بقلم إبراهيم ماهر الحواري
مغامرات بسمة
أصبحنا وأصبحَ المُلكُ لله..
استيقظتْ بسمةُ بهمتِّها المعتادةِ، وغسلتْ وجهَها بماءِ التسامحِ، وتناولت فطورَها المكوَّنَ من وجبةِ التفاؤلِ مع رغيفٍ من الأملِ، وارتدتْ ثيابَ المحبّةِ، وانطلقتْ إلى وظيفتِها دونَ تأخير.
كان على بسمةَ أن تنتقلَ في العالمِ لتطّلعَ على أحوالِ الناسِ، وتقدّمَ العونَ لمن يحتاجُه، دونَ تمييزٍ بين حالةٍ عرقيّةٍ أو عمريّةٍ أو ماديّة.
فبدأت رحلتَها من المنازلِ، لتنثرَ على وجهِ منِ استيقظَ بذورًا تنبتُ سريعًا لتعطيَ بسمةً صغيرةً يبدأُ بها اليومُ بتفاؤلٍ ونشاطٍ، ثم انطلقتْ بسمةُ إلى المدارسِ وجالتْ على الأطفالِ واحدًا واحدًا، ولم تنسَ المعلمين أيضًا، الذين يحتاجون لبسمةٍ واعيةٍ ترعى بسماتِ الطلابِ الصغيرة.
تابعتْ بسمةُ جولتَها عندَ أصحابِ الوظائفِ والأعمال، وجهزتْهم بما يقوّي عزائمَهم ويعينُهم على ضغوطاتِ العمل، والتعاملِ مع مختلفِ الناسِ سواءٌ كانوا من أنصارِ بسمةَ، أم من محاربيها.
استوقفَ بسمةَ مشهدٌ مؤلمٌ في طريقِها، فثمّةَ أطفالٌ فقراءُ لا يملكون المأوى يحاولون التقوّيَ بصدقاتِ المحسنين أو بالقليلِ مما يبيعونَه على الطرقات، لكنَّ هذا لم يحبطْ عزيمةَ بسمةَ وأصرّتْ أن تجعلَ أقصى جهودِها عند هؤلاء الناس، فزرعتْ غرسَها بأفضلِ شكلٍ ممكنٍ، حتى نبتتَ بسمةٌ عظيمةٌ لا تفارقُ ملامحَهم رغمَ ضيقِ حالِهم.
عادَتْ بسمةُ في آخرِ النهارِ مسرورةً بما قدمَتْه، ولكنّها مازالتْ تأسفُ على بعضِ الناسِ الذين يمتلكون الكثيرَ من نعمِ الله ويرفضون بسمةَ ويطردونَها حيث رأوها.