تلقيت كغيري عبر وسائل التواصل الاجتماعي جزءا من المقابلة التي أجراها الإعلامي الكويتي عمار تقي مع سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس مجلس إدارة شركة بابكو إنيرجيز (الشركة القابضة للنفط والغاز). خلال المقابلة، كان سموه يتكلم بكل فخر واعتزاز عن العنصر البشري البحريني في تولي أي منصب أو مسؤولية، مستذكرا سموه زيارته العام الماضي لمجمع شركة بابكو للتكرير التي تشهد مشروع تحديث المصفاة، والذي يعد الأكبر في تاريخ البحرين. ذكر سموه أنه وجه خلال الزيارة الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور عبدالرحمن جواهري بتوظيف بحرينيين من الجنسين من مهندسين وفنيين ليواكبوا ويترعرعوا مع هذا المشروع الكبير منذ بدايته وذلك للاستفادة وكسب الخبرة اللازمة خلال مراحل المشروع والمشاركة الفعلية في كل صغيرة وكبيرة من الناحية الفنية، فمن خلال هذه الفكرة فإنهم سيكسبون الخبرة الكافية دون الحاجة إلى الاستعانة بخبرات أجنبية مستقبلاً.

ما أعجبني في هذا الموضوع حرص ومتابعة سموه بأن توجيهاته قد نفذت بحذافيرها، حيث تأكد بنفسه من هذا الأمر عندما قام بزيارة ميدانية أخرى للمصفاة بعد عدة شهور من زيارته الأولى. لقد أثلج صدري كثيراً عندما ذكر سموه في المقابلة تواجد 500 موظف من الجنسين من البحرينيين وحرص سموه على تحيتهم فردا فردا، منوها بروحهم المعنوية العالية وولائهم التام للشركة رغم أن ذلك صادف فترة الصيف! ولم يكتف سموه عند هذا الحد، بل حرص على إطلاع جلالة الملك حفظه الله ورعاه على نتائج زيارته، حيث أكد لجلالته أنه يملك خبرا أهم من تحديث المصفاة وهو تعيين هؤلاء الشباب والشابات في المشروع، مؤكدا لجلالته أنهم سيكونون جنودا مجهولين ومستعدين لأكل الأخضر واليابس، بل ويفدون بأرواحهم في مواقع العمل المختلفة من خلال عملهم بروح الفريق الواحد، حاملين شعار الولاء والانتماء للشركة.

لاشك أن هذه المقابلة التي تحدث فيها سموه عن شركة بابكو للتكرير ما هي إلا فقرة قصيرة من المقابلة الكاملة، لكنني أحببت أن أسلط الضوء على الجزئية التي خص بها العنصر البشري البحريني.

شخصياً لا أملك أن أضيف شيئا آخر سوى رفع القبعة عاليا لسموه على هذه المكرمة التي أثلجت صدور جميع البحرينيين، فهي أفرحت 500 عائلة بحرينية، فقد أثبت البحريني أنه متى ما أعطيت له الفرصة والثقة والاحترام والتدريب اللازم فإنه حتما سيبدع ويخلص في عمله. والشكر موصول إلى الدكتور عبدالرحمن جواهري على متابعته وجديته وجهوده المضنية والحثيثة لتحقيق تطلعات وتوجيهات سموه.

لا أريد أن أتكلم كثيراً عن الدكتور جواهري، فشهادتي فيه مجروحة، فقد سبق وأن عملت معه في شركة جيبك لمدة 35 عاما، منها 10 سنوات رئيسا للشركة.

ومن هذا المنبر أقول عن توظيف البحرينيين إنه إذا استطعنا تطبيق ذلك في شركة واحدة، فحتما نستطيع تطبيقه في جميع الشركات والبنوك والمؤسسات الخاصة.

نعم.. بإلزام الجميع بتحقيق البحرنة متى ما وجد البحريني المؤهل. فهناك الكثير من الوظائف الشاغرة من قبل الأجانب يمكن استبدالها بالبحريني الذي هو أحق بها. معظم حكومات دول الخليج أصدرت قرارات إلزامية لتوظيف العمالة الوطنية في الكثير من مواقع العمل وحققت نجاحا باهرا، فلماذا لا نطبق القرار ذاته عندنا؟! لا شك أن صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لا يهدأ له بال حتى تتم حلحلة هذا الملف الذي أصبح هاجسا لكل عائلة بحرينية، فالحكومة تسعى جاهدة في استقطاب المزيد من الاستثمارات إلى المملكة لتكون رافدا للاقتصاد الوطني.

كلمة أخيرة.. سمو الشيخ ناصر يستحق الكتابة عنه بشكل أوسع وأشمل، فهو قيادي ملهم من الطراز الأول، ومشاعر الحب والولاء والوفاء لسموه في كل مواقع التواصل الاجتماعي لم تأت من فراغ، بل كانت نابعة من القلب للقلب، فهو أنموذج وقائد ومثال يحتذى به للشباب. ولكن كما يقولون "خير الكلام ما قل ودل".

كاتب وإعلامي بحريني