بعد سن ٢٥ يقل إنتاج الكولاجين بمعدل ١% سنويا
د. آيات أبوحسان
الطب مهنة إنسانية تشعر فيها بذاتها وقيمتها ووجودها، ويكفيها طوال يومها المتعب أن ينتهي بدعوة من مريض يدعو لها فيها بالتوفيق، كان الطب حلمها واستطاعت أن تحققه. فقد تخرجت د. آيات أبوحسان بمعدل ٩٧.٩ لتحصل على بعثة هندسة معمارية، إلا أن ذلك لم يكن حلمها على الرغم من شغفها بالديكور، لتتجة بعد ذلك إلى جامعة القاهرة وتنهي رحلة الطب بمرتبة الشرف. بعدها التحقت بمستشفى السلمانية الطبي لإنهاء سنة التدريب بامتياز، وفي تلك الأثناء عادت من جديد إلى القاهرة لتكتسب الخبرة في مجال الأمراض الجلدية ضمن مقرر المواد الاختيارية. وتقول: نظرا للكثافة السكانية المرتفعة وقلة الموارد فإن الأمراض الجلدية المتفشية في مثل هذه الأوساط تعتبر نادرة وموضع اهتمام. ولم تتوقف مسيرتها العملية عند هذا الحد، فقد قررت السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية لتوسيع خبراتها المهنية للعمل في مجال الأمراض الباطنية والجلدية في 4 مستشفيات مختلفة بين العاصمة السياسية واشنطن ومدينة نيويورك؛ لتحصل على 4 شهادات تزكية، وقد أكدت أبوحسان مدى أهمية هذه الخطوة التي أضافت لها الكثير على الصعيد الشخصي والمهني.
درست أبوحسان بكالوريوس الطب والجراحة العامة، ولشغفها بالتجميل فقد حصلت على الدبلوما الأميركية للتجميل وتستعد للحصول على البورد، كما أنها تقوم بعمل الزمالة العالمية في الخلايا الجذعية والطب التجديدي، التي تعتبر ثورة عالمية في علاج العديد من الأمراض، مشيرة إلى أنها بصدد أن تخطو خطواتها نحو تخصص الأمراض الجلدية.
وانضمت د. آيات حديثا لمدينة البحرين الطبية؛ لتكون انطلاقتها، وقد عبرت الأخيرة عن مدى امتنانها للانضمام لفريق د. حسين جمعة، الذي بلا شك يعتبر من أعلام الاستشاريين البحرينيين بتخصص الأمراض الجلدية.
«صحتنا في البلاد}» التقت مع د. آيات بمدينة البحرين الطبية؛ للتحدث عن أبرز الخدمات المقدمة في العيادة وآخر صيحات التجميل الواسع، وفيما يلي نص اللقاء:
ما الخدمات التي تقدمها مدينة البحرين الطبية في مجال الجراحة العامة وطب التجميل؟
تعتبر مدينة البحرين الطبية مركزا علاجيا متكاملا يحتوي على أقسام عدة في مجال الجراحة والطب العام وطب العظام والعيون والأسنان وطب الأنف والأذن والحنجرة وغيرها، ونسعى لتحقيق تجربة طبية استثنائية لجميع المراجعين.
أما عن خدمات قسم الجلدية والتجميل فهناك جميع الخدمات المتعلقة بأجهزة الليزر والإبر الدقيقة وغيرها من الخدمات التي يقدمها الأطباء الاستشاريون والمختصون.
يعاني كثيرون من الهالات السوداء تحت العين، فما سببها وكيف يتم علاجها؟
نظرا لرقة الجلد في هذه المنطقة تعتبر الهالات السوداء من المشكلات الشائعة التي يعاني منها الذكور والإناث في مختلف الأعمار، إذ إنها تعتبر من أولى المناطق المتأثرة بتقدم العمر. أما فيما يتعلق بأسبابها فإنه لابد من الفحص الدقيق للوصول للتشخيص المناسب، فمن الوارد أن يكون هناك نقص بالفيتامينات خصوصا مستوى مخزون الحديد، الزنك، فيتامين د، فيتامين ب ١٢ أو عدم انتظام في هرمونات الغدة الدرقية، بالإضافة للمشكلات الوراثية وترقق الجلد وتوسع الأوعية الدموية مع تقدم العمر وفقدان الكولاجين، فضلا عن وجود تصبغات في الجلد أو وجود تجويف واسع تحت العين بسبب فقدان الدهون أو بسبب طبيعة شكل الوجه، ونؤكد هنا الدور الذي يلعبه النظام الغذائي ومعدل النوم في هذه المشكلة.
أما بالنسبة للعلاج فإننا ننصح بعلاجات الفيتامينات والبلازما والإبر الدقيقة تحت العين وعلاجات الفلر في حال وجود تجويف كبير.
الاستثمار في تقوية الجلد أبرز توجه في عالم الجلدية والتجميل
ما الفرق بين الميزوثيرابي والإبر الدقيقة؟ وما طريقه عملهما؟
الإبر الدقيقة هي تقنيه ميكانيكيه لعلاج الجلد، إذ يتم استخدام جهاز يحتوي على مجموعة من الإبر الدقيقة جدا لإحداث جروح بسيطة في الجلد، يتم على إثرها تحفيز عملية تشافي الجلد ذاتيا عن طريق تحفيز الدورة الدموية وزيادة انقسام الخلايا وبالتالي بشرة أكثر تماسكا ونضارة.
وقد أثبتت هذه التقنية قدرتها على بناء الجلد وتصحيح الجروح وتحفيز الكولاجين، ويتم استخدمها لعلاج العديد من الحالات مثل علامات تمدد الجلد أو التصبغات والندوب.
أما عن علاج الميزوثيرابي فإننا نقوم بحقن مادة معينة بحسب المشكلة التي يعاني منها المريض في طبقات الجلد السطحية كالفيتامينات ومواد التفتيح، وتعتبر جلسة آمنة جدا وبسيطة ومناسبة لجميع أنواع البشرة في الغالب باستثناء مرضى الأكزيما الشديدة والسكر غير المنتظم والأمراض المناعية وغيرها من الأمراض التي يحددها الطبيب.
ومن الممكن الدمج بين العلاجين في آن واحد للحصول على نتائج أفضل، وجميع هذه العلاجات تتوافر في مدينة البحرين الطبية.
كيف يمكن تحفيز الكولاجين في البشرة؟ وما أحدث التقنيات حاليا في الحفاظ على البشرة؟
التوجه الحالي في عالم التجميل هو الاستثمار في الجلد ذاته، خصوصا أنه مع تقدم العمر تقل سرعة انقسام الخلايا وتبدأ عظام الوجه والدهون العميقة بالضمور، ففي سن الثلاثين يبدأ الجسم في فقدان الدهون العميقة في الوجه، وفي سن الـ 25 يقل إنتاج الكولاجين بمعدل 1 % سنويا. لذلك فإن من المهم جدا الحفاظ على صحة الجلد عن طريق الغذاء المتوازن وممارسة الرياضة؛ إذ إن الجلد يعكس صحة أجسامنا الداخلية، إضافة إلى الالتزام باستخدام واقي الشمس للتقليل من تأثير الأشعة فوق البنفسجية على البشرة والالتزام بالعلاجات المحفزة للكولاجين.
أما عن أحدث التقنيات العالمية، فتبرز أهمية الخلايا الجذعية في علاج الكثير من الأمراض، إذ إنها أثبتت فعاليتها في علاج مرض السكر ومرض تأخر الإنجاب وغيرها من الأمراض عموما، فضلا عن أهميتها في علاج مشكلات البشرة وقدرتها على إعادة إنتاج الخلايا وعلاج مشكلات الشعر.
كما أن تقنية حقن الدهون الذاتية تعتبر من التقنيات المتقدمة لتعويض فقدان الدهون العميقة وإعادة شباب الوجه وامتلائه، وهي مناسبة لجميع الأعمار لمن يعانون من ترهل وفقدان لهيكل الوجه الممتلئ.
ومن المهم الالتزام بعلاجات البشرة التي تساهم في تحفيز الكولاجين مثل جهاز الإبر الدقيقة وموجات الراديو الموجود في مدينة البحرين الطبية، حيث أثبتت الدراسات فعاليته في تحفيز الكولاجين لأطول فترة ممكن مقارنة بباقي الأجهزة، ويستخدم في علاج جميع مشكلات البشرة ولمختلف مناطق الجسم.
هذا إضافة إلى جهاز الفراكشنال ليزر، وهو البديل الذهبي للتقشير الكيميائي، إذ يستهدف طبقات البشرة العميقة عن طريق إحداث ثقوب غير مرئية في البشرة وبالتالي إعادة تحفيز الكولاجين وزيادة سماكة الجلد، إضافة إلى أنه يساعد في تقشير البشرة.
يعد حب الشباب من أكثر المشكلات شيوعا، فما أسبابه ومتى يظهر، خصوصا أن البعض يشتكي منه بعد سن الثلاثين؟
لا يوجد عمر معين لحب الشباب، وسبب ظهوره مجموعة من العوامل المختلفة وأهمها الوراثة، وزيادة إفراز الغدد الدهنية بسبب عدم انتظام الهرمونات في فترة البلوغ أو الحمل أو مع زيادة الوزن التي تؤدي إلى مقاومة الأنسولين ومتلازمة تكيس المبايض، بالإضافة إلى التوتر واستخدام الكريمات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الزيوت أو تناول بعض الأدوية.
يترك حب الشباب ندوبا قد تؤثر نفسيا على الفرد فكيف يمكن علاجها؟
30 % من مرضى حب الشباب ينتهي بهم الأمر لوجود ندوب، والسبب يرجع إلى الالتهابات العميقة التي تحدث التصاقات في طبقات البشرة أو العبث بهذه الحبوب ما يؤدي إلى تليفات داخلية تظهر على شكل حفر أو ندوب. ويتم علاجها عن طريق عملية تقطيع الألياف باستخدام إبر معينة لتحرير الجلد، وفي الغالب يتم دمج العلاج مع أجهزة الليزر، أو استخدام مقشرات خاصة. إلا أنه دائما ما ننصح باللجوء إلى الطبيب ومعالجة حب الشباب فور ظهوره تفاديا لهذه المشكلة، فالوقاية خير من العلاج.
الهالات السوداء حول العينين قد تكون وراثية
هل كريمات التفتيح المنتشرة في الآونة الأخيرة فعالة؟
بدأت الكثير من النساء استخدام خلطات التفتيح التي تباع عن طريق الإنترنت أو غيره من دون إشراف طبيب. ونلفت إلى أن الكريمات لها أصول علمية، إذ إنها تستخدم بتراكيز معينة ولفترة معينة، وعدم استخدامها بالشكل الصحيح له مخاطر كبيرة وقد ينتهي الأمر بوجود تصبغات عكسية قد يصعب ويطول علاجها، بل قد لا نستطيع علاجها بشكل تام.
ما أهمية الفحوصات الدورية؟
حسب قانون الرعاية الصحية المتبع في الولايات المتحدة الأميركية فإنه يجب عمل فحوصات دم شاملة كل 6 أشهر للأصحاء مع فحص يدوي من الرأس للقدمين، وكل 3 أشهر لمن يعانون من أمراض مزمنة كمرضى السكري وغيره.
أما للوقاية من السرطان فإننا ننصح بعمل فحص الماموجرام للثدي للنساء من عمر 40 سنة فأكثر مرة واحدة سنويا. ومن خلال تجربتي في أميركا فقد كنا نقوم بعمل فحص 3D ultrasound للنساء الأصغر سنا، وقد كنا نكتشف المرض في مراحله المبكرة جدا ويتم علاجه إشعاعيا فقط وهذا ما يقي من مخاطر العلاج الهرموني والجراحة.
كما أنا ننصح بعمل فحص منظار القولون كل عشر سنوات في عمر 45 سنه أو أقل في حال وجود تاريخ مرضي في العائلة (الأقرباء من الدرجة الأولى). كما أننا ننصح بعمل فحص عنق الرحم للمتزوجات كل 3 سنوات أو كل 5 سنوات إذا كان مصحوبا بفحص فيروس الورم الحليمي (HPV) ونؤكد أهمية تطعيم الورم الحليمي في الوقاية من سرطان عنق الرحم.
أما بالنسبة للرجال فإننا ننصح بعمل فحص (PSA) لسرطان البروستاتا من عمر 50 سنة أو أقل عمرا في حال وجود تاريخ مرضي في الأقارب من الدرجة الأولى.
وأخيرا ننصح جميع المدخنين أو من قام بالإقلاع عن التدخين في آخر 15 سنة بعمل فحص (low dose CT Scan) للكشف المبكر عن سرطان الرئة ودمتم بخير.