+A
A-

الأمن العراقي يقمع الاحتجاجات قرب حقل الزبير النفطي

استخدمت الشرطة العراقية، أمس الثلاثاء، الهراوات وخراطيم المياه لتفريق نحو 250 محتجا تجمعوا عند المدخل الرئيس لحقل الزبير النفطي الضخم في محافظة البصرة، بعد تدهور الخدمات العامة. وقال رجل أمن في مكان الاحتجاج “لدينا أوامر بعدم إطلاق النار، ولكن لدينا أيضا أوامر بعدم السماح لأي أحد بالتأثير على العمل في حقول النفط وسوف نتخذ ما يلزم من إجراءات لإبعاد المتظاهرين عن الحقول”. وأفاد مسؤولون في الحقل، الذي تديره شركة إيني الإيطالية، بأن عمليات الإنتاج تسير بشكل طبيعي. وعبر المحتجون عن غضبهم عند حقول نفطية عدة منذ بدء المظاهرات قبل 7 أيام في عدد من المدن جنوبي العراق.

ويقول مسؤولون محليون إن إنتاج النفط لم يتأثر في أي حقل.

وشهدت مناطق عدة جنوبي العراق تظاهرات متفرقة شارك في كل منها عشرات الأشخاص وتخلل بعضها أعمال عنف، لا سيما في مدينة البصرة.

وبعد أن قطعت إيران الماء والكهرباء عن محافظات في الجنوب العراقي، لا سيما البصرة، في لعبة مكشوفة لتعزير نفوذها، تعمل الحكومة العراقية على توفير بدائل انطلاقا من العمق العربي للعراق.

ويستعد العراق بترجمة هذا التحرك بزيارة يقوم بها وزير التخطيط العراقي، سلمان الجميلي، على رأس وفد رفيع المستوى، إلى مدينة جدة السعودية، اليوم الأربعاء، لبحث عدد من القضايا والملفات، على رأسها ملف الطاقة، الذي يشمل الكهرباء والوقود.

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، مصعب المدرس، إن “الوزارة تسعى إلى إيجاد بدائل عن الكهرباء الإيرانية المستوردة”.

وأضاف أن “العراق يسعى إلى ربط شبكته الكهربائية بمنظومة الكهرباء الخليجية”، معربا في الوقت نفسه عن أمله في أن تتحقق نتائج إيجابية من زيارة الوفد العراقي إلى المملكة العربية السعودية.

وسيبحث الوفد العراقي إلى السعودية، الذي يضم وزراء النفط والكهرباء والنقل، قضايا عدة تتعلق بتفعيل النقل الجوي والبحري والبري بين البلدين. وتأتي الزيارة بناء على تكليف من رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وقطعت إيران في الآونة الأخيرة الكهرباء عن المناطق الجنوبية في العراق في محاولة للاصطياد في الماء العكر، من خلال تأجيج الشارع بعد أن حققت أحزاب عراقية موالية لإيران نتائج مخيبة في الانتخابات الأخيرة.

وتشهد مدن جنوبي العراق منذ 10 أيام احتجاجات واسعة، بدأت في البصرة وامتدت إلى مدن أخرى، بسبب سوء الخدمات، وقد ساهمت إيران في صب الزيت على النار بقطع الكهرباء عن الجنوب العراقي.

وبينما كانت طهران تسعى من وراء هذه الخطوة إلى إضعاف حكومة العبادي، فقد دفعتها للبحث عن بدائل جديدة لإنتاج الكهرباء أو التزود بها من الجيران الخليجيين، فضلا عن إقامة مشاريع تنموية عبر إطلاق التخصيصات المالية المطلوبة لذلك.