+A
A-

المسك... ملك الأطياب

يعتبر المسك ملك الأطياب، والمسك كلمة عربية هي اسم لطيب من الأطياب القليلة التي مصادرها حيوانية، وقد ورد ذكر المسك في القرآن الكريم.

-المسك ملك أنواع الطيب وأشرفها وأطيبها وهو الذي يضرب به المثل بين الأطياب جميعها لأنه يسر النفس ويقويها ويقوي الأعضاء، الباطنية جميعها شربا وشما والأعضاء الظاهرة إذا وضع عليها... والمسك الجيد كان يوضع في آنية خاصة به تسمى “النوافج” ومفردها نافجة مصنوعة من الذهب أو الفضة أو النحاس، ثم تملأ بمسحوق المسك وتوضع في ردهات قصور الخلفاء والأمراء فتعطرها بأريجها ورائحتها الذكية.

ويتكون المسك في غدة كيسية يبلغ حجمها حجم البرتقالة في بطن نوع من الظباء يسمى غزال المسك وتوجد هذه الغدة بقرب الفتحة القلفية للذكر ولا يوجد المسك في الإناث وفي هذه الأكساي يفرز الغزال مسكه.

- يعرف غزال المسك علميًّا باسم Moschus moschi ferus وهو غزال طوله حوالي متر وارتفاعه من عند الأكتاف نصف المتر وشعره بني رمادي وطويل وخشن وسهل الكسر، وغزال المسك خواف، يسعى لطلب طعامه ليلاً وهو سريع الهرب، لهذا يتعب الصيادون في اصطياده وعادة ينصبون له المصائد في الأماكن التي يعتقدون تواجده بها. وغزال المسك يسكن غابات الهملايا ويفضل أعاليها وتمتد مساكنه إلى التبت وإلى سيبيريا والشمال الغربي من الصين وأواسط آسيا عامة... تعتبر أنثى الغزال البري كنز في عالم العطور فهي المصدر الوحيدة للمسك الأسود حيث يقوم الصيادون المتخصصون بمراقبة أنثي الغزال لفترة طويلة حتى يتأكدوا من حالتها الصحية، وفي فصل مخصوص في ألسنه يقوم هؤلاء الصيادين باصطياد أنثى الغزال البري مستخرجين من صرتها المسك الأسود الذي يعتبر كتلة متجمدة من الدم.

- يقوم الصيادون بقتل غزال المسك الذكر أولاً ثم فصل هذا الكيس، أو الغدة، فصلاً كاملاً ثم تجفيفها في الشمس أو على الصخور أو تغطس في زيت ساخن جدًّا. ويمكن الحصول عليه دون صيد غزال المسك وقتله حيث يقوم الغزال عند نضج الكيس الذي يحتوي على المسك بحكه على صخور خشنة لأن الغزال يشعر بحكة شديدة في الكيس عند امتلائه فيقوم بحك الكيس على الصخور فينقشع الكيس بما فيه من مسك ويلصق بالصخور ويقوم خبراء المسك بجمعه من على الصخور ويسمى الكيس الجلدي بما فيه من مسك “فأرة المسك” ولون المسك داخل هذا الكيس أسود والذي قل إن يوجد في الوقت الحاضر وهو غال جدًّا وإذا وجد يقوم تجار العطور بإدخال بعض المواد عليه وخلطه بها.