+A
A-

وزير العدل: مساع بحرينية حثيثة لتأصيل العطاء في النفوس

أكد وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي بن عبدالله آل خليفة الاهتمام البالغ الذي يوليه عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بالزكاة والسعي الدائم إلى تأصيلها وإقامتها في النفوس، عن طريق الحث عليها عبر منصات الوعظ والإرشاد تارة، وعبر سن القوانين التي تعضّد ما جاءت به شريعة الإسلام من حث على التكافل والشراكة المجتمعية تارةً أخرى.

جاء ذلك في كلمة ألقاها في افتتاح الندوة السابعة والعشرين لقضايا الزكاة المعاصرة، والتي انطلقت أعمالها امس الأربعاء برعاية وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف وتستمر حتى يوم الجمعة الموافق 10 يناير الجاري بفندق الدبلومات، حيث تُقام الندوة بتنظيم من صندوق الزكاة والصدقات بالوزارة بالتعاون مع بيت الزكاة بدولة الكويت الشقيقة، بمشاركة مجموعة من العلماء والمتخصصين من مختلف دول العالم الإسلامي.

وأضاف وزير العدل قائلاً: إن مملكة البحرين كانت ولا زالت سباقة في إقامة الندوات والمؤتمرات العلمية في قضايا الزكاة، وها هي اليوم تحتضن الندوة السابعة والعشرين من قضايا الزكاة المعاصرة بالتعاون مع بيت الزكاة الكويتي.

ولفت إلى أن الزكاة لكونها عبادة في النظام الاقتصادي الإسلامي، وركن من أركان الدين الحنيف قد حظيت بعظيم العناية والتفصيل والبيان الظاهر في الكتاب والسنة، فقد بين القرآن الكريم فريضة الزكاة وأثرها وعقوبة مانعها وفصّل في مصارفها ليحصِّن مصارف الزكاة بحصرها في ثمانية أصناف لا يجوز تعديها أو تجاوزها.

وأشاد بدور بيت الزكاة الكوتي القائم على ندوات قضايا الزكاة المعاصرة، منوهاً بالمجهود الكبير والمحمود الذي يبذله في البحث عن حلول لمستجدات الزكاة ونوازلها، شاكراً دولة الكويت الشقيقة أميراً وحكومة وشعباً، كما نوه بالعلماء الذين تناولوا موضوع الزكاة بالدراسة والبحث وتوصلوا إلى اجتهادات متميزة غطت مجالات تخص الأموال التي تجب فيها الزكاة، كما غطّت مصارف الزكاة، ومجال تنمية أموالها وتحويلها من قوة استهلاكية إلى قوة منتجة، مما أثر إيجابا على الواقع الاقتصادي لكثير من الدول الإسلامية.

وعبر وزير العدل عن بالغ سعادته بمثل هذه الملتقيات العلمية التي زخرت بها مملكتنا الحبيبة عقوداً من الزمن، والتي بدورها تثري الجهد والفكر والواقع، متمنياً أن تنال المحاور والبحوث المدرجة في جدول الأعمال ما تستحقه من البحث والدراسة والمناقشة، حتى يتم الخروج بالنتائج المرجوة وبلورة فكرٍ اجتهاديٍ إسلامي أصيل ومعاصر في مسائل الزكاة وقضاياه المستجدة طبقا لمقتضيات الواقع الذي نعيشه اليوم، داعياً الله عز وجل أن يجعل هذا الجهد المبارك والعمل المتميز في ميزان حسنات الجميع وأن ينفع بهم البلاد والعباد.

بعد ذلك ألقى مدير عام بيت الزكاة الكويتي محمد فلاح العتيبي كلمة نقل من خلالها تحيات دولة الكويت أميرا وحكومة وشعباً، وتحيات وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيس مجلس إدارة بيت الزكاة الكويتي، مشيداً باحتضان مملكة البحرين الشقيقة لهذه الندوة واستضافتهم للجمع المبارك من علماء المسلمين ومفكريهم.

وقال مدير عام بيت الزكاة الكويتي: يأتي عقد مثل هذه الندوات انطلاقاً من اهتمامنا جميعاً بأركان ديننا الحنيف، وسعينا المستمر في خدمة شريعتنا السمحاء، بما يجعلها تواكب عصرنا الحاضر بما يستجد فيه من تطور يستدعي معالجة كثير من أحكام فريضة الزكاة، وما يتعلق بقضاياها المعاصرة التي حدثت بعد تطور الأنظمة المالية، وأصبح لابد من دراستها، وإيجاد الحلول المناسبة لها، والإفادة مما يحفل به الفقه الإسلامي من صيغ وأساليب تلائم كل عصر وبيئة، بعيداً عن الوقوع في المحرّمات أو ملابسة الشبهات أو منع الحقوق عن أصحابها أو انتقاصها بجهل حدودها ومعالمها.

ولفت إلى أن بيت الزكاة ينظم سنوياً هذه الندوات العلمية ويدعو لها كوكبة من علماء الأمة المتخصصين، ليبحثوا ويتدارسوا ما يستجد من مسائل الزكاة المعاصرة وإصدار التوصيات والفتاوى الشرعية بخصوصها، والتي أصبحت مرجعاً أساسياً لمؤسسات وصناديق الزكاة في العالم الإسلامي، بل وأصبحت مرجعاً أساسياً لكل مسلم حريص على إخراج زكاته، تقرباً إلى الله وتحقيقاً لركن الإسلام الذي قرنه الله جل وعلا في العديد من آيات كتابه العزيز بالصلاة التي هي عمود الدين.

وأوضح أن بيت الزكاة أقام حتى الآن 26 ندوةً، أسفرت عن إصدار عدد من المراجع المتخصصة في الزكاة مثل كتاب “دليل الإرشادات لحساب زكاة الشركات” و”مشروع القانون النموذجي للزكاة”، وغيرهما من الإصدارات التي استفاد منها كثير من الباحثين والدارسين، إضافة إلى مجامع الفقه ودور الإفتاء، وأينما وُجد المسلمون في أنحاء العالم يسترشدون بها، ويهتدون بما حوته من أجوبة على الأسئلة المثارة فيما يتعلق بمسائل الزكاة المعاصرة، التي لم تكن معروفة في العصور السابقة. وهذه الندوة تعتبر إضافة جديدة إلى الجهود السابقة التي تمخضت عنها مؤتمرات الزكاة وندواتها على مدى ستة وثلاثين عاماً، وظل لتوصياتها وفتاواها أثر كبير في العمل الزكوي والمالي.

من جهته ألقى رئيس الأمانة العامة لقضايا الزكاة المعاصرة خالد العتيبي، كلمة شك فيها: مملكة البحرين الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً على تكرمهم باستضافة الندوة السابعة والعشرين لقضايا الزكاة المعاصرة، برعاية كريمة من وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي بن عبدالله آل خليفة، شاكرا صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وقيادته الرشيدة، على رعايتهم الكريمة لبيت الزكاة الكويتي ودعمهم الكبير للجهود المبذولة في خدمة فريضة الزكاة، مؤكدا حرص بيت الزكاة الكويتي منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا أن يقوم بدوره في خدمة فريضة الزكاة في مجالات شتى، ومن ذلك إقامة ندوات قضايا الزكاة المعاصرة لمعالجة المشكلات وإيجاد الحلول والبحث في المستجدات.

ولفت إلى تم أمس عقد الندوة السابعة والعشرين، والتي خصصت لبحث عدة قضايا في الزكاة رأت الهيئة الشرعية الحاجة إلى بحثها والنظر فيها.

بعد ذلك انطلقت جلسات اليوم الأول للندوة، والتي تضمنت مناقشة أبحاث موضوع معالجة فقهية لبعض إشكالات حساب زكاة شركات التأمين التكافلي، ومناقشة الأبحاث المقدمة حول موضوع المستجدات الفقهية في مصرف العاملين على الزكاة.