+A
A-

The Irishman.. جدير بالمشاهدة لعشاق أفلام المافيا

أشاد نقاد بفيلم الدراما والاثارة الجديد “The Irishman” ووصفوه بالتحفة الفنية، وذلك بعد عرضه للمرة الأولى في مهرجان نيويورك للأفلام، بالإضافة إلى تلقيه تقييم 100% على موقع “الطماطم الفاسدة”. وبعد عرضه في عدد محدود من الصالات، انطلق فيلم “ذي أيريشمان” للرائع مارتن سكورسيزي على “نتفليكس” بقوة بهذه الاشادات مع توقعات بمشاركة قوية في سباق الأوسكار جنبا الى جنب مع الجوكر. فيلم العصابات والمافيا مقتبس من كتاب الصحافي، تشارلز براندت بعنوان “سمعت أنك تدهن بيوتاً”، الذي يتناول قصة شيران، التي تبلغ ذروتها بادعاء الرجل أنه اغتال جيمي هوفا (ألباتشينو)، ولا يعرف أحد حقيقة ما حلّ بهوفا يوم 30 يوليو 1975 لكنه اختفى منذ ذلك اليوم، وتوجد نظريات عدة تتعلق بسقوط هوفا، وكيفية اختفائه، لكن رواية شيران هي الأقرب إلى الحقائق على الأرض، وهي الوحيدة المتمتعة بقدر من الصدقية. بغض النظر عن ادعاء شيران ومدى صحته، فذلك لم يضر تحفة سكورسيزي هذه التي يروي فيها قصة الرجل.

صور The Irishman بميزانية بلغت 160 مليون دولار، في 117 موقعا مختلفا مع 309 مشاهد منفصلة، وهو نجاح جديد للمخرج الاميركي بعد نجاحات عدة في السينما مع افلام مثل “مين ستريتس” و”غودفيلاس” و”كازينو”، وهذه المرة لجأ سكورسيزي الى شركة نتفليكس وعقب رفض استوديوهات عدة المشاركة في الفيلم! وهو من بطولة نجوم كبار استخدم معهم المخرج تقنية تصغير العمر الباهظة جدا.

في الفيلم يقدم سكورسيزي شخصية فرانك شيران الايرلندي (روبرت دي نيرو)، الرجل الذي عَمِل في اتحاد العمال الأميركي، إضافة إلى دوره البارز داخل عالم الجريمة المنظمة، بقيادة راسل بافالينو (جو بيشي)، والأيرلندي كان مقربا من العمالي البارز في التاريخ الأميركي جيمي هوفا (آل باتشينو)، ويكشف من خلال الأحداث عن تطور علاقتهما وصولا إلى النهاية. ويعتمد الفيلم على سرد غير خطي، إذ نبدأ بمشهد “فلاش فوروارد” (ومضة مستقبلية)، يقدم لنا شيران وهو في نهاية العمر، ويبدأ حكاية مذكراته التي نشاهدها من خلال خطين زمنيين: الأول مع البداية المبكرة لشيران وهو لا يزال شابا يخطو خطواته الأولى في عالم الجريمة، والثاني وهو كهل بعد أن ثبّت نفسه في عالم المافيا بعد عدة سنوات من العمل معهم.

ويصنع هذا الانتقال بين الخطوط إيقاعا جذابا للفيلم، إذ يحاول المشاهد في كل مرة التعرف إلى التطور الذي جعل الشخصيات تتحول من الحالة الأولى إلى الثانية.

السيناريو متقن جدا من خلال علاقة ابطاله معا، فليس هناك تحالفات أو صداقات مستمرة مثلما هي العادة في أفلام العصابات التي تكون فيها خريطة العلاقات واضحة في الغالب، حتى مع ظهور بعض الخيانات فإنها تحدث بشكل مفاجئ، وهذه من صفات المخرج المحنك الذي يقدم شخصياته مع حالات نفسية.

شخصيا وجدت بأن النجم الكبير أل باتشينو كان عمود نجاح الفيلم في كل مشهد ظهر فيه، من الصعب تصديق أن هذا أول تعاون بين أسطورتين مثل ألباتشينو وسكورسيزي، لكنه التعاون الثالث بين دينيرو وألباتشينو، بعد اقتسامهما الشهير للشاشة في رائعة مايكل مان Heat عام 1995، ثم ظهورهما في الفيلم الرديء Righteous Kill عام 2008، وبالطبع التقيا كممثلين في الجزء الثاني من “العراب” 1974، دون الظهور معاً في أي مشهد.

من طرائف تصريحات المخرج الأميركي ذو الأصول الإيطالية مارتن سكورسيزي حث جمهوره، ألا يشاهدوا The Irishman او أي أفلامه أو أفلام زملائه المخرجين عبر هواتفهم المحمولة، وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، قال المخرج: “أقترح إذا رغبتم في مشاهدة أي من أفلامي ألا تشاهدوها على شاشة الهاتف المحمول، بإمكانكم أن تشاهدوها على “أي باد” يحبذ لو كان ذي شاشة ضخمة”.