+A
A-

المهندسة سميحة العصفور

تمامًا،‭ ‬كما‭ ‬يخطف‭ ‬الياقوت‭ ‬الأبصار‭ ‬ببهائه‭ ‬وجماله‭ ‬الساحر‭ ‬حين‭ ‬يتناغم‭ ‬مع‭ ‬المرجان‭ ‬واللؤلؤ‭ ‬والألماس‭ ‬والذهب،‭ ‬يقترن‭ ‬اسم‭ ‬مؤسسة‭ "‬ياقوت‭ ‬ديزاين‭" ‬بلمسات‭ ‬النفائس‭ ‬ولغة‭ ‬الفخامة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬المبنى‭.. ‬أي‭ ‬مبنى‭! ‬صغيرًا‭ ‬كان‭ ‬أم‭ ‬كبيرًا‭.. ‬حديثًا‭ ‬كان‭ ‬أم‭ ‬قديمًا،‭ ‬فتمتزج‭ ‬الخبرة‭ ‬والفن‭ ‬والإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬مع‭ ‬الذوق‭ ‬الرفيع‭ ‬والرقيق‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬والأحاسيس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زاوية‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬المنزل‭ ‬أو‭ ‬العمارة‭ ‬أو‭ ‬المشروع‭ ‬الإنشائي‭. ‬وفق‭ ‬ذاك،‭ ‬تختصر‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬المهندسة‭ ‬سميحة‭ ‬العصفور‭ ‬عبارة‭ ‬موجزة‭ ‬لشرح‭ ‬المسمى‭: "‬في‭ ‬الجنة،‭ ‬قصور‭ ‬من‭ ‬ياقوت‭.. ‬وأيضًا،‭ ‬هذا‭ ‬الحجر‭ ‬الكريم‭ ‬ارتبط‭ ‬بالفخامة‭ ‬من‭ ‬غابر‭ ‬العصور‭.. ‬في‭ ‬تيجان‭ ‬الملوك‭ ‬وقصورهم،‭ ‬فيبقى‭ ‬حجرًا‭ ‬نفيسًا‭ ‬وثمينًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأزمنة‭".‬

ارتبطت‭ ‬بالفن‭ ‬منذ‭ ‬الصغر

تطوف بنا المهندسة سميحة إلى بعض الذكريات التي ارتبطت باختيار الاسم، فتشير إلى أنه في فترة نشاط المشاركة في المنتديات الإلكترونية على تنوعها، اختارت اسم "ياقوته" كـ "يوزر نيم"، وعرفها الكثير من الناس بهذا الاسم. أما عن عشقها للفن والجمال والإبداع، فتقول "لا أبالغ حينما أقول إنني مرتبطة بعالم الفن منذ صغري، وحتى في أيام الإجازات المدرسة، كنت أبحث في المجالات التي أتمكن من الإبداع فيها. أما عن اختيار التخصص الجامعي فلم يكن هذا التخصص موجودًا بعد تخرجي من المرحلة الثانوية، ولكن بعد دراسة الجرافيك تم استحداث تخصص هندسة الديكور، والبداية لم تكن صعبة لوجود شغفي الداخلي، وبعد التخرج عملت في شركات عدة، وقصة أول شركة كانت تمثل لي التحدي الأكبر، حيث كان المدير، وهو مهندس "صعب المراس"، كان يحول لي أفكار المشروعات الصعبة، وعلى الرغم من أنني آنذاك كنت أعمل متدربة، إلا أنه تم توظيفي بشكل رسمي بعد أن وجدوا لدي الحس الفني والابتكار والقابلية لتقديم الأكثر، وبعد ذلك، شعرت بأنني لا أتطور مهنيًا على الرغم من أن الشركة كانت تعتمد علي كثيرًا، وكنت أرغب في تطوير قدراتي".

 

محطات‭ ‬عمل‭ ‬أثمرت‭ ‬الخبرة

تبدأ مرحلة جديدة تحدثنا عنها سميحة فتقول "توجهت للعمل في شركة أخرى، وهذا الانتقال منحني فرصة التطور في مجال التصميم ثلاثي الأبعاد وتفاصيل هندسة الديكور، فكونت خبرة لا بأس بها، ثم أضافت لي تجربة عملي في شركة متخصصة في جودة الهندسة بعدًا آخر لا يقتصر على التصميم الداخلي بل التصاميم المعمارية، فكنت أرسم مخططات، وفي هذه المرحلة، وجهت الاهتمام لكيفية التخطيط لبيت العمر من البداية على أسس سليمة وصحيحة، والخط الجديد هو دمج المعماري مع التصميم الداخلي، ومع الظروف المختلفة، تحولت إلى فكرة مشروعي الخاص مع أنني بقيت فترة من الزمن بلا عمل، لكن درست المشروعات وكيفية العمل فيها، والفضل بعد الله سبحانه وتعالى لزوجي حيث شجعني وساندني؛ لأنه رأى أن موهبتي وخبرتي ووجود عملاء يطلبونني بالاسم فرصة سانحة للعمل في مشروع الخاص، ومن هنا أسست "ياقوت ديزاين" في العام 2015.

نتاج‭ ‬الصيت‭ ‬والسمعة

سمعة وصيت "ياقوت ديزاين" ارتبط بمسار النجاح في كل محطة، وتتطرق العصفور إلى أنها نفذت مشروعات في البحرين وخارجها لا سيما المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، سواء للأفراد أو المشروعات التجارية، وتقول: ساهمت خبرتنا المميزة التي تعتبر بمثابة سمعة لدى عملائنا في أن نحصد ثمار العمل، ويمكنني القول إننا اليوم خبراء في مجالنا حيث تقدم "ياقوت ديزاين" خدمات تبدأ من دراسة المخطط العماري، فعلى سبيل المثال، نبدأ بمراجعة التصميم الخاص بمشروع الفلل، فنتأكد من عدم وجود أخطاء أو عيوب ونوزع نقاط الأثاث ومن ثم نقاط الكهرباء، حيث إن توزيع الأثاث مرتبط بدقة توزيع نقاط الكهرباء وهذا ما يلزم أن نلفت النظر إليه، وبعد ذلك ننتقل إلى التصميم الداخلي من إضاءة واختيار المواد وغيرها ونقدم المشروع متكاملًا من بدايته بكل تفاصيله بطريقة الأبعاد الثلاثية؛ ليشاهد العميل نموذجًا يحاكي الإنشاء مقاربًا للحقيقي، هذا بالنسبة لمشروعات الأفراد، أما المشروعات التجارية فندرس لهم الفكرة من أساسها بشكل مكثف وبدقة، فقد يكون هذا المشروع هو مشروع العمر للعميل، ولابد أن يكون متميزًا وناجحًا من أساس الفكرة والتصميم كعامل نجاح أكبر للمشروعات التجارية، أضف إلى ذلك مشروعات الحدائق والمسطحات الخضراء.

 

لا‭ ‬نكتفي‭ ‬بالتصميم‭.. ‬ندرس‭ ‬شخصية‭ ‬العميل

ومن باب خبرة تأخذنا المهندسة سميحة إلى أن مجال التصميم يرتكز بشكل أساسي على فن وإبداع المهندس المتمكن، وفي عصرنا اليوم ومتغيرات الحياة من كل نواحيها، لا نكتفي بالتصميم بل ندرسك كشخصية. ماذا تحب وماذا تفضل وما هو ميولك وكيف هو "اللايف ستايل" الذي يروق لك؟ من خلال جمع المعلومات والمعطيات والتباحث في الاجتماع الأول أو الثاني مع العميل، نعرف كيف هو النمط والتصاميم والألوان التي تنال إعجابه، فيما يعتمد البعض الآخر بشكل كلي علينا، وهنا من خلال بعض الأسئلة ومشاهدة النماذج نستطيع الوصول إلى المستوى والنموذج أو لنقل الأفكار التي يريدها في منزله ونحولها إلى تصميم، ودعني أقول إن دوري مثل دور الطبيبة: تحديد المشكلة وكيفية معالجتها، ثم نقدم العمل بأفضل ما يكون بتصميم ناجح من الطرفين للوصول إلى نتيجة مرضية، ولهذا كل عملائنا ولله الحمد يعبرون عن الرضا من التصميم الأول؛ لأننا قبله أجرينا دراستنا وأخضعنا الأفكار للتقييم.. خذ على سبيل المثال أيضًا مرحلة جائحة كورونا، فهي لم تؤثر كثيرًا على المشروعات، بل هي مرحلة أسهمت في رفع الاهتمام بالمنزل بين الناس، وكيف يجعلونه شاملًا كل الاحتياجات، فقبل الكورونا، كان القليل من الناس يجلسون ساعات أطول في المنزل، أما هذا الظرف، فقد رفع اهتمام الكثيرين بالحدائق وكذلك الأسطح التي هي عادة ليست مستغلة بطريقة صحيحة والناس أصبحت تتجه لإبراز أفضل صورة للسطح، وهناك من يفكر في زاوية قهوة، سينما منزلية، مرفق رياضي "جيم"، وهذه الأمور اتجهت لها الناس كثيرًا وحتى لو لم يكن التغيير كبيرًا بالنسبة للبعض، فأيسره تغيير الأثاث.

 

من‭ ‬أجل‭ ‬عيون‭ ‬الضيوف

وأكثر ما يركز عليه الناس في المجتمع البحريني هي الصالات المنزلية، فبعضهم يحب ذلك لنفسه، والبعض الآخر يريده للآخرين.. أي الضيوف، وهذه الفكرة لا أفضلها؛ لأن صاحب المنزل وأسرته هم من سيعيشون في المنزل، ولهذا لابد من أن يكون اختيارهم هم، وبالتأكيد حين استقبل الضيوف، تمتليء عيونهم بالألوان المميزة والتصميم الرائق والمواد المستخدمة، وبعد الصالات يأتي الاهتمام بغرف النوم.

كوادر‭ ‬بحرينية‭ ‬مبدعة

تعتمد "ياقوت ديزاين" على فريق عمل ذي كفاءة، وهذه النظرة التي تتحدث عنها المهندسة سميحة بالإشارة إلى أنه بعد خوض تجربة العمل نجد صنفين من المصممين: الأول هو المحب للتدرب والتطور وهذا ينتج ويحقق طفرة، والصنف الآخر هو من يمتلك الخبرة والدراية لكنه لا ينتقل إلى مستوى أعلى، فيتمسك برأيه ولا يتقبل الأفكار والإرشاد والتوجيه وهذا أمر لا نحبذه، وقبل أيام اجتمعنا في لقاء مع عدد من المصممين والمهندسين ومنهم ضيوف من جامعة البحرين، وطرحت فكرة أن يسبق دخول التخصص بالنسبة للطلبة وجود امتحان لاختيار نخبة من المبدعين، فهناك اليوم شريحة كبيرة تتخرج، فهل هذه الأعداد تستوعبها السوق؟ أم إنه بعد سنين الدراسة يكتشف الخريج أنه لا يستطيع أن يقدم ويتميز في هذا المجال.

 

رسالة‭ ‬للمطورين‭ ‬والمستثمرين

المشروعات الحديثة فتحت المجال للمصارف والمطورين العقاريين، لكن لدى سميحة رسالة للمطورين العقاريين تقول فيها: "دخلت الكثير من البيوت والمشروعات الإسكانية ووجدت فيها العديد من المشكلات المعمارية وهذا أمر لا ينتبه له الكثير من الناس، وحتى ننجح، لابد من أن يكون البيت البحريني محتويًا على كل المتطلبات التي تناسب الأسرة البحرينية دون مشكلات وعيوب، فيدخل بيته وهو مرتاح، والتنفيذ مدروس دراسة صحيحة تلبي طموحاته حتى لو كانت الأرض محدودة المساحة، إلا أنه بالإمكان استغلالها منذ بداية التأسيس، ولهذا توجهت للمطورين العقاريين والمستثمرين لوضع هذه النقاط موضع الاهتمام. وحتى المنازل القديمة، ولي تجربة، حيث زرت منزلًا قديمًا في إحدى المناطق، وكان صاحب المنزل يتساءل مستشيرًا: هل أطوره أم أصرف النظر عنه؟ فقلت: بالعكس، مساحة المنزل جيدة جدًا وبإمكاننا أن نحوله إلى منزل جميل، واليوم تراه كتحفة بعد إنجاز المشروع، فكل الإمكانات متوافرة على أن تكون حالة المنزل قابلة للتحسين، والأهم أن من سيقيم المنزل يمتلك الخبرة التي تفيد صاحب المنزل في مشروع التطوير، والكلفة تعتمد على تقييم المنزل، وبالتالي نوازن بين ميزانية العميل وبين الخيارات المتوافرة في السوق، فعلى سبيل المثال، بإمكاننا توفير المواد التي تناسب العميل ونضع أمامه الخيارات المثلى؛ لأن هذا التحسين له أثر كبير في النفسية سواء بالنسبة للمنازل أو أماكن العمل، فمثلًا حين تزور مقهى مصممًا بأسلوب عصري مبتكر، وآخر وضعه اعتيادي للغاية، فستختار الأول ولو بسعر أعلى في خدماته؛ لأنك ترتاح فيه، وبالنسبة لنا في ياقوت ديزان نراعي كل احتياجات العميل بحيث نحقق رضاه في كل مراحل العمل".