السمنة سبب في الإصابة بأكثر من ٤٠ مرضا
استشاري جراحات السمنة والمناظير د. أحمد قيراط
تعد السمنة من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، وقد أصبحت تهدد غالبية دول العالم، فبحسب منظمة الصحة العالمية تضاعفت السمنة في العالم بنحو 3 أضعاف منذ العام 1975، وفي العام 2016، كان أكثر من 1.9 مليار من البالغين في الثامنة عشرة أو أكثر من العمر، يعانون من فرط الوزن. وكان أكثر من 650 مليون من بينهم يعانون من السمنة.
وبحسب منظمة الصحية العالمية، كان هناك 40 مليون طفل دون سنة الخامسة في يعانون من فرط الوزن أو السمنة في العام 2018. في حين كان 340 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و19 عامًا يعانون من فرط الوزن أو السمنة في العام 2016.
وتعتبر السمنة من الأمراض التي تسبب العديد من الأمراض المزمنة، والتي قد تؤثر على صحة الفرد وحياته، كما أنها تعيق الفرد عن ممارسة حياته بشكل طبيعي، ما يقلل من إنتاجيته كفرد في المجتمع. وفي هذا الصدد أكد استشاري جراحات السمنة والمناظير في مستشفى رويال الملكي للنساء والأطفال د. أحمد قيراط أن هناك العديد من الأمراض التي تسببها السمنة، وهناك قائمة تفوق الـ40 مرضا أهمها أمراض القلب والشرايين ومرض السكري الصنف الثاني ومتلازمة انقطاع النفس أثناء النوم وغيرها من الأمراض.
وقال «أثبتت الدراسات العملية أنه يتم السيطرة على ارتفاع ضغط الدم بنسبة تتراوح ما بين 50 و90 % بعد 5 سنوات من علاج مرض السمنة، إضافة إلى أن علاج السمنة يساعد على علاج مرض السكري إذ إن بعد العلاج يمكن السيطرة عليه بنسبة تتراوح بنسبة ما بين 80 و95 % بعد علاج السمنة».
وأضاف د. أحمد قيراط في لقاء مع «صحتنا في البلاد»: «تعد عملية التكميم من أكثر العمليات انتشارًا في العالم، إذ إن نسبة الإجراء تفوق 50 % في العالم أجمع». وفيما يلي نص اللقاء...
من يزيد مؤشر كتلته عن 40 فهو يخسر 8 سنوات من حياته
هل هناك عوامل وراثية تتسبب في السمنة؟
هناك عوامل وراثية تتسبب بالسمنة، إذ إن هناك جينات مسؤولة على ظهور مرض السمنة. كما أن هناك عوامل أخرى وأهمها اختلال التوازن الغذائي بين الوجبات التي يتناولها الشخص وبين الطاقة التي يستعملها وهي الحركة والنشاط.
ويعد اختلال التوازن الغذائي السبب الرئيس في ظهور السمنة، في حين أن الوراثة تعد عاملا مساعدا في ظهورها، بالإضافة إلى وجود عوامل أخرى مثل قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، وتناول الأطعمة الدسمة.
كما كشفت الدراسات عن أن قلة النوم أو كثرته قد تسبب ظهور السمنة، فالنوم أكثر من 8 ساعات وأقل من 6 ساعات يساعد على ظهور السمنة. إلى جانب أن التوتر والقلق المزمن، عوامل تساعد على ظهور السمنة.
وتساعد بعض الأمراض على إصابة الإنسان بالسمنة، فخمول الغدة الدرقية وتناول بعض الأدوية مثل أدوية الاكتئاب من أهم الأسباب المؤدية إلى ظهور السمنة.
ما أبرز الأمراض التي تسببها السمنة؟
هناك العديد من الأمراض التي تسببها السمنة، وتوجد قائمة تفوق الـ40 مرضا أهمها أمراض القلب والشرايين ومرض السكري الصنف الثاني ومتلازمة انقطاع النفس أثناء النوم، ارتفاع نسبة الشحوم في الدم وارتفاع نسبة الشحوم في الكبد، وأمراض المفاصل المزمنة، ظهور الحصوات في المرارة، وارتجاع المريء وبعض أنواع السرطانات مثل سرطان الرحم والقولون وسرطان المجاري البولية.
ما تأثير السمنة على الفرد؟
تؤثر السمنة على الفرد، فقد تسبب العقم عند النساء والعجز الجنسي عند الرجال، بالإضافة إلى المشكلات الاجتماعية والعزلة الاجتماعية والاكتئاب والتنمر وتدهور نوعية الحياة. وأثبتت الدراسات حديثا أن السمنة تتسبب في الموت الأكبر، فمن يفوق مؤشر كتلة جسمه 40 فهو يخسر معدل 8 سنوات من العيش مقارنة بشخص لا يعاني من السمنة، ومؤشر كتلة جسمه أقل من 30.
علاج السمنة يسيطر على الضغط المرتفع بنسبة تتراوح ما بين 50 و90 %
ما تأثير علاج السمنة على انتظام دقات القلب وانخفاض ضغط الدم؟
يساعد علاج مرض السمنة على العلاج والوقاية من الأمراض التي تتسبب بها السمنة ومن أهمها ارتفاع ضغط الدم، وقد أثبتت الدراسات العملية أنه يتم السيطرة على ارتفاع ضغط الدم بنسبة تتراوح ما بين 50 و90 % بعد 5 سنوات من علاج مرض السمنة، هذا إضافة إلى أن علاج السمنة يساعد على علاج مرض السكري، إذ إن بعد العلاج يمكن السيطرة عليه بنسبة تتراوح بنسبة ما بين 80 و95 % بعد علاج السمنة.
يلجأ العديد من الناس إلى عمليات التكميم، فما هذه العملية؟
التكميم عملية تم اكتشافها في بداية الألفين، وتعتمد على تصغير حجم المعدة عبر قصها بواسطة المنظار الجراحي، وتساعد هذه العملية على فقدان نسبة مهمة من الوزن تتراوح ما بين 50 و70 % من الوزن الزائد في فترة تتراوح ما بين 5 و10 سنوات من هذه العملية.
وتساعد هذه العملية على تغيير نمط الحياة خصوصًا تغيير السلوك الغذائي لضمان أفضل النتائج.
وتعد عملية التكميم من أكثر العمليات انتشارًا في العالم، إذ إن نسبة الإجراء تفوق 50 % في العالم أجمعه، ويعود الإقبال عليها لكونها فعالة وآمنة ونسبة المضاعفات بسيطة، فهي تحتاج فقط إلى اتباع تعليمات معينة لضمان أفضل النتائج من ناحية فقدان الوزن وسلامة المريض.
هل هناك عوامل مساعدة تساهم في نجاح عملية التكميم؟
هناك 3 عوامل رئيسة تساهم في نجاح عملية التكميم وأولها وأهمها الاستعداد الجيد، الذي يكون من جانب الطاقم الطبي والمريض، إذ على الطاقم الطبي إجراء جميع التحاليل حسب صحة المريض. أما المريض فعليه أن يكون مستعدا من الناحية النفسية والجسدية، ومن المهم أن يكون ملما بكل تفاصيل العملية والتعليمات التي يجب اتباعها بعد العملية؛ خصوصًا أن نجاح العملية يعتمد على تصحيح السلوكيات الغذائية بعد العملية.
كما على المريض الاستعداد من الناحية الغذائية قبل إجراء العملية، بالابتعاد عن الأطعمة الدسمة والسكريات، وعادة ما ننصح باتباع نظام غذائي عالي البروتين وقليل الدسم؛ لتجنب حدوث المضاعفات أثناء العملية.
ويفضل أيضًا أن يكون هناك استعداد بدني وجسماني بممارسة الرياضة قبل العملية لتجنب مضاعفات التخدير، مع ضرورة التوقف عن التدخين.
ومن أهم عوامل نجاح العملية كفاءة الطاقم الطبي والمنشأة الطبية، إذ يجب أن تكون مجهزة وعلى علم ودراية بمشكلات السمنة وأمراض السمنة.
أما العامل الثالث والمهم لنجاح هذه العملية فهو المتابعة الطبية بانتظام واتباع التعليمات، فعملية تكميم المعدة وغيرها من عمليات علاج السمنة تعتمد على السلوكي الغذائي واتباع التعليمات بعد العملية حتى لا تفشل بعد سنوات من إجرائها.
بعد التكميم قد تفقد ما بين 50 و70 بالمئة من الوزن الزائد
ما النصائح التي تطرحها للمرضى بعد عمليات معالجة السمنة؟
النصيحة الأولى هي المتابعة باستمرار وبانتظام خصوصًا مع اختصاصي التغذية حتى وإن كان المريض لا يعاني من مشكلات. وعلى المريض بعد العملية اختيار الأكل بذكاء؛ لأن كمية الأكل ستكون أقل عن قبل لذا يجب أن يختار أطعمة لها قيمة غذائية على أن تكون ذات سعرات حرارية منخفضة حتى يكون في صحة جيدة، إذ من المهم مع نزول الوزن الحفاظ على صحة الفرد ونسبة الفيتامينات والمعادن في الجسم، مع ضرورة ممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على اللياقة.