العدد 5682
الأحد 05 مايو 2024
banner
فاطمة النهام
فاطمة النهام
قصة قصيرة: الغرفة رقم (9)
الإثنين 29 أغسطس 2022

ذات يوم ممطر، فوجئ (كيفن كاسبر) بعطل في سيارته، نزل منها وهو يضع معطفه على رأسه. أخذت الأمطار تغرق كل شيء، والجو يزداد برودة.

ركض إلى أقرب مكان ليحتمي فيه، ومن بعيد لمح فندقاً بسيطاً أسرع الخطى إليه، وما إن دخل الفندق، حتى شعر بالماء ينساب من ملابسه بغزارة ليبلل الأرضية. شعر بالدفء وهو يفرك يديه بقوة، توجه إلى موظف الستقبال
وسأله:
 ـ هل أستطيع أن أحصل على غرفة لليلة واحدة؟
أجابه:
- لا توجد لدينا يا سيدي إلا الغرفة رقم (9).
ثم استطرد قائلاً بغموض:
ـ لم يجرؤ أحد على السكن فيها منذ خمس سنوات، لأنه - بكل بساطة- يسكنها شبح فتاة!

شعر (كيفن) بالخوف للحظات، لكنه استجمع شجاعته وهو يقول:
ـ لا أصدق هذه الخزعبلات. 
سلمه موظف الفندق مفتاح الغرفة وهو يقول بلا مبالة:
- لك ما شئت.
التقط (كيفن) المفتاح، وأخذ يصعد عتبات السلم. لم ينكر بأنه شعر بالقلق قليلاً وهو يتجه إلى الغرفة رقم (9).هل فعلاً يسكنها شبح فتاة؟

خلال دقائق، حبس أنفاسه، ووقف أمام باب الغرفة. ماذا لو فتح الباب ليجد الفتاة فعلاً بالداخل؟! 

مد يده بتردد إلى مقبض الباب، ثم فتحه. وجد نفسه يقف أمام الغرفة المظلمة، ثم أشعل الأضواء، زفر بضيق، ثم خطا إلى الداخل، أخذت عيناه تجولان للحظات في أرجائها. 

لوهلة، ظن بأنه سيدخل إلى الغرفة ليجد أثاثها مبعثر ًا، والفوضى تعم المكان. إنها تبدو نظيفة، ومرتبة، ولا يبدو عليها ما يريب. هناك تلفاز، ومكتبة صغيرة، ولوحات كلاسيكية تزين جدرانها، وعلى الجانب الآخر دورة مياه صغيرة.

اتجه إلى السرير الوثير، وجلس على طرفه، كان منظره يغري فعلاً بالنوم.
فجأة، سطع الرعد بقوة ليخفق قلبه بعنف، نهض ثم خطا نحو النافذة، وتأمل الأمطار التي كانت لا تزال تنهمر بغزارة.

تحسس الستائر، كانت ناعمة وحريرية، وذات ألوان هادئة. شعر بالاطمئنان، استلقى على السرير وغط في نوم عميق.

في الصباح الباكر، استيقظ (كيفن)، وأخذ حماماً منعشاً، ارتدى ملابسه بعد أن تأكد أنها قد جفت تماماً من الماء.
 كانت أشعة الشمس تتخلل خيوطها الذهبية أرجاء الغرفة، والعصافير تزقزق في الخارج.

اتجه إلى موظف الفندق ليسلمه المفتاح، وهو يبتسم ابتسامة عريضة. توجه للخارج طالباً سيارة أجرة، وبعد صعوده إليها، التفت بشكل غريزي إلى نافذة الغرفة رقم (9)، فإذا بفتاة تتأمله من خلف زجاج النافذة ببرود!

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية