+A
A-

صياد الدرر علي عبدالوهاب: الجمال ينسيني التعب

“على قدر المشقة”، يحصل الغواص الشاب علي عبدالوهاب على جائزته من أعماق البحر، لؤلؤًا لامعًا ناصعًا، ينسيه التعب والجهد، فالأمر لديه مرتبط بالهواية والفائدة معًا.

يقول ابن جزيرة سترة، إنه بدأ هذه المغامرة منذ 7 سنوات تقريبًا، حيث تعلم المهنة على يد خبيرين من قدامى النواخذة والغواصين البحرينيين. وتابع “شجّعاني على خوض غمار البحر، والاستفادة من كنوزه ودرره المخفية في القاع”.

كثر البحارة الذين تتميز بهم جزيرة سترة، لكن قليلاً منا يعلم أن حولها أفضل مصائد “مباحر” اللؤلؤ البحريني، بحسب عبدالوهاب، الذي يعمل منفردًا ضمن رخصة رسمية.

يقول عبدالوهاب إنه بات يمتلك خبرة جيدة في هذا المجال، فهو يعرف أنواع وأسماء المحار، وأفضل أماكنها وأنسب أوقات قطافها.

وأضاف “ليس كل مكان يتواجد فيه المحار يعني أنه يخفي في بطنه لؤلؤًا، (...) المباحر العميقة التي تحتوي على تيار مائي قوي وتتلاطم به الأمواج وأرضه صلبة أو ما تسمى بـ (قوع) هي أفضل من أي مكان آخر، فضلاً عن أنه يتميز باللؤلؤ – إن وجد - بجودة عالية.

ومن حيث المعدات التي يستخدمها غواص اللؤلؤ، أشار إلى أنها تختلف بين القديم والحديث، فالغواص القديم يستخدم (الفطام، الحصاة، الدّيين؛ “كيس من الشبك لجمع الأصداف والمحار”، الحبل المتصل بين الغواص والسيب في السفينة والمفلقة التي يفتح بها المحار).

أما غواصو الزمن الحالي فهم ينقسمون إلى قسمين بحسب المعدات فمنهم من يصطاد في المياه غير العميقة، وعادةً ما يستخدم علب بلاستيكية مفتوحة من الأعلى وتربط خلف الظهر، ونظارة وقفاز، أما من يدخلون المياه العميقة فيستعينون بأسطوانة الأكسجين، والملابس الخاصة ومنظم الهواء والأوزان - حزام به أثقال يربط حول البطن- والنظارة، والقفازات.

وحول الفائدة من الغوص، أوضح عبدالوهاب أن المردود المالي يعتمد على الصيّاد نفسه، وخبرته، لكنه لا يأتي إلا بعد تعب ومشقة، لافتًا إلى أن كثيرًا من الأشخاص دخلوا بهذا المجال، لكنهم سرعان ما تركوه، وذلك بسبب عدم صبرهم على عناء البحث عن اللؤلؤ.

ولفت إلى صعوبات ومخاطر الغوص، فالسلامة بحسب رأيه تأتي أولاً، الأمر الذي يوجب على الغواص متابعة حالة الطقس أولا بأول لتحديد الأيام المناسبة، مع أهمية هدوء الرياح والتيارات المائية خصوصًا مع بداية الشهر الهجري ومنتصفه.

وتابع “قبل الغوص بـ3 أيام على الأقل تتم دراسة الأحوال الجوية، إضافةً إلى اختيار القارب أو السفينة المناسبة والتأكد من المحرك، واختيار المكان المناسب، (...) في كل الحالات يجب أن يبقى أحد الصيادين على متن القارب لأي طارئ”.

وزاد “يجب أخذ الحيطة والحذر أيضًا من بعض المخلوقات كقنفذ البحر (الشيت)، وكذلك قنديل البحر (الجلي فش) وغيرها”.

وأنهى عبدالوهاب بالتأكيد على أن متعة صيد اللؤلؤ تأتي من مشقته، فمن يحصد الكنوز ينسى التعب، (...) لمعان الحبات وجمالها يأسرك وينسيك كل شيء، مستذكرًا مقولة لأحد نواخذة المحرق: سترة أم الخير.