+A
A-

التحول الرقمي في عصر “كورونا”... “مجبر أخاك لا بطل””

ارتفاع الطلب على البيانات.. وشركات تحول أعمالها إلى منازل موظفيها

آل سنان: شركات بحرينية كبرى حولت أعمالها... وسنطلق تطبيقا صحيا

العصفور: عصر “كورونا” يختلف عما بعده في التحول الرقمي

الحجيري: بعد انتهاء الأزمة ستشعر الشركات بالفرق مع استخدام الحلول الرقمية

 

في ليلة وضحاها بات عشرات الآلاف من الموظفين والطلاب حبيسي منازلهم ومطالبين بإنجاز أعمالهم وفروضهم المدرسية عن بعد، في تحول مفاجئ لا يكاد الجميع يستوعبه بالشكل المطلوب، في الوقت الذي ارتفع فيه الطلب على بعض الخدمات المتعلقة بالتنقية خصوصا البيانات والشبكات الخاصة والتطبيقات الذكية.

منصة الخدمات

ويقول عماد العصفور من شركة منصة الخدمات الإلكترونية، التي تقدم حلول التحول الرقمي والتجارة الإلكترونية والدفع الإلكتروني، إن “عصر ما قبل كورونا يختلف عن عصر ما بعد كورنا بالنسبة لتفكير الشركات البحرينية في التحول الرقمي”، إذ يرى العصفور أنه في السابق كانت عملية اعتماد الشركات على حلول تقنية تستغرق وقتا طويلا، وكانت الشركات تطلب نتائج يصعب الوصول إليها تصل لحد الكمال، إلا أن الشركات بعد الكورونا أصبحت أكثر تفهما للتحول الرقمي التدريجي بمعنى وضع الحلول والبناء عليها وتحديثها خطوة بخطوة، إذ بدأت الشركات بأخذ قرارات سريعة لهذا التحول.

ويشير العصفور إلى أن الطلب على خدمات تقنية المعلومات تضاعف بعد “الكورنا” فشركته تلقت في الفترة الاخيرة طلبات كثيفه لتركيب أنظمة دفع إلكتروني وتوفير بيع الخدمات إلكترونيا إلى جانب تصميم التطبيقات على الهواتف الذكية والتي تستغرق بعض الوقت.

ويقول العصفور إن إحدى الوزارات الحكومية طلبت من شركته توفير الخدمات والدفع إلكترونيا في ظل أزمة الكورونا، إذ تمكنت الشركة من الاستجابة بسرعة وتثبيت الخدمة خلال ٣ أيام فقط، مشيرا إلى أن اتخاذ الاستثمار من قبل الشركات إلى جانب التنفيذ أصبح يتم بطريقة أسرع من قبل.

شركة اتصالكوم

أما الرئيس التنفيذي لشركة “اتصالكوم” راشد آل سنان، والذي تقدم شركته باقات الإنترنت المنزلي للشركات والأفراد، إلى جانب خدمات مراكز الاتصالات والتطبيقات ومراكز المعلومات، فيقول إن هناك عددا من الخدمات انتعشت بفضل وباء الكورونا وأولها البيانات أو الإنترنت، إذ كان في السابق تركيز المنزل على خط واحد فقط أو خدمة ولكن مع وجود الموظف والطالب فإن لكل شخص احتياجاته وبالتالي يطلب باقات إنترنت وبيانات إضافية، إذ كان التغيير ملموساً، خصوصا أن الحكومة رفعت نسبة من يمكن لهم العمل في المنزل من 50 إلى 70 %.

وأشار آل سنان إلى أن من الأمور المفيدة التي تحتاج لها الشركات والمؤسسات لضمان استمرار عملها من الخارج بأمن وسلاسة هي الشبكات الافتراضية أو ما تسمى vpn، بحيث يستطيع الموظف الدخول إلى ملفات الشركة والإيميل بحيث لا يكون هناك تسرب خارجي للمعلومات.

وبين آل سنان أن شركات بحرينية كبيرة بدأت تنقل مراكز اتصالاتها من مقرات الشركات إلى منازل الموظفين، وهو ما يسمح للموظف بتلقي مكالمات زبائن وعملاء الشركة أو المؤسسة على هاتفه الخاص ولكن من رقم الشركة كما كان في الشركة، بحيث يمكن تقديم المساعدة كما لو كان في المكتب.

وأوضح أن شركته ساعدت إحدى الشركات الكبرى مؤخرا للتمكن من هذه الخدمة بمساعدتها للتغلب على التحديات جراء تفشي وباء كورونا، عبر بناء شبكة خاصة، إذ اكتشفت الشركات من خلال هذه الخدمات التي توفرها للمرة الأولى أنها تستطيع الاستفادة من الرقمنة في كثير من الأمور حتى مع انتهاء وباء كورونا وخلق مرونة فيما يتعلق بالفروع والموظفين، وهذا التحول الرقمي بدأت بعض الشركات تستكشفه بصورة أكبر من خلال خدمة “المكاتب عن بعد”.

وأشار إلى أن هذا التحول الطارئ جعل الشركات تكتشف وسائل لتقليل التكلفة وزيادة الكفاءة، كما شجع كثيرا من الشركات على الابتكار والإبداع، فمثلا تعمل اتصالكوم حالياً على تطوير تطبيق صحة إلكتروني يتيح الحصول على استشارة طبية عن بعد، بعد تغذية التطبيق بالبيانات الصحية، بل وحتى إرسال طلب بالأدوية وإرسالها إلى منزل المريض دون الحاجة إلى الزيارة، كما يمكن ربط النظام مع شركات التأمين.

وبخصوص المؤتمرات المرئية، أشار إلى أن الشركات البحرينية توفر حلولا في هذا الجانب، لكن الغالبية يميل للتطبيقات المجانية مثل “زووم” وبرنامج “مايكروسوفت تيم” الذي تستخدمه وزارة التربية في التعليم.

مجموعة الخليج

ويقول الرئيس التنفيذي لمجموعة الخليج لمستقبل الأعمال “جي إف بي”، أحمد الحجيري انه قبل “الكورونا” كان هناك نوع من التردد في التحول الرقمي وتبني الحلول الرقيمة ورصد الموازنات المخصصة لها، بمختلف الأعذار مثل الميزانية أو غيرها، لكن اليوم لم يعد هناك خيار، وهي ستكون بداية جيدة للتحول الرقمي وتكتسب مزيدا من النضوج مستقبلا، مشيرا إلى أن استجابة الحكومة الإلكترونية في البحرين كانت سريعة في وضع الميزانيات والأولويات.

وبين أن التحول الرقمي في البحرين جاء مفاجئا، ومن الواضح أنه لم تكن هناك جهوزية كافية من قبل المستخدمين سواء الطلاب أو الموظفين في الشركات.

ويرى الحجيري أن الناس بدأت تتعود شيئا فشيئا، لافتا إلى أن هناك زيادة في الطلب على الاتصالات من باقات الإنترنت أو البيانات إلى جانب السرعات.

وبخصوص البرامج المستخدمة أضاف “أعتقد أنه بعد انتهاء هذه الأزمة فإن الشركات والمؤسسات والأفراد ستتسوعب الفرق في العمل والدراسة عن بعد وسنرى استخداما أفضل للخدمات”.

واعتبر حجيري أن هذه المرحلة هي مرحلة “انتقالية” قائلا “أعتقد على المدى الطويل أن شركات التقنية سوف تبدع وتبتكر أشياء جديدة (...) لو كان برنامج طلب وتوصيل الطعام مثل طلبات، غير موجود، كيف سيكون الحال اليوم؟ أعتقد في المستقبل القريب سنرى مزيدا من التطبيقات، والمستثمرون سيتوجهون للاستثمار في التقنية والحلول الرقمية، والكورونا دفع المؤسسات إلى التفكير في حلول لتسيير الأعمال في بحيث تضمن استمرارها”.