+A
A-

عبدالرحيم فخرو .. 20 عاما في ريادة الأعمال

رائد العمل الناجح لا يعرف اليأس.. يحاول مرات ومرات

ارتفاع تعرفة الكهرباء أثر على المؤسسات ولكن هذه المبررات

للبقاء والاستدامة والمنافسة لابد من تطوير الأعمال والمشاريع

الفئة العمرية السائدة حاليا بـ”الريادة” هي بعد المرحلة الثانوية

برامج “التقاعد المبكر” أدخلت للقطاع فئة عمرية تفوق الـ 40 عاما

هناك حرص لسيدات الأعمال البوسنيات على اكتشاف الفرص بالبحرين

 

عمل نائب رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البحرين، الرئيس التنفيذي ومالك شركة فخرو للاستشارات الإدارية عبدالرحيم عبدالله فخرو في مجال ريادة الأعمال لتنمية الشركات لأكثر من 20 عاما، حيث يشهد له الجميع بخدمة الوطن من خلال تقديمه الإرشاد والتدريب والإشراف وتطوير وتحسين أداء المبتدئين، ورواد الأعمال، وصغار المستثمرين، ومن ثم مساعدتهم لبدء مشاريعهم الخاصة سواء في القطاع  التجاري، الصناعي، أو قطاع النفط.

فيما يلي نص الحوار مع فخرو:

المراحل الدراسية

تخرج عبدالرحيم فخرو من المرحلة الثانوية العامة 1979، ثم حصل على دبلوم الهندسة الميكانيكية بين عامي 1981 و1987 من معهد لندن، وجامعة البحرين، وشمال ستافوردشاير بوليتكنيك بالمملكة المتحدة، ومن ثم عاد إلى أرض الوطن بشهادة بكالوريوس في الإدارة الهندسية 1990 من جامعة الولايات المتحدة الأميركية، وحصل على الماجستير بمرتبة امتياز في إدارة الأعمال العام  1999 من جامعة البحرين.

محطات ممارسة العمل

عمل فخرو في عدة مجالات ضمن تخصصه في القطاعين الخاص والحكومي، إضافة إلى خلفيته العائلية والخدمة المجتمعية في مجال ريادة الأعمال منذ 1996، مما أكسبه ثروة من الخبرة الواسعة بالقطاعين، والاستثمار الأجنبي المباشر، حيث قام بالترويج الصناعي في البحرين، كوريا الجنوبية، الهند، واليابان. وتم ترشيحه رسميًا لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو UNIDO) من قبل وزارة التجارة والصناعة؛ وذلك للترويج للاستثمار والتكنولوجيا.

ماذا عن جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟

مؤسسة مكرسة للمستقبل الاقتصادي في البحرين، يديرها مجلس أمناء من نخبة رواد الأعمال الناشئين، والشركاء التجاريين الحاليين، والاتصالات الصناعية، والسلطات القائمة في المملكة لتحقيق الرخاء والنمو للجميع. تتضمن 9 أعضاء من أصحاب الخبرة والمثابرين على نقل المعرفة التي اكتسبوها خلال سنوات عملهم في هذا المجال.

تتلخص إستراتيجية الجمعية في نقل كل ما يملك أعضاؤها من علم وخبرة في القطاعين العام والخاص، إلى المبتدئين، ورواد الأعمال، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة البحرينية من خلال تقديم الدعم ومساندتهم وتمهيد الطريق أمامهم من خلال برامج توعوية في الإدارة، المحاسبة، التسويق، وكيفية إنشاء المؤسسة أو الشركة، وكيفية البقاء والاستمرارية في سوق العمل.

كيف أثمرت خبرتك في العطاء للجمعية؟

العطاء دائما مستمر، وتنبع الخبرة من كوني مهندسا، وحامل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال وهناك شغف وحب لهذا المجال، مما ولد الدافع لتحويل الفكر، والمعلومة، ونقلها للآخرين من خلال ورش عمل ومؤتمرات ومقابلات شخصية لنقاش مواضيع تخص المؤسسة، أو دعم الأشخاص في ريادة الأعمال والتسويق والتمويل، أو حصولهم على خدمات من سوق العمل.

حدثنا عن كيفية نشأة الجمعية، ومتى؟

تأسست جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة البحرينية قبل 20 سنة، تم تأسيسها من قبل أصحاب الخبرة في هذا المجال، وكان لي الشرف أن أكون نائب رئيس الجمعية لعدة سنوات. أما اليوم، فإنني أرى أن الجمعية بأعضائها تشكل قوة ولها تأثير في الشارع الاقتصادي البحريني.

وما البرامج التي تعتمدونها؟

تم اعتماد عدد من البرامج من قبل جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالتعاون مع بيوت استشارية معترف بها لتقدم برامج توعوية؛ لتطوير أداء وإدارة وضبط الميزانية والكشوفات وزيادة الإنتاجية، وبما أن المؤسسات الصغيرة والمتناهية الصغر يكون ممثلا عنها شخص واحد، فهو يكون المدير والمحاسب والمسوق؛ لذا يحتاج جهدا ودعما كبيرَين من قبل المتمرسين وأصحاب الخبرة؛ لتذليل تحدياته.

ما الجهات التي تدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة؟

بعد عمل دراسة تبين أن البحرين تدعم  أكثر من 32 مؤسسة صغيرة ومتوسطة ومتناهي الصغر، وهناك المبتدئ وفي مرحلة الابتكار وتبني لهم الجسور، من خلال “تمكين”، بنك البحرين للتنمية، بنك الأسرة، بنك الإبداع، غرفة تجارة وصناعة البحرين، وزارة الصناعة والتجارة والسياحة، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وكثير من الحاضنات الخاصة، وشركات أخرى موجودة لدى مكتبة جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

ما الفئة العمرية السائدة في ريادة الأعمال؟

الفئة العمرية السائدة حاليا هي بعد الثانوية أي بعد عمر 19 عاما، إذ يتضح للمراقب أن هناك رغبة في بدء مشروع ما أو إظهار فكرة، ولكن هذه الفئة يجب أن يتم صقلها وتدريبها، وهذا لا يتم إلا من خلال التعلم المستمر، مضيفا أنه بعد الإعلان عن برنامج الحكومة مؤخرا للتقاعد المبكر الاختياري، دخلت في مجال ريادة الأعمال فئة من الأعمار تفوق الأربعين سنة؛ نظرا لحصولها على خبرة ووقت أكبر، ونحن في الجمعية نسعى لاحتضان بعض من هؤلاء وتوجيههم ومساعدتهم؛ للوصول إلى أهدافهم الحالية والمستقبلية.

ما أثر العمل التطوعي على الاقتصاد الوطني؟

عندما تجتمع الخبرة والإرادة في أُناس يحبون الوطن ويسخِّرون وقتهم وعلمهم لخمته من خلال إنشاء جمعية غير ربحية، تأسست منذ عشرين سنة لخدمة الاقتصاد البحريني من خلال دعم وتقديم الخبرة لأصحاب الأعمال والمبتدئين، والسعي لنجاح رواد الأعمال والاستثمار في مملكتنا الغالية، فإن ذلك له أثر كبير في دعم الاقتصاد الوطني، و”لنا كثير من قصص النجاح لمؤسسات بدأت صغيرة وأصبحت الآن مؤثرة في مجتمعنا، فقصص النجاح هذه لم تكن لتحدث لولا متابعة وصقل للأفكار والجهود من خلال الجمعية والإدارات المختصة بالاعتناء بالقطاع الصغير ومتناهي الصغر ورواد الأعمال وتوصيلهم لمراحل متقدمة لتحقيق أحلامهم.

وكيف يتم تذليل والاستفادة من الصعوبات والتحديات؟

لابد أن نقبل الصعوبات ونستفيد منها من نواحٍ عدة، ومنها التعلم والتطبيق الصحيح، والجودة في العمل، والتنافسية، وبناء القدرات والكفاءات، دائما الدروس من الصعوبات هي التي تجعلنا ناجحين في أعمالنا وفي عطائنا من غير الوقوف عند نقطة والتذمر والرجوع إلى الخلف.

دعنا ننتقل إلى شأن آخر كيف أثرت زيادة تعرفة الكهرباء على الأعمال التجارية وخصوصا “الصغيرة”؟

هذه الزيادة أثرت على الكشوفات والمصروفات للمؤسسات، ولكنها جاءت لتعديل وضع، ليس بالأمثل للبحرين، فعندما تم فرض هذه الزيادة التي كانت الحكومة تدعمها، أصبح الوضع مشتركا بين القطاع الخاص والصغير والمستثمر ومتناهي الصغر، وكلهم مطالبون لدفع الزيادة مع الحكومة، والتغيير أحيانا يُحدث عدم رضا، لكن بالتأكيد يزيد من حس المسؤولية في توفير الكهرباء.

أوجز لنا أهم إنجازات الجمعية بالمملكة؟

تعد أهم الإنجازات للجمعية في البحرين هي استمراريتها، ووجودها منذ عشرين سنة متتالية، وهي تخدم المستثمرين المبتدئين رواد الأعمال أصحاب المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، ببرامج مختلفة وحسب حاجاتها وبالتوازي مع الرؤية الاقتصادية 2030، ما جعل الجمعية رائدة في مجال العمل التطوعي، وفي كل عام ينعقد مؤتمر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، يتم دعوة أهم دول العالم للمشاركة وعرض أوراق عمل تخص تجاربها في القطاع.

ما هدف المشاركة بمعرض سراييفو للمنتجات الحلال؟

نتيجة لوجود فرص وأرض خصبة لشراكة مثمرة مستقبلية للمستثمرين في كل من البحرين والبوسنة والهرسك، تحرص  الجمعية على مشاركة أعضائها في المعرض، والحصول على فرص جديدة متنوعة في أسواق عالمية واعدة.

هل هناك تعاون بين جمعيتكم والمستضيفين في البوسنة والهرسك؟

يدعم المسؤولون في جمهورية البوسنة والهرسك، العلاقات البحرينية والبوسنية، وكذلك هناك حرص لسيدات الأعمال البوسنيات على اكتشاف فرص تعاون بين الطرفين من خلال توقيع 4 اتفاقات على هامش المعرض.

بِمَ توصون المبتدئين وصغار المستثمرين؟

في حال رغب المستثمر في بدء مشروعه الخاص وكونه رئيس نفسه دائما يسأل نفسه: من أين يبدأ؟ وما الخاصيات المطلوبة للنجاح؟ وما المساعدات المتوفرة؟ هنا يأتي دور جمعية تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمساعدة في الحصول على الترخيص، ومن ثم يتم اختيار المشروع الصناعي المناسب مثلا، فلدى المستثمر الصغير فكرة وطموح وشغف لبدء مشروع صناعي صغير يتم اختياره بصفات دقيقة ومهمة لإنتاج السلعة. يتم  تجميع أفكار التصنيع وتحليل وتقدير حجم السوق والقيام بالعملية شخصيا، بعدها يأتي تقدير الحاجة إلى رأس المال ووضع الخطط للتمويل ومصاريف التأسيس وتقدير الإنتاج، ومن ثم يشرع في التمويل، وهو من أساسيات بدء المشروع، لابد من الاطلاع على مصادر التمويل والإستثمار والقروض وكيفية الاستفادة منها والدخول باحترافية لنيل الهدف، ثم يتم إعداد المخطط للمشروع، وهو خط الإنتاج والصادر والوارد إلى المؤسسة، وتحديد كميات السلع والمنتجات حسب حاجة السوق المحلية أو للتصدير.

لابد أيضاً من ضبط الحسابات المؤسسية من خلال مسك الدفاتر وحفظ السجلات ودفتر المدفوعات والمقبوضات والمبيعات والمشتريات، ولابد من استعانة بالبيوت الاستشارية لخدمات مسك الدفاتر، ومن ثم إدارة ومراقبة المشروع من خلال الرصد ومراقبة المخزون، كما أن المشروع أو المنتج  بحاجة إلى دعاية وإعلان ودراسة سوق وعلاقات عامة، وتوظيف العمال ذي خبرة، وتدريبهم باستمرار وتعلم كيفية حل المنازعات، والحرص على تأمين المشروع والاستدامة والمنافسة، وتطوير العمل حسب متطلبات السوق والتوسع الأفقي والعمودي، وبهذا نختصر في رسالة كيف يبدأ المبتدئ مشروعه الصغير وكيف يديره.

حدثنا عن حالات الإفلاس الموجودة بالسوق ولماذا؟

من المهم للبقاء والاستدامة والمنافسة تطوير الأعمال سواءً كان عملا تجاريا أو صناعيا، لكن تصبح عملية التأقلم أكثر تعقيدا، والتطوير مسألة مهمة؛ لأن المشاريع التجارية والصناعية تدخل أسواق جديدة وتطرح منتجات جديدة، وتستخدم مواد خام متنوعة، وتغير عملية الإنتاج، وتقوم بتحديث التصاميم .. إلخ؛ لذا من المهم التكيّف مع التغيير للتخلص من ذبول المشروع الذي يؤدي إلى التخلي عنه، والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة خلال مرحلة النمو، فيجب رصد الأسواق والمزودين ووضع الخطط (ب) في مثل هذه الأزمنة العصيبة التي تمر بها المشاريع المختلفة والاقتصاد العالمي.

وما سر النجاح والاستمرار؟

سر النجاح والاستمرار هو ألا يمل رائد العمل مما يقوم به من تجربة بحيث يخوض فيها مرة ومرتين إلى 100 مرة، فإن جرب مئة مرة، يكون قد اكتسب واستفاد من هذه التجارب التي تصله إلى الاقتناع والنجاح. فالأمل لا يجب أن ينقطع والمداخل للنجاح موجودة، والاستعانة بالآخرين فيها جزء كبير من التحفيز، “فيجب ألا نتهاون في الإصرار في تحقيق طموحنا وأهدافنا، هذه رسالة للجميع سواء كان باحثا في علم الذرة، أو تاجرا في السوق أو في أي مجال ومكان آخر، الاستمرار والإصرار والعزم في الحصول على أفضل مردود من العمل وتحسين نوعيته هو سر البقاء والتنافسية”.