+A
A-

“العيد” بهجة الأطفال.. وإرهاق لجيوب الكبار

تقلب أم تقف من حولها ثلاثة فتيات لا تتجاوز أكبرهن الـ8 أعوام، الملابس والإكسسوارات التي يعرضها أحد المحلات التجارية أمس الأول، في محاولة لإيجاد ما يناسب طفلاتها، ويناسب مقدرتها الشرائية، في ظل “التهاب” الأسعار – على حد تعبيرها – وتزامن العيد مع اقتراب المدارس حيث “تتبخر” الرواتب قبل بدء موسم الفرح.

وتقول أم زهراء كما أحبت أن نسميها إن “العيد جاء في وقت تزامن مع العودة للمدارس ولم يعد مع العائلات وأرباب البيوت نقود تكفي للمناسبتين معا”.

وتضيف “لكننا كأي عائلة بحرينية يجب أن نحسب حساب الأطفال حيث تم رصد بعض الأموال لهذه المناسبة، بهدف إدخال الفرح والسرور الى قلوبهم، على الرغم من تشكيله عبئا إضافيا على الميزانية”.

ويرصد الأهالي مبالغ مالية لا يستهان بها لتلبية احتياجات الأبناء للعيد، حيث تقول رجاء عبدالله وهي أم لأربعة أطفال إن “كلفة العيد لن تقل عن 150 دينارا كحد أدنى في ظل ارتفاع الأسعار التي طالت كل شيء تقريبا”.

وتؤكد أن “الأسعار ارتفعت خلال الأيام القليلة الماضية بنسبة لا تقل عن 15 % كون بعض التجار يستغلون الموسم ويرفعون أسعار بضائعهم بشكل كبير”.

وهو ما أيدها به ابو علي الذي التقيناه في أحد المجمعات التجارية حيث جاء على حد تعبيره لأخذ فكرة عن الأسعار التي وجدها مرتفعة بعض الشيء، مؤكدا انه سيشتري ملابس للأطفال بالحد الأدنى، أي انه لن يأخذ كل ما يحتاجونه.

وأكد أن “تزامن العيد مع عودة المدارس أرهقت كاهله”.

من جهتها قالت البائعة في احد محلات ملابس الأطفال الكبرى في مجمع البحرين سهاد إبراهيم إن “أسعار الملابس عادية ولم تشهد أي ارتفاع يذكر، فهي ثابتة منذ بداية الموسم الحالي، لكن قد يعتقد البعض أن هناك ارتفاعا بالأسعار على بعض الموديلات والملابس التي تطرح لأول مرة والتي بدأنا بعرضها منذ أيام، كونها جديدة وجاءت بالتزامن مع مناسبة العيد”.

وتشهد المحلات لاسيما المتخصصة في الملابس منافسة محتدمة في عرض الألوان لجذب المستهلكين على الشراء لكن هذه المنافسة لا تتضمن الأسعار كما يقول احد المشترين الذي فضل عدم ذكر اسمه.

وللأطفال بهجة وطقوس خاصة في العيد تبدأ من لبس الجديد في الصباح الباكر والتنقل بين الجيران والأهل والأقارب للحصول على “العيدية” التي عادة ما تكون نقودا أو بعض الحلوى.

ومن هذا المنطلق تقول أم عباس العيد فضلا عن أنه صلة للأرحام، فهو اجتماع للأهل والأقارب والأصدقاء وتصافي للنفوس، إلا أنه يبقى يوم للأطفال فملابس جديدة وهدايا وألعاب وغيرها، لكن يبقى العبء على رب الأسرة الذي يطلب منه الكثير في مثل هذا اليوم، (...) الفاتورة مرتفعة.

وتضيف أم عباس أنها لاحظت ارتفاع أسعار الملابس بنسبة لا تقل عن 15 % على أقل تقدير قياسا بالشهر الماضي، لكنها كغيرها من الأمهات مجبورة على الشراء.

وتجري المحلات التجارية عادة تخفيضاتها مع انتهاء كل موسم.

ويؤكد الموظف في محل لبيع الأحذية هانتي ميكارو أن “معظم المحلات لا تجري تخفيضات في مواسم البيع النشطة حيث تعتبرها فرصة لرفع حجم المبيعات وتعويض الكساد الذي قد يصيبها خلال الأيام العادية”.

وعن ارتفاع الأسعار اعترف بذلك، وقال إنه وضع طبيعي فكل شي قابل للعرض والطلب وبالتالي إذا زاد الطلب سترتفع الأسعار وهذه حالة طبيعية في أي سوق بالعالم. مضيفا “انها فرصة للربح بكل صراحة”.