بقلم جواد محمد حبيل
لا يفلح الغشاش
كان هناك صياد فقير يذهب كل يوم لصيد الحيوانات ويقطع الأخشاب ويبيعها في السوق، وذات يوم ذهب كعادته إلى الغابة وصادف في طريقه ثعلبًا وكان يريد قتله، فنصب الصياد للثعلب فخًا فوقع فيه، وأخذ الثعلب يترجى الصياد قائلا: يا أيها الصياد أرجوك أطلق سراحي وسوف أدلك على مكان تجد فيه كل ما تتمناه، فأطلق الصياد سراحه شريطة ألا يحاول الهرب. بعد المشي لمدة طويلة من الزمان قطعا خلالها مسافة بعيدة قال الثعلب: علينا أن نرتاح قليلا، فالطريق مازال طويلًا أمامنا فوافقه الصياد في ذلك قائلا: إنها لفكرة جميلة، إني عطشان جدًا. فوجدا بئر ماء وتوجها إليه ليشربا الماء، وفجأة ظهر ضوء شديد أمام عيني الصياد فاختفى الثعلب، وظن الصياد أن الثعلب قد خدعه، فعاد إلى البيت حزينا، جاء الليل ونام الصياد وبعد استيقاظه ظل يفكر في ذلك الضوء وطريقة ظهوره المحيرة، فقرر الصياد أن يذهب إلى الغابة مجددا، فوجد الضوء نفسه فلحق به، رأى الصياد الثعلب، وكان الصياد في حالة غضب شديدة
فأوشك على قتله، ولكن الثعلب هرب، والصياد لم يتوقف عن ملاحقته وبعد ذلك، تعثر الصياد، وأضاع أثر الثعلب، رأى الصياد شخصا آخر فذهب إليه وسأله: من أنت؟ فرد عليه ذلك الشخص: أنا اسمي جوني.
وقال له الصياد: أنا اسمي رابي وسآخذك إلى منزلي.
وهما ذاهبان إلى منزل الصياد، سمعا صوت صراخ عالٍ
فتتبعا ذلك الصراخ فرأيا أحدهم يريد أن يقتل فتاة جميلة تبدو عليها سيماء الأميرات.
حمل رابي الفأس الذي كان في يده وأخذ يدافع عن تلك الفتاة.
وأخذ جوني غصن شجرة وذهب هو بدوره للدفاع عنها أيضا.
جُرح جوني ورابي ولكن تمكنا من إنقاذ الأميرة..
واضطرا إلى دخول المستشفى، فقد كانت الجراحات التي أصيبا بها كثيرة ومرت الدقائق والساعات والأيام وتمكنا من الخروج من المستشفى بعد شفائهما.
وتبين فيما بعد أن تلك الفتاة أميرة.
وقد سمع والدها الملك بشجاعتهما وإنقاذهما لحياة الأميرة فخاطبهما الملك: بما أنكما أنقذتما حياة ابنتي سأعد لكما مسابقة والذي يفوز منكما فيها سيتزوج ابنتي. كانت المسابقة عبارة عن تسلق جبل ارتفاعه عشرين كيلومترًا، وبعد أن قرب رابي الوصول إلى قمة الجبل قرر جوني الغش، فسحب رابي من قدمه وأسقطه بعد أن شارف على الوصول للقمة، وكان الملك يراقب ذلك عبر كاميرات المراقبة فزوج الملك ابنته لرابي، وأودع جوني الغشاش السجن وكُتب على زنزانته: (من غشنا فليس منا)، وعاش رابي والأميرة في سعادة وهناء.