+A
A-

وزير الخارجية: جلسات مباحثات مهمة وبناءة اتسمت بالصراحة والوضوح

ألقى وزير الخارجية كلمة بعد توقيع البيان فيما يأتي نصها:

أود بداية أن أكرر الترحيب بمعالي السيد ستيفن منوشين، وسعادة السيد مائير بن-شبات، والوفدين المرافقين، في زيارتهم للبحرين، وقد كانت زيارة تاريخية حقاً، وذلك للبدء في مرحلة فتح العلاقات بين البلدين، وصولا الى تعاون ثنائي مثمر في مختلف المجالات. ويسرني أن أرحب بكم في هذا المؤتمر الصحفي بمناسبة عقد جلسة المباحثات الأولى بين وفدي مملكة البحرين ودولة إسرائيل. لقد قامت مملكة البحرين بالتوقيع على إعلان تأييد السلام وفتح العلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل انطلاقا من رؤية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وإيمانه بأهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش والتفاهم بين أصحاب الأديان والثقافات ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، بل والعالم أجمع، والتزام جلالته بنهج السلام والحوار والتعاون للوصول بنا إلى احلال السلم والاستقرار والازدهار في هذه المنطقة التي عانت شعوبها من الحروب والصراعات والنزاعات، وما رافقها من المآسي والآلام، وفقدان الأمل لدى شعوبها في حياة آمنة مستقرة ومزدهرة.

إن جلالة الملك المفدى من المؤمنين بأن السلام الدائم والشامل يجب أن يعم جميع أرجاء العالم لما فيه خير وصالح الشعوب كافة، ووجوب التوصل الى سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط، كخيار استراتيجي، وحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين للوصول الى حل يرضي الطرفين ويحقق حل الدولتين انطلاقا من مبادئ مبادرة السلام العربية ووفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

ولابد لي أن أنتهز هذه المناسبة لأشيد بالجهود الحثيثة التي قام بها فخامة الرئيس دونالد ترامب في سبيل التوصل الى هذه المرحلة من بناء السلام في المنطقة، وأن أحيي الحكومة الاسرائيلية على تجاوبها وتفاعلها الايجابي لتحقيق هذه الخطوة التاريخية المهمة. ونأمل أن نعمل جميعا، ومع المجتمع الدولي، لتحقيق السلام المنشود في كافة ربوع منطقة الشرق الأوسط في المستقبل القريب.

لقد عقدنا اليوم جلسات مباحثات مهمة وبناءة ومثمرة اتسمت بالصراحة والوضوح وعكست رغبة البلدين في أن تكون العلاقات بين البلدين علاقات فاعلة ومفيدة تستند على أسس الاحترام المتبادل والتعاون المشترك لما فيه خير وصالح البلدين والشعبين. وبحثنا كافة الخطوات السياسية والقانونية اللازمة لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، وفقا للاتفاقيات الدولية المعتمدة، واتفقنا على مواصلة الجهود المشتركة لاستكمال دراسة الآليات والأطر القانونية اللازمة للمضي قدما في تعزيز التعاون الثنائي المشترك في المجالات التي من شأنها خدمة مصالح البلدين والشعبين.

وقمنا بالتوقيع على البيان المشترك الخاص بإقامة علاقات دبلوماسية سلمية وودية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل.

كما تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم التي تنظم التعاون المشترك في المجالات السياسية والدبلوماسية والتجارية والاقتصادية والزراعية والخدمات الجوية، ومجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبريد، وكذلك في مجال تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة. كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة التجارة والصناعة في مملكة البحرين واتحاد غرف التجارة الإسرائيلي.

وتدارسنا أيضا السبل الكفيلة بتطوير التعاون المشترك في المستقبل، واتفقنا على تشكيل فرق عمل متخصصة تكلف بدراسة مجالات التعاون الممكنة التي من شأنها أن تطور وتعزز العلاقات الودية بين البلدين. نأمل أن يمثل هذا التواصل المباشر بين المسؤولين في البلدين والنوايا الصادقة والرغبة المشتركة، فرصة لبناء علاقة طبيعية وودية بين مملكة البحرين ودولة اسرائيل. كما عقدت عدة لقاءات ثنائية، كان أبرزها مع سمو نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وكذلك مع معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وآخر مع وزير الخارجية، وعدد 3 اجتماعات لمجموعات العمل. إن الأجواء الإيجابية والبناءة التي سادت كافة الاجتماعات مشجعة جدا، وأود أن أشكر الوفدين الأمريكي والإسرائيلي على ذلك وعلى ما طرح في مناقشاتنا من أفكار وآراء بناءة سوف تساعد على رسم التوجهات المستقبلية للعلاقات البحرينية - الإسرائيلية. وفي الختام، أود مرة أخرى أن أشكر الوفدين الأمريكي والإسرائيلي على العمل المثمر معنا اليوم، وأن أعرب عن أمل مملكة البحرين في أن نكون على أعتاب شيء بالغ الأهمية للمنطقة وجميع شعوبها.

خاتما بدعاء أبونا إبراهيم عليه السلام:

«وإذ قالَ إبراهيمُ رَبِّ اجعَلْ هذا بلداً آمِناً وارزُقْ أَهلهٌ مِنَ الثَمَرَات».

شكرا لكم....