة الدخان التي ألقى بها قبل انتخابات 2006. وبالتالي قام الشيخ بتطوير تصريحاته، لأن ما حدث في المرة الماضية شيء لم نقرأ مثله أو نسمع عنه في أي مكان في العالم، فلم يحدث أن حصل حزب معارض في العالم العربي على وجه الخصوص، على مقاعد تفوق سقف طموحاته كما حدث مع جمعية الوفاق.
الشيخ هذه المرة وضع طموحاته عند الحد الأقصى وأراد الثمانية عشر مقعدا بالتمام والكمال، وإلا فإن الانتخابات مزورة من وجهة نظره، فهل هذا منطق مقبول حتى في أعرق الدول في الممارسة الديمقراطية على مستوى العالم؟
أما التفسير الثاني لقنبلة الدخان التي ألقى بها الشيخ سلمان، فهو أن سماحته فهم أن النهر قد جرت فيه مياه كثيرة، وأن البحرين قد تغيرت منذ انتخابات العام 2006، وأن الجماهير لم تعد تنظر للوفاق كما كانت تنظر لها من قبل، وأن الناخب البحريني قد يأخذ من حظوظ الوفاق ويعطي للمستقلين ويعطي للمرأة، وتكون النتيجة مخيبة لآمال سماحته، وقد لا تحصل الوفاق على الثلاثة عشر مقعدا التي كانت أقصى ما حلم به الشيخ قبل انتخابات العام 2006. وبالتالي أراد الشيخ أن يستبق الأمور وأن يحمل الحكومة ويحمل اللجنة المشرفة على الانتخابات مسؤولية هذا الفشل المتوقع، ويحملها أوزار جمعيته مقدما!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .