+A
A-

سمو رئيس الوزراء لـ “الأهرام”: البحرين استطاعت إفشال كل محاولات تعطيل المسار التنموي

لم يعد مقبولا التحرك على انفراد في زمن يشهد كيانات سياسية واقتصادية عملاقة

نعيش تغيرات غير مسبوقة تتطلب قيام تعاون قائم على الثقة والانفتاح

ترابطنا الوسيلة لدفع ما لحق ببعض دولنا من أذى ولابد من وحدة الموقف

نحن في وقت أحوج ما نكون فيه إلى إدراك حجم التحديات والعمل بقوة

نحن في عالم سريع التغير وعلينا أن نستجيب لمتطلبات كل مرحلة ونواكبها

هناك أزمات عاتية تجتاح العالم وهو ما يستدعي أن نوسع من آليات تحركنا

المسؤوليات تتعاظم ولكن ما يهمنا في المقام الأول هو إرساء الاستقرار والأمن

 

 أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن التحديات المتزايدة التي يشهدها العالم تهدد أمنه واستقراره وتزيد من الحاجة إلى رؤية جديدة ترسخ من قيم السلام والتنمية وتحفظ مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

ودعا سموه إلى تعزيز التكاتف والتعاون العربي لمواجهة مجمل التحديات التي تمر بها المنطقة، وقال سموه “إنه لم يعد مقبولا التحرك بشكل منفرد، في زمن يشهد كيانات سياسية واقتصادية عملاقة”.

وأكد سموه أهمية التضامن العربي في هذه المرحلة التي تشهد تحولات خطيرة ومحاولات لتفرقة الشعوب العربية، بل والسعي إلى تحقيق الانقسام بين أبناء الشعب الواحد، وقال سموه “إن ترابطنا هو الوسيلة لدفع ما لحق ببعض دولنا العربية من أذى ولا وزن لأي هدف عربي ما لم يقترن بوحدة الموقف”.

وأضاف سموه “إننا في وقت أحوج ما نكون إلى إدراك حجم التحديات، والعمل بقوة من أجل ضمان حاضر ومستقبل أجيالنا القادمة، وأن نرسي الأمن والاستقرار الذي هو عماد كل تنمية”.

جاء ذلك في لقاء صحافي خاص أجراه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة مع وفد مؤسسة الأهرام الذي يزور مملكة البحرين برئاسة نقيب الصحافيين ورئيس مجلس إدارة المؤسسة عبدالمحسن سلامة.

وتطرق سموه خلال اللقاء، إلى الحديث عن ما تتعرض له المنطقة العربية من أخطار وتحديات تتطلب تحقيق التكاتف العربي؛ من أجل التصدي لها وحفظ أمن واستقرار الدول العربية.

وأعرب سموه عن تطلعه إلى أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من التنسيق العربي المشترك الذي يسهم في تحقيق تطلعات الشعوب العربية في حاضر مزدهر ومستقبل أكثر اشراقا.

وأكد سموه ضرورة أن تتوجه جميع طاقات الدول العربية إلى كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار، والمضي في جهود التنمية وتحقيق الرفاه والرخاء.

وقال سموه “نحن في عالم سريع التغير وعلينا أن نستجيب لمتطلبات كل مرحلة ونواكبها، فالمسؤوليات تتعاظم ولكن ما يهمنا في المقام الأول هو إرساء الأمن والاستقرار”.

وأكد سموه “إن عالم اليوم يعيش تغيرات غير مسبوقة طالت كل المجالات، الأمر الذي يدعونا لقيام تعاون قائم على الثقة والانفتاح وفق رؤية مستقبلية لتحقيق مصالح بلداننا وشعوبنا”، مضيفا سموه “إن هناك أزمات عاتية تجتاح العالم، وهو ما يستدعي أن نوسع من نظرتنا وآليات تحركنا، إذ لم يعد العالم مغلقا في ظل الأجواء المفتوحة وتطور وسائل الاتصال التي اختزلت الزمان والمكان”.

وطالب سموه القادة العرب بالتكاتف، محذرا من خطورة التهاون في صد ما تتعرض له الدول العربية من محاولات التخريب وإشغالها عن دورها الأساسي في تنمية شعوبها.

وتحدث سموه عن الأوضاع في مملكة البحرين وما تشهده من نهضة في المجالات كافة، مؤكدا أن المملكة تنعم، في ظل رعاية واهتمام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، بأفق متسع من الانفتاح، الذي تعمل على تطويعه ليكون دائمًا محركًا للحفاظ على ريادة وتنافسية المملكة، كموطن للاستثمار واجتذاب رؤوس الأموال في ظل بيئة استثمارية تحرص المملكة على تطوير جاذبيتها بشكل مستمر.

وأكد سموه أن شعب البحرين يتميز بالتنوع الديني والثقافي، ويتسم بالتحضر والانفتاح على جميع الحضارات، وأن البحرين استطاعت أن تقدم عبر تنوعها نموذجًا للتعايش بين جميع مكوناتها بأمن وسلام.

وشدد سموه على أن المجتمع البحريني نبذ كل الأصوات التي حاولت زرع الفتنة، وكانت وحدته الوطنية على الدوام باعثًا لتقوية نسيجه المجتمعي، ودافعًا لمواصلة مسيرة الإنجاز الوطني.

وعما تتعرض له البحرين من تحديات أمنية ترتبط بما تواجهه من تهديدات إرهابية وتدخلات في شؤونها الداخلية، أكد سموه أن البحرين تقف بحزم أمام كل من يريد استهداف أمنها واستقرارها، واستطاعت أن تفشل كل المحاولات التي أرادت تعطيل مسارها التنموي.

وقال سموه “إننا نتعامل بحزم وصرامة وفقا للقانون، لحماية أمن بلدنا وشعبنا، ولن نسمح لأي كان أن يشغلنا عن مواصلة جهود التنمية لخير مواطنينا”.

وفيما يتعلق بالعلاقات البحرينية المصرية، أكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن قوة مصر واستقرارها يمثل قوة واستقرارًا للعرب جميعًا، وأن لمصر حضورها الثابت في الوجدان العربي وتاريخ الأمة وشخصيتها.

وأشاد سموه بالعلاقات المتميزة والوثيقة بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية وبالدور الذي لعبته مصر في المنطقة العربية، موضحًا أن لمصر مكانتها الكبرى في قلوب العرب، ودورها التاريخي المؤثر في صياغة حاضر ومستقبل الأمة العربية.

وأكد سموه أن العلاقات البحرينية المصرية لها سيرة خاصة تظللها روح المحبة والتفاهم التي تجمع بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.

وقال سموه “إن مملكة البحرين، تعتز بإسهامات مصر التي شكلت عنوانًا في نهضتها وتقدمهًا، من خلال مساهمة الخبرات المصرية من مختلف التخصصات في مسيرة النهضة والتنمية”.

وأضاف سموه أن الإسهام المصري كان واضحا عندما شاركت بسخاء في مدّ البحرين بالخبراء والمستشارين والأساتذة والقضاة، الذين ساهموا مع إخوانهم البحرينيين في وضع أسس النهضة والبناء التنموي الذي تنعم به البحرين.

وقال سموه “إننا تعلمنا في مصر واستفدنا من خبراتها في مجالات التعليم والقضاء والصحة والصحافة وغيرها من المجالات”، وأشار سموه في هذا الإطار إلى أن مملكة البحرين سوف تحتفل العام المقبل بمرور مئة عام على التعليم في المملكة، وأن الرواد الأوائل من المدرسين والخبرات المصرية في شتى المجالات، أسهموا في النهضة التي تشهدها مملكة البحرين اليوم”.

وأكد سمو رئيس الوزراء الدور المحوري الذي لعبه الرئيس عبدالفتاح السيسي ومازال منذ توليه السلطة في مصر في قيادة عملية التنمية وتعزيز مكانة مصر ودورها الريادي، مجددا سموه تأكيد مملكة البحرين على دعمها وتأييدها لمصر في حربها ضد الإرهاب، مؤكدا أنه لن يكتب النجاح لأية محاولات للنيل مصر، وستبقى دائما العون والسند لأمتها العربية.

واعتبر سموه أن التقارب المصري السعودي يعد من أهم الخطوات المبشرة التي تشير إلى أهمية وحدة الموقف العربي وأثره في تعزيز قوة الأمة العربية، وأكد سموه أنه تابع باهتمام الزيارة الناجحة لولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود إلى مصر وما قوبل به من ترحيب، معتبرا أنها زيارة تاريخية ذات أبعاد استراتيجية تؤسس لتعزيز الركائز الأساسية من التفاهم والتنسيق بين الدول العربية لمواجهة التحديات في المنطقة.

وأشار سموه إلى أن جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية يشكلان عماد القوة العربية في مواجهة ما يحاك ضد المنطقة من مخططات تستهدف تقويض الأمن العربي وتفتيت دوله.

وتحدث سموه عن ذكرياته في مصر وتوقف طويلًا عن علاقة الرئيس أنور السادات بمملكة البحرين، مؤكدًا أهمية التشاور، وروى انه ذات مرة التقى السادات في البحرين العام 1972 في المطار ليتشاور معه في الامور المهمة والاستراتيجية ولاسيما أن مصر كانت مقبلة على حرب 1973، في إشارة من سموه إلى التنسيق البحريني المصري بشأن القضايا كافة.

وقال سموه “إن هذا التشاور ما زال مستمرا وهو موضع اعتزاز وتقدير من قبل مملكة البحرين وشعبها، وما زلنا نتعاون ونتشاور مع مصر ونقف معها في كل الظروف”.

وأضاف سموه “عندما أقول إننا تعلمنا من مصر فهذه ليست مسألة مدح انما هي الحقيقة، فقد جاء خبراء من مصر في كل المجالات وكان لهم بصمة كبيرة في تطوير بلادنا العربية وليس البحرين فقط، فمصر هي عمود الخيمة العربية”.

ونوه سموه إلى زيارة رئيس مجلس النواب المصري علي عبدالعال ووفد البرلمان أخيرا لمملكة البحرين، مشيرًا إلى أنها كانت زيارة في توقيت بالغ الأهمية، وأسهمت في دفع علاقات البلدين إلى فضاء أوسع.

وأبدى سموه سعادته باختيار مؤسسة الأهرام للعاصمة البحرينية لإطلاق الدورة الثقافية لمهرجان الأهرام الثقافي الذي يقام تحت شعار “معا ننتصر على الإرهاب” برعاية عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ووجه سموه، وزير الإعلام علي الرميحي للعمل بكل جهد في الترتيب المشترك لإقامة فعاليات المهرجان؛ باعتباره نواة مهمة للعمل الثقافي المشترك في مواجهة انتشار الافكار المتطرفة.

وطالب سموه وفد الأهرام بتبني أفكار التعاون العربي المشترك، التي تساهم في مواجهة القضايا المعروضة على الساحة، مؤكدا أن “الخبرات المصرية كانت دائما ومازالت تعمل في البحرين، فعلى سبيل المثال هناك كثير من القضاة والقانونيين تعاونوا معنا، وأتذكر أنني عندما ذهبت في العام 1972 إلى القاهرة للاستفادة من الخبرات في القضاء المصري تم الاتفاق مع مستشارين أبرزهم محمد صدقي البشبيشي، رحمه الله، وآخرون، وقد جاءوا إلى البحرين وعاشوا معنا أخوة وأشقاء، وما زالت البحرين تحتضن من هذه الخبرات في مجالاتها المختلفة”.

وأشار سموه إلى أن علاقته الشخصية بمصر تعود إلى العام 1950، عندما زار القاهرة للمرة الأولى. وقال إن البحرين وقفت مع مصر ودعمتها في حرب أكتوبر المجيدة العام 1973، والتي أكد أنها كانت انتصارا مجيدًا، ليس لمصر فقط، بل للأمة العربية كلها.

وأعرب سموه عن تقديره للصحافة المصرية، التي أسهمت على مدى سنوات طويلة في تنوير الرأي العام ونشر الوعي والثقافة والمعرفة في ربوع الوطن العربي.