+A
A-

ختام عام ثقافي بـ “طريق اللؤلؤ”

جاء اختيار المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2018 خلال الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة، والتي عقدت في مسقط العام 2015 نتيجة عراقة تاريخ هذه المدينة وإرثها الإنساني وما تضمه من مكونات حضارية وثقافية متجذرة في التاريخ والإرث الإنساني، إضافة إلى تجسيدها لمقومات التنمية المستدامة التي تعكس أصالتها ومواكبتها لمسيرة العطاء الحضاري.

واختتم البرنامج الثقافي للعام 2018 بحدثين بارزين هما افتتاح مركز زوّار موقع طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي لليونيسكو تحت رعاية جلالة الملك، حيث أكد ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أن طريق اللؤلؤ توثيق لموقع مشى عليه أجدادنا حاملين مشاعل الحب والوفاء والإخلاص لهذا الوطن العزيز.

ولا غرابة في أن يصنف مشروع طريق اللؤلؤ على قائمة التراث العالمي، فهو الطريق الذي يمر بعدد من أشهر أحياء فرجان المحرق “طريق اللؤلؤ” في مدينة المحرّق شاهد حيّ على حقبة من تاريخ اقتصاد صيد اللؤلؤ في الخليج العربي الممتد لنحو سبعة آلاف سنة، ويروي تفاصيله حكاية قصة مدينة المحرّق العريقة، عاصمة البحرين الأقدم، بيوتها العتيقة، شخوصها الخالدة في الذاكرة، ومعالمها المعمارية والحضارية، وعبق تاريخها المجيد.

ثاني الأحداث التي شهدها ختام عام المحرق عاصمة الثقافة الإسلامية هي فعالية قرع جرس السلام مع الاتحاد العالمي للسلام والحب، حيث قرع الجرس لأول مرة خارج الولايات المتحدة الأميركية، مما يعكس مكانة البحرين، منذ مهد الحضارات الإنسانية، في تحقيق أجواء السلام ما بين الشعوب.

إن مملكة البحرين تزخر بالمواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى حضارة دلمون، ومدينة المحرق تعد أحد أهم روافد الثقافة في الخليج والعالم العربي، واشتهرت المحرّق باهتمامها بالثقافة والعلوم.

ويتجسد إرث مدينة المحرق الإنساني في المعالم المعمارية والآثار القديمة التي تشهد على عراقة المدينة ومكانتها التاريخية التي عرفت بها كمركز متميز للفن الإسلامي القديم والمعاصر، ومن أشهر المعالم التي تروي عراقة وأصالة تاريخ المدينة:

- “طريق اللؤلؤ”، وهو موقع يشهد على آخر حقبة من تاريخ اقتصاد صيد اللؤلؤ في الخليج العربي الممتد لنحو سبعة آلاف سنة، وقد تم إدراجه على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو في يونيو 2012.

- “بيت سيادي”، ويعد مشهدا من المشاهد المعمارية التي ضمها مشروع طريق اللؤلؤ، وذلك للخصوصية والجمالية اللتين ينفرد بهما هذا البيت من الجانب المعماري.

- “مسجد سيادي”، وهو من أقدم المساجد التاريخية في مدينة المحرق.

- “بيت صاحب السمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة” ويتميز بجدرانه الضخمة وأبوابه الصغيرة المصممة لحمايته من الحرارة في الصيف والبرد القارس في الشتاء، ويعد من أفضل نماذج العمارة الإسلامية بمنطقة الخليج العربي”.

- “قلعة عراد” وهي من المعالم التاريخية بالمدينة، بنيت في نمط نموذجي من الحصون الإسلامية خلال القرن الخامس عشر، وكان ذلك قبل الغزو البرتغالي للبحرين العام 1622م، وهذه القلعة هي واحدة من الحصون الدفاعية المدمجة في البحرين وشكلها مربع.

- “قلعة بوماهر” وتقع في جنوب منطقة بوماهر، بناها الشيخ عبدالله بن أحمد الفاتح بعد انتصار آل خليفة في موقعة خكيكرة العام 1810م.