+A
A-

إفراط في اللجوء لعمليات تكميم وقص المعدة بين البحرينيين

رأى شباب بحرينيون أن إجراء عمليات المعدة، من قص وتكميم وتحويل مسار، لم يعد مقتصراً على الحالات المرضية، وللأغراض العلاجية فقط.وأكدوا في استطلاع أجرته “البلاد” أن هنالك إفراطاً في إجرائها من جانب الراغبين في خسارة الوزن بسرعة ومن وصفوهم بـ “ضعيفي الإرادة”.

وقالوا: إن عمليات المعدة تجرى في المستشفيات الحكومية في البحرين لمن يحتاجها فعلاً، ولكن هناك من يلجأ لمستشفيات خاصة ويدفع مبالغ كبيرة، وهو ليس بحاجة لإجراء مثل هذه العملية.

وروى الشباب في حديثهم لـ “البلاد” قصصا عن حالات تابعوها عن قرب وحصدت نتائج ومضاعفات سلبية بعد إجراء عمليات المعدة، مشيرين إلى حالات انتهت بالوفاة وأخرى أدخلت إلى وحدة العناية المركزة.

ولفتوا إلى أن أشخاصاً لم تتجاوز أوزانهم الـ80 كيلوجراما قد أجروا عمليات المعدة فعلاً.

وأردفوا: إن عمليات المعدة يجب ألا تجرى لأي راغب، والمصابون بالسمنة المفرطة، عليهم التفكير بخيار شفط الدهون أيضاً قبل اتخاذ القرار بإجراء عملية.

يتابع قائلاً: للآسف، فإن بعض المستشفيات والأطباء لا يضعون المريض أمام المعلومات كافة ولا يخبرونه بجميع الخيارات المتاحة؛ بهدف إجراء عملية وأخذ المقابل المادي نظيرها.

الأرق

من جهتها، ترى الشابة فاطمة الشهابي أن عمليات قص المعدة وتكميمها قد تكون ضرورية لأصحاب الوزن الزائد، خصوصا الذين باتت تؤرقهم السمنة، وتضعهم في مواجهة أخطار صحية.  وتؤكد الشهابي أن هذه العمليات باتت في “متناول الجميع”، فالمستشفيات الحكومية تقدمها، ولكنها تتطلب البقاء لفترة طويلة على قائمة الانتظار، وقد تصل إلى 3 سنوات.

تكاليف باهظة

وتردف: غير أن المستشفيات الخاصة تقدم هذه النوعية من العمليات حتى لمن لا يحتاجها فعلياً، هي لمن يرغب وقادرة على دفع التكاليف الباهظة. وتشير فاطمة إلى أن أحدى قريباتها/صديقاتها قد أجرت عملية تكميم معدة، وقد نجحت فعلياً في إنقاص وزنها، ولكن الخطوة لم تخلُ من بعض المشكلات الصحية في المرحلة الأولى، وقد تحسنت الأمور فيما بعد.

تشدد الشابة ليلى المنصور بأن عمليات المعدة أياً كانت نوعها يجب ألا تجرى إلا للحالات الضرورية ولمن تنطبق عليه شروط معينة، والتي لابد من وضعها كمعايير.

لا حاجة

وتضيف المنصور البالغة من العمر 33 عاماً: وفق ما ألحظ في محيطي، فإن الأشخاص الذين أجروا هذه النوعية من العمليات يحتاجونها فعلاً.

وتستطرد: أعرف سيدة عانت من زيادة الوزن لفترة طويلة، وأجرت واحدة من”عمليات المعدة”، ولم تفصح عن طبيعتها لنا، إلا أننا لاحظنا انخفاضاً كبيراً في وزنها على امتداد السنوات الثلاث الأخيرة.

مشرط الطبيب

يعطي الشاب أحمد الصفار موافقة مشروطة على عمليات تكميم المعدة، مظهراً رفضاً قطعياً لعمليات قص المعدة.

يقول أحمد الصفار الذي يشغل وظيفة اختصاصي إعلامي أول في إحدى الجهات الرسمية: أوافق على إجراء عمليات التكميم لمن يعانون السمنة المفرطة، أما القادرون على إنزال أوزانهم بالتغذية الصحية وممارسة الرياضة، فإن الأمر لا يعدو كونه استسلاماً لمشارط الأطباء.

رفض قاطع

ويتابع: فيما يتعلق بعمليات قص المعدة، فأنا أرفضها بتاتاً لمضاعفاتها الخطيرة على صحة من يجريها مستقبلاً.

يرى الصفار أن عمليات المعدة تجرى في المستشفيات الحكومية في البحرين لمن يحتاجها فعلاً، ولكن هناك من يلجأ للمستشفيات الخاصة ويدفع مبالغ كبيرة، وهو ليس بحاجة لإجراء مثل هذه العملية.

فيتامينات صارمة

يستحضر أحمد حالة أحد أقربائه الذين أجروا عملية تكميم المعدة، مشيراً إلى أن قريبه قد حصد ثمار العملية، ولكن كان لزام عليه اتباع نظام غذائي على نحو دقيق وممارسة الرياضة بشكل يومي.

ويزيد الصفار: لم يخلُ الأمر من الحاجة لأخذ أقراص فيتامينات لتعويض نقصها نتيجة النظام الغذائي الصارم.

الإرادة الضعيفة

تشارك الشابة شريفة سيادي الصفار الرأي بشأن حدة الأضرار الناتجة عن قص المعدة إذا ما قورنت بعمليات التكميم، وتؤكد سيادي أن إجراء عمليات المعدة في البحرين لم يقتصر على الحالات المرضية، وللأغراض العلاجية فقط، بل إن هنالك إفراطاً في إجرائها من جانب ما أسمتهم “أصحاب الإرادة الضعيفة” والراغبين في خسارة الوزن بسرعة.

العناية القصوى

وبالنظر لما حولها من محيط اجتماعي، توضح شريفة أن نتائج إجراء عمليات المعدة تفاوتت، بل تباينت في بعض الحالات، فهنالك من نجح في خفض وزنه، وهنالك من خفضه فترة بسيطة، ومن ثم عاد الوزن إلى التحليق مجدداً.

لم تغفل سيادي الإشارة إلى حالات تابعتها وحصدت نتائج ومضاعفات سلبية بعد إجراء عمليات المعدة، فأحدهم أُدخل وحدة العناية المركزة لفترة نتيجة مضاعفات غير متوقعة للعملية، وآخر فقد القدرة على الوقوف والمشي لفترة ليست بقصيرة.

80 كيلوجراما

بدوره، ينصح حسين عبدالعزيز العالي أقرانه الشباب بعدم اللجوء إلى عمليات المعدة سواء التكميم أو القص أو تحويل المسار، لما لها من مضاعفات سلبية تصاحبها في أغلب الحالات.

يلفت العالي إلى وجود إفراط في اللجوء إلى عمليات المعدة بين الشباب البحرين، مشيراً إلى أن أشخاصاً لم تتجاوز أوزانهم الـ 80 كيلوجراما قد أجروها فعلاً.

وتفيض ذاكرة العالي بالعديد من الوقائع والقصص المرتبطة بالآثار الجانبية والمضاعفات الطبية لهذه النوعية من العمليات.

ملازمة المستشفى

ويقول حسين: هنالك سيدة من قريتنا توفيت بعد فترة قصيرة من أجراء العملية التي أجرتها رغم أنها مصابة بمشكلات وأمراض مرتبطة بالقلب.

ويستطرد قائلاً: سمعت أيضاً عن شخص من محيطي ظل ملازما المستشفى وفاقداً للوعي فترة بعد أن أجرى عملية معدة، ويؤكد أن نتائج عمليات المعدة ليست مضمونة، فالمضاعفات محتملة على نحو كبير، واحتمالية عودة الوزن واردة جداً.

تسمم

وفي الجانب ذاته، يتحدث الشاب إبراهيم حسن عن مضاعفات خطيرة أصابت إحدى زميلاته بعد أن أجرت عملية تكميم معدة، ولم تُتخذ الإجراءات اللازمة للعناية خلال مرحلة ما بعد العملية.

يقول حسن: من مدة ليست ببعيدة خسرنا زميلة لنا أُصيبت بتسمم، وهو خطر قد يصاحب أية عملية إذا لم يصاحبها العناية اللازمة.

شفط الدهون

ويردف: إن عمليات المعدة يجب ألا تجرى لأي راغب، والمصابون بالسمنة المفرطة، عليهم التفكير بخيار شفط الدهون أيضاً قبل اتخاذ القرار بإجراء عملية.

يتابع قائلاً: للآسف، فإن بعض المستشفيات والأطباء لا يضعون المريض أمام كافة المعلومات ولا يخبرونه بجميع الخيارات المتاحة؛ وذلك بهدف إجراء عملية وأخذ المقابل المادي نظيرها.

الأكثر انتشاراً

وأما الطبيب الشاب محمد، فيؤكد أن قص المعدة هي العملية الأكثر انتشارا في الوقت الحالي، تليها عملية تحويل مسار المعدة، ولكل عملية مميزاتها.

ويستطرد: بحسب خبرتي المتواضعة أرى بأن قص المعدة هي الأفضل من ناحية النتائج في الوقت الحالي.

تقييم دقيق

ويصف الطبيب محمد الوضع في المستشفيات الحكومية، قائلاً: هناك قائمة انتظار طويلة للمرضى الذين يودون إجراء مثل هذه العمليات، وكل مريض يتم تقييمه بشكل دقيق، ويتناوب على تقييمه أطباء الغدد والأمراض النفسية والتخدير والجراحة، إضافة لاختصاصيي التغذية، وهناك معايير معينة للموافقة على أجراء العملية.

المدى الطويل

ويقول: تشرفت بالعمل مع أحد الجراحيين المتميزين المتخصص في مثل هذا النوع من الجراحات فترة من الزمن، وتعرفت على الكثير من المرضى الذين أجروا هذه العملية، كما أن 4 أشخاص من عائلتي وصديق قد أجروا العملية فعلاً.

ويضيف: النتائج الإيجابية على المدى القصير حققها كل من أعرفهم ممن أجروا عملية قص المعدة، ولكن على المدى الطويل تتراوح النتائج بين ممتازة وجيدة ومتوسطة حسب التزام الشخص بالإرشادات التي تعطى بعد العملية وطبيعة الجسم، وهناك الكثير ممن حصلوا على وزن مثالي وحافظوا عليه بعد مرور سنوات طويلة على العملية.

ترهل الجلد

في المقابل، تظهر الشابة فضيلة الحداد رفضاً قاطعاً لعمليات تكميم وقص المعدة على حد سواء، فهي تشوه الجسم بالترهّل والجلد الزائد بعد إجرائها خصوصا إذا لم يتم الاهتمام بشد الترهل.

وتعتبر الحداد أن هذه العمليات تشكل عبثاً من جانب مشارط الجراحين وتشويها للجسم وخسارة للنقود بحسب تعبيرها.

وتؤكد فضيلة أن هناك إفراطا كبيرا في الإقبال على هذه العمليات، وهنالك أشخاص لا يحتاجونها فعلياً، وقادرون على اتباع حمية غذائية تساعده على الحد من سمنته.

التآم الجروح

وتضيف: هنالك أيضاً من يحتاجها فعلاً، وهم أصحاب الأوزان الثقيلة جداً التي تجاوزت حاجز الـ 100 كيلو جرام.

وتستطرد: هناك كثيرون أعرفهم أجروا هذه العمليات، واحد منهم فقط جلبت له العملية نتائج ايجابية، فهو استغلها بشكل جيد، فبدأ بالرياضة وحمية غذائية بعد إلتآم جروحه مباشرة.

قص خطير

وتتابع قائلة: أما الآخرون، فقد أجروا العملية ونجحوا في إنزال الوزن، غير أنهم حصدوا أيضاً ترهلا في الجلد الزائد و”تشوها” بالجسم إلى أبعد حد.

ويتموضع الشاب محمد ضاحي أيضاً في الجهة المناوئة لإجراء عمليات قص وتكميم المعدة أيضاً، فيقول: لا أنصح بعمليات التكميم لما لها الأثر السلبي على حياة الفرد مستقبلا. أما بالنسبة لقص المعدة، فهي خطيرة وليست مناسبة لكل الأشخاص، والنتيجة وجدنا العديد من الحالات قد فارقت الحياة بسبب تلك العملية.

السعادة

ويردف: أعرف العديد من الذين أجروا تلك العملية، وقد تغيرت ملامح وجوههم بالنتيجة، إذ كانوا على قدر من الجمال وبعد العملية أصبحت وجوههم شبيهة بـ “الهيكل العظمي”.

ويوضح ضاحي أن هذه العمليات جلبت لهؤلاء السعادة في بداية الأمر، ولكنهم حرموا من وجباتهم المعتادة، بل لا يستطيعون تناول غالبية الأصناف الغذائية، وعادوا إلى زيادة الوزن في حال عدم الالتزام بالنظام الغذائي الصارم.

نموذج

واستطلعت “البلاد” أيضا رأي الشابة زهراء الحداد “38 سنة”، وهي نموذج للشباب الذين أخذوا قراراً بإجراء عملية تكميم للتخلص من الوزن الزائد.

تؤكد زهراء أن عمليات تكميم مفيدة بشكل كبير، ولها إيجابيات كثيرة، مشيرة إلى معرفتها أشخاصاً قاموا أيضاً بإجرائها في خارج البحرين وداخلها.

وتردف: هناك أناس جلبت لهم نتائج إيجابية، وآخرون لم يستطيعوا المحافظة على الوزن المثالي بسبب رجوعهم للعادات السيئة نفسها في تناول الطعام.