العدد 5680
الجمعة 03 مايو 2024
banner
سهى الخزرجي
سهى الخزرجي
إلى من يهمهم الأمر..!!
الثلاثاء 23 أبريل 2024

تزدحم حياتنا بالكثير من المشاكل والمفارقات التي تجعلنا نقف في حالة استغراب بل شعور بالمعاناة في الكثير من الأحيان، كون أن بعض البشر من حولنا تتملكهم الكراهية والبغضاء والضيق الشديد عندما يرؤن شخصا خاض الصِعاب، ومر بطرق وعِرة وقاسية من أجل أن يحقق لنفسه مكانة رفيعة بين زمرة الناجحين والمتميزين الذين يسهموا في تطور الحياة ورفاهيتها وليمهدوا الطريق للآخرين من خلفهم. إن الذين تمتلئ قلوبهم بكراهية النجاح والناجحين هؤلاء يحتاجون للعلاج النفسي وتبصيرهم بالأسس التي يتجاوزوا بها معاناتهم النفسية حتى لا تتفاقم هذه المعضلة ويصبح الواحد منهم قنبلة مؤقوتة تهدد حياة الآخرين، لأن الغيرة قاتلة بطبيعة الحالة تعكر صفو القلب، وتجعل منه خزان وقود، قابل للاشتعال، ربما يحرق ويدمر في أي لحظة، خاصة إذا وجدت نفس ضعيفة جاهلة عديمة المعرفة، لذلك نستغرب عندما يكون بيننا اشخاص يزعجهم بدرجة كبيرة النجاحات التي يحققها غيرهم..!.

 هناك نماذج ايجابية كثيرة في مسيرة حياتنا فشلوا في مرحلة من المراحل لكنهم لم يقنطوا فحاولوا مرة بعد مرة حتى تجاوزوا الفشل، وأصبحوا متميزين وقد اكتسبوا الخبرة في مسيرة حياتهم مع الفشل، وارتقوا بانفسهم عكس الفاشلين الذين من أول خطوة في حياتهم العملية لم يواصلوا المسير فانشغلوا بكراهية وحقد تجاه الذين نجحوا، لم يفكروا في انهم بحاجة ماسة للوقوف مع أنفسهم، والتصالح مع ذواتهم والادراك بأن " القناعة كنز لا يفنى"، وتغييّر النظرة بالكامل للحياة. 

 وعن عن الحسد والغيرة من النجاح يقول - إرنست هيجل " الحسد أغبى الرذائل على الإطلاق، فهو لا يعود على صاحبه بأية فائدة، أما الكاتبة العالمية أغاثا كريستي قالت "إن لكل جريمة دافعاً لها ، قد يكون الدافع الحقد، الانتقام، الحسد، الخوف، أو المال"، الجاحظ قال " الحسد أول خطيئة ظهرت في السماوات، وأول معصية حدثت في الأرض"، لذلك فإن الوقوف مع النفس والتحاور معها أمر في غاية الأهمية، يجعلنا على بصيرة من الأمر والأهم من ذلك هو مغادرة حالة الغِيّرة والكراهية، والتأكيد على أن النجاح في الحياة ليس صعبا، ولا يتطلب أشياء خارقة فقط التصميم والإرادة على بلوغ الأهداف.!

 إن الحياة جميلة جدا بالعمل والاجتهاد وبذل العطاء والتزود بالمعرفة والتصالح مع النفس، وحب الخير للآخرين، كذلك أن محبة الناس شئ عظيم جدا تجعل الإنسان منفتح على القلوب عامة فيحبه الناس. عندما نتأمل في شخصية الذين تتملكهم المشاعر السلبية مثل الكراهية والبغضاء والضيق الشديد تجاه كل متميز وناجح نجدهم تربوا في بيئة تنتشر فيها الأساليب غير الحميدة في التعبير عن نجاحات الآخرين، والتقليل من شأن الناجحين وتشويه صورتهم متعمدا ذلك، بل نسج الشائعات والأكاذيب، وبعضهم تكتشف فيهم غلاً وحقداً غير طبيعي، لكن النفس السوية تلقائيا تفرح وتسعد غاية السعادة عندما تسمع عن نجاح هذا أو ذاك وتعبّر عن ذلك بكلمات جميلة راقية وفيها محبة ودعوات صادقة، لذلك كان رسولنا الكريم المصطفى عليه أفضل السلام وأتم التسليم يدعوا الله سبحانه وتعالى بهذا الدعاء: "ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم". 

اللهم آمين..

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية