لقد كتبنا عن هذا الموضوع مرارا وتكرارا، وكما يقولون التكرار يعلم الشطار. ولا أدري من أين نبدأ وإلى أين نرسي من خلال هذه التخبطات لدى البعض سامحهم الله، فعدد من أعضاء مجلس النواب قاموا بحركة مرفوضة جملة وتفصيلاً.. نعم فتوزيع الصدقات والزكاة وعمل الخير لا يتطلب حملة أو بهرجة إعلامية أعتبرها فاشلة ولم تخدم أهدافهم! لذا ينطبق عليهم عنوان مقال اليوم.
إذا كنا وراء صنع الخبر وترويجه، علينا تحمل تبعات أخطائنا، وغلطة الشاطر بألف كما يقولون، وبصراحة شديدة أستغرب كثيرا من هذه الهفوات التي أعتبرها من أبجديات العمل، وأنا على يقين بأن الكثير من الشخصيات والوجهاء والعائلات البحرينية يقومون بواجباتهم الدينية وعمل الخير بكل هدوء وبدون مقابل ولوجه الله، ولا يفكرون بالظهور الإعلامي، بل حتى يرفضون ربط أو إبراز أسمائهم أو أسماء عائلاتهم في تلك المشاريع بالرغم من المبالغ الضخمة التي يتبرعون بها. أما بعض الناس ورغم تواضع مبادرتهم (إفطار صائم) فيقيم الدنيا ويقعدها! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا”. وفي قوله تعالى: (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون). أخبرنا الله في محكم تنزيله بفضل الإنفاق في سبيله، فإن من ينفق من ماله في سبيل الله، ولا يتبعها بما يفسدها من المن بها على المنفق عليه بالقلب أو اللسان، بأن يذكره إحسانه ويطلب منه مقابلته، وكذلك لم يتبع صدقته أذية له قولية أو فعلية، هؤلاء الذين ينفقون في سبيل الله، لهم أجرهم العظيم بألا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

* كاتب وإعلامي بحريني