+A
A-

هل المرأة البحرينية تطبخ في وجود “الدلفري فود”؟

ازدياد شركات توصيل الطعام الجاهز والتطبيقات المتنوعة مع الكثير من الخصومات التي تكاد تكون شبه يومية، ودخول المرأة الى سوق العمل والانخراط فيه، كلها أسباب أدت الى عزوف البنت البحرينية عن الطبخ في المنزل والاعتماد على الدلفري فود كما يقول البعض، ومن هنا طرحت مسافات البلاد سؤال حول هذا الموضوع “ هل البنت البحرينية أصبحت فعلاً لا تطبخ”؟

فهل وجود المطاعم وانتشارها بهذه الطريقة اصبح يغني عن طعام المنزل؟ وهل باتت الفتاة البحرينية تعتمد وبشكل كلي على الطعام الجاهز لها ولعائلتها؟

قال حسين حبيل حول هذا الموضوع: البنت البحرينية لازالت تطبخ ولكن ليس بصورة مطلقة، فالمرأة العاملة مثلًا يصعب عليها الطبخ، بينما في السابق كانت المرأة ربة منزل فهي تمتلك الوقت الكافي للطبخ، وهنالك حالات كثيرة نجد فيها المرأة تطبخ وهي تعمل، في النهاية الأمر راجع لتنظيم المرأة لوقتها ونمط حياتها، البعض يمارس الطبخ كهواية ومزاج، وهنالك ثقافة مستشرية في المجتمع أن الطبخ مفروض على المرأة المتزوجة على وجه الخصوص، إلا أن تغير نمط الحياة وتنوع المطاعم والاصناف التي يقدمها الدلفري فود أسهم بشكل كبير في ابعاد المرأة عن المطبخ، كما ان البعض يرى أن تكلفة الطعام من المطاعم أقل بكثير من اعداده في المنزل.

في حين ابدى احمد عباس رايه قائلا: لا نستطيع تعميم الإجابة على جميع الفتيات البحرينيات لان هناك بعض الفتيات مولعين في الطبخ ولكن مع ازدياد المسؤولية في المنزل والعمل خارج المنزل اصبح الدلفري افضل من ناحية عدم وجود الوقت الكافي للطبخ، وكما ان هناك فتيات لا يدخلن الى المطبخ ابداً وذلك بسبب التربية الحديثة الذي يمشي عليها بعض الآباء وقد يكسبهن عادة سيئة وهي الاعتماد بشكل كلي على الأكل الخارجي، ومع ازدياد المطاعم وزيادة شركات الدلفري اصبح الطبخ شبه معدوم في البيت ويقتصر على وجبة واحدة في اليوم اما غداء او عشاء اعتمادا على وقت تواجدهم ويعتبرون وجبة واحدة كافية تنطبخ في البيت، ومن ناحيتي افضل طبخ البيت لان سيكون طازجا ونظيفا عكس المطاعم الحديثة، ولكن لا امانع الدلفري فود ولكن بالحد المعقول.

وذكر جاسم عليان: “اعتقد بأن بنت هذا الجيل يوجد منهم من يطبخ وأكثرهم يعتمدون على الديلفري فود، ولكن بنسبة 80٪ لا يعرفون يطبخون من الاساس، وهذا الشي جدا خاطئ واعتقد بأن السبب وراء ذلك هو كثرة المطاعم وخدمات التوصيل مما أدى الى كسل وخمول في الفتيات وعد الرغبة في عمل شيء، وأيضا بسبب الانشغال في اشياء ثانية قد تكون اقل أهمية، وطبعاً هذا السلوك سيأثر سلباً عليهم في حالة الارتباط والزواج.

وأشارت مريم عيسى قائلة: لا نستطيع تعميم هذه الفكرة على جميع الفتيات البحرينيات فهناك بعض النساء يعتمدن الاعتماد الكلي على طلبات للمطاعم، وصحيح ان هناك من النساء من يفضلن الأكل الخارجي عن الاكل المنزلي والجهد المبذول ف صنعه، ولديهم الشعور بأنه الأسرع للوصل ومع تعدد المطاعم ف اصبح الخيار أوسع وأكبر، أما البعض الآخر فمتعتهم الحقيقية هي الطبخ وصنع أفضل المأكولات اللذيذة والشهية، فهذا لا ينطبق على جميع النساء فكل منهما لها، الطابع الخاص بها، فالنسبة لي كفتاة بحرينية انا شخصياً استمتع حق الاستمتاع في تناول طعام صنعته بحب لي، وايضاً لكل منهم حرية الاختيار.

وأضافت ياسمين العقيدات قائلة: وجود او زيادة شركات الدلفري فود ليس له علاقة بابتعاد الفتاة البحرينية عن الطبخ، ولكن مع تطور الحياة ودخول الفتاة البحرينية سوق العمل اصبح هناك تشارك في الحياة الزوجية ليس فقط في الطبخ حتى في تربية الأبناء، الدلفري وجد لتسهيل حياة المرأة العاملة ف لا تجد فتاة تعتبر مربية منزل وكرست حياتها لتربية الابناء والاعتناء بالزوج تفضل الدلفري بل تجدها تحاول خلق أطباق جديده او تقليد الاطباق الموجودة في السوق كنوع من جذب الابناء لها، ولكن اليوم عندما دخلت سوق العمل اصبح موعد خروجها من العمل مرتبط بموعد الغداء ولهذا من الصعب عدم اللجوء اليه.

وأيدتها في الرأي ملاك محمد: لقد قطعنا شوطا كبيرا في التطور وأعتقد أنه حان الوقت لكسر مثل هذه القيود التي تجعل الطبخ مسؤولية المرأة وحدها، خصوصا مع التغيرات العديدة في طبيعة حياة المرأة البحرينية حيث كانت سابقا تقضي جل وقتها في المنزل أما اليوم فالمرأة قد انخرطت في سوق العمل بنسبه كبيرة واحتلت مناصب متفرقة فأصبحت تدعم اسرتها من الناحية المادية لذا أصبح من المرهق الطبخ كل يوم بعد العودة من العمل، فتجد الكثيرات خدمة التوصيل متنفسا لها من هذه المسؤوليات الخانقة ليس لأنها كسولة او لا تحب الطبخ، واعتقد بان الحل يكمن في توزيع مسؤوليه الطبخ بين الزوجين حسب ما يناسبهما.