+A
A-

وزير الداخلية: الإرادة الوطنية المخلصة تعلو وتقوى على الأطماع الخارجية

استكمالا لخطوات مبادرة الانتماء الوطني التي أطلقها وزير الداخلية خلال لقائه بنخبة من أبناء الوطن بتاريخ 21 يناير 2018، تم أمس الإعلان عن لجنة تعزيز الولاء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، والتي تضم 16 عضوا، وذلك بالتزامن مع احتفال وزارة الداخلية بمناسبة يوم الشراكة المجتمعية.  وألقى وزير الداخلية كلمة جاء فيها: “إننا نحتفل بيوم الشراكة المجتمعية، والتي أصبحت ممارسة لا شعارا، بل إنها صورة من صور التلاحم البناء، إنه ولاشك يوم من أيام الحصاد الوطني. نحن في الواقع نحتفل بمرور 13 سنة على إعلان يوم الشراكة المجتمعية. واسمحوا لي أيها الأفاضل أن أبين لكم كيف بدأ هذا المشروع الوطني، في الحقيقة أن البداية كانت برغبة سامية من لدن عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فهو حامي السيادة الوطنية وحافظ كرامتها، وكانت الرغبة السامية بأن يكون هناك تواجد قريب للشرطة في مختلف مناطق البحرين وقراها بشكل مسؤول يظهر الحرص والمساعدة للمواطنين، ويشعرهم بالأمان في بيوتهم على أنفسهم ومصالحهم، وعلى ضوء ذلك عملنا بفكرة تشكيل شرطة المجتمع، وكان ذلك في عام 2005م”.  ومع مرور الوقت وتعرض البلاد لأحداث 2011م، وما واجهناه من تدخلات أجنبية. كان القصد منها استهداف الوطنية البحرينية، والدفع بروح طائفية متطرفة، والنيل من وحدة المجتمع وتماسكه. ولكن ولله الحمد، فقد تكسرت تلك النوايا السيئة أمام صمود قيادة جلالة الملك القائد الأعلى ووعي شعب البحرين المخلص، وإنني بعد تلك الفترة الدقيقة من تاريخنا أدركت عمق الفكرة ومعانيها الوطنية ومدى الحاجة لأهمية التعاون بين الشرطة والمواطن؛ من أجل تقوية الجبهة الداخلية، فالأمن واحد ولمصلحة الجميع. الحضور الكريم: “الحمد لله نجحت الدولة في تحقيق الأمن العام في البلاد على الرغم من حجم التحديات التي تعاملنا معها. واليوم هناك جهود كبيرة تبذل من أجل أن تكون في هذا البلد شرطة عصرية قادرة على مواكبة التحديات الأمنية التي طرأت على مسرح الجريمة. والجديد في الأمر أننا اليوم نعمل على إضافة حاجزٍ أمني ٍمنيع إلى منظومتنا الأمنية أمام التدخلات الخارجية في أمننا الوطني وهو حاجز الانتماء الوطني”.  وما يزيد من تصميمنا على تنفيذ هذه المبادرة الوطنية هو حجم التضحيات التي بذلتها البحرين حتى تحقق استقرارها. وكذلك تلك الجهود المخلصة وحجم التضحيات التي بذلها رجال الأمن؛ من أجل ذلك الاستقرار، واستمرار التدخلات الإيرانية وغيرها في شؤوننا الأمنية الداخلية، واستمرار عملها على تجنيد أبناء البحرين وتغيير مفاهيمهم الوطنية وتدريبهم على ارتكاب الأعمال الإرهابية واستخدام الأسلحة والمتفجرات وظهور التعاون بين الحرس الثوري الإيراني وقطر، هذا بالإضافة إلى ما تشهده المنطقة من ظواهر التطرف والإرهاب.  ولكننا مثلما واجهنا التحديات الأمنية، فإنا عازمون بعون الله على رص النسيج الاجتماعي، وسوف نعمل معا بكل إخلاص؛ لتعزيز الروح الوطنية. فالدولة المتماسكة اجتماعيا تكون عصية على من أراد أن يعبث بأمنها؛ لأن الإرادة الوطنية المخلصة تعلو وتقوى على الأطماع الخارجية، فهي تمثل إرادة الحق والحق يعلو ولا يعلى عليه.  أيها الإخوة الحضور، البحرين بلد الوطنية، أنا أتحدث عن الوطنية التي صوتت لعروبة البحرين بقيادة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل رحمه الله. ردا على مطالبات شاه إيران، وكان ذلك أمام لجنة تقصي الحقائق في عام 1970م، وأتحدث عن البحرين التي صوتت بنعم للميثاق بنسبة 98.4% بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والبحرين التي تغلبت على الفوضى والتزمت بالنظام في عام 2011م، والبحرين التي انتخبت نوابها بعد انسحاب من أرادوا أن يعطلوا حياتنا الديمقراطية، لاشك لنا أن نفتخر بهذا الرصيد الوطني ونحافظ عليه.

أيها الإخوة الحضور، لن نترك أبناء البحرين أدوات هدم وتخريب في بلدهم بتوجيه ودعم من الخارج، وسوف نعزز التوعية والنصيحة لهم، كما يجب أن يعرفوا بأن مصلحتهم في صلاحهم وفي التزامهم وتحمل مسؤوليتهم الوطنية في المشاركة والبناء، وكيف أن يقولوا “لا” لمخالفة القانون. وهذا ما أبداه من تأسف وندم من أدرك الحقيقة بعد مواجهة القانون؛ لأن الخيار الآخر هو مخالفة القانون، وهذا خيار فاشل لا يخدم الشخص ولا يخدم عائلته ولا يخدم الوطن.  وفي هذا السياق الوطني، فقد تقدمت وزارة الداخلية بمبادرة شاملة؛ بهدف تعزيز الانتماء الوطني. ولإنجاز هذا المشروع الوطني، تم عرض فكرة تشكيل لجنة تعزيز الولاء الوطني وترسيخ قيم المواطنة على نخبة من الكفاءات الوطنية، والذين نشكرهم على قبولهم المشاركة مع إخوان لهم في وزارة الداخلية.

ويسعدني في هذا اليوم المبارك أن أعلن عن قبول دفعة جديدة لشرطة المجتمع مؤلفة من 200 فرد للمرحلة القادمة؛ من أجل تعزيز الشراكة المجتمعية. كما لا يفوتني، في ختام هذه الكلمة، توجيه خالص الشكر لكل المواطنين، الذين ساهموا في ترسيخ مبدأ الشراكة المجتمعية، قولاً وعملا، والشكر موصول لرجال الأمن الأوفياء، الذين قدموا المثل الأعلى لتعزيز هذه الشراكة، والارتقاء بها لتحقيق المصلحة الوطنية العليا في ظل العهد الزاهر لصاحب الجلالة الملك. والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.  بعد ذلك، تم الإعلان عن تشكيل لجنة تعزيز الولاء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، والتي ستتولى إعداد استراتيجية ورؤية متكاملة في هذا المجال، أعقبه عرض فيلم تسجيلي، يبرز قيمة الهوية والانتماء الوطني، والذي يعد أحد مرتكزات المشروع الإصلاحي الشامل لعاهل البلاد، مع الإشارة إلى مسؤولية كافة أطراف المجتمع في تأكيد الهوية، ابتداء من الأسرة ومرورا بالمدرسة والجامعة والمؤسسات التربوية والشبابية والرياضية، إضافة إلى وسائل الإعلام والمنابر الوطنية، كما أشار الفيلم إلى أن إستراتيجية الشراكة المجتمعية، والتي تعمل وزارة الداخلية على تطبيقها، تمثل فكرا متقدما لتعزيز الولاء والانتماء الوطني والتفاعل المجتمعي البناء.  بعد ذلك، كرم وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة عددا من الضباط وضباط الصف والأفراد ممن كان لهم دور بارز في تجسيد الشراكة المجتمعية، وتعزيز علاقة الثقة بين رجال الأمن وكافة الفعاليات والأطياف المجتمعية، كما شمل التكريم عددا من المواطنين ممن أخلصوا العطاء وساعدوا الشرطة في عملها في عدد من القضايا، وهو الأمر الذي من شأنه تحقيق الأمن الشامل في كافة ربوع البلاد.