+A
A-

شعلة “مراعي” انطلقت منذ الخمسينات

أنار حاكم البحرين الراحل المغفور له صاحب العظمة سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، الشعلة الأولى في طريق الحفاظ على الموروث العربي عندما زرع أول بذرة لفكرة المعرض الزراعي والحيواني في خمسينات القرن الماضي. وعرف عن الأمير الراحل اهتمامه بالخيل العربي والفروسية، وكل ما من شأنه تأصيل العادات العربية ورفدها بالثقافات الأخرى، وقد أراد الأمير الراحل أن ينقل تجربة المعرض الحيواني والزراعي للبحرين، فكان المعرض الزراعي والحيواني للمرة الأولى في العام 1958.واستكمالاً للمسيرة أولى عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، اهتمامًا بالغًا بالتقاليد الراسخة لحكام مملكة البحرين منذ القدم ليؤكد مكانة البحرين وشهرتها التاريخية بامتلاك أعرق الخيل العربية الأصيلة ونوادر الحيوانات.

وانطلقت النسخة الأولى لمعرض الإنتاج الحيواني “مراعي” في العام 2010، برعاية سامية من عاهل البلاد، وهي رحلة استكشافية في محفل جماهيري يتكاثف الناس فيها بحثًا عن تاريخ وحضارة المملكة، التي تزخر بشتى أنواع الحيوانات والطيور في لحظات مليئة بالمتعة والجمال.

من جهته، قال وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف إن “المحافظة على الإرث الحضاري لمملكة البحرين يتعزّز بمثل هذه الفعاليات الحضارية والتاريخية”، لافتًا إلى أن “البحرين لها تاريخ في المحافظة على الموروث الثقافي في المجال الزراعي والحيواني”.

ولاقى معرض مراعي إقبالاً واسعًا وحقق نجاحًا في نسخته الأولى، حيث بلغ عدد زواره في الأيام الثلاثة الأولى أكثر من 120 ألف زائر، أما النسخة الثانية للمعرض فكانت في العام 2012، بمشاركة أكثر من 150 عارضًا من 32 دولة إيمانًا بضرورة تطوير القطاع الحيواني وتنمية قدرات المربين وجذب المستثمرين وفي العام 2014 أطلق جلالة الملك المفدى مراعي 3، مؤكدًا استمرار العناية بالتراث البحريني بحضور واسع تجاوز 170 ألف فيما تجاوز عدد الزوار لمراعي (4) في العام المنصرم 200 ألف زائر من داخل وخارج البحرين.

وأكد خلف “أن معرض مراعي يحظى باهتمام بالغ من لدن القيادة الرشيدة وعلى رأسها عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، كما يحظى بدعم كبير من قبل رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لما تشكله هذه المعارض من استراتيجية عملية في سبيل تحقيق الأمن الغذائي”.

وأضاف “هذه المعارض المتخصصة في المجال الزراعي والحيواني أعطت الفرصة للعاملين في هذا القطاع للتعرف على بعضهم البعض، وعلى المساهمة في الأمن الغذائي، وهو عامل استراتيجي ضمن برنامج عمل الحكومة”، منوّهًا إلى أن المعرض يشكل فرصة مواتية للاستثمار في القطاعين الحيواني والزراعي.

فيما ذكر وكيل الوزارة للزراعة والثروة البحرية، رئيس اللجنة التنفيذية لمراعي (5) الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة أن “توجيهات جلالة الملك بإقامة هذا المعرض سنويًّا، هو أكبر دليل على اهتمام القيادة بهذا القطاع، إذ لم يكن اهتمام مملكة البحرين بالقطاع الزراعي والحيواني وليد الساعة، فأول معرض افتتح في مملكة البحرين كان في العام 1958، المغفور له صاحب العظمة سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين الراحل، والذي أقيم في حديقة الأندلس”.