+A
A-

أحبّ أن أعيش حياة مديدة لذا أتقبَّل فكرة الشيخوخة

لطالما كانت الممثلة وعارضة الأزياء الإيطالية مونيكا بيلوتشي رمزاً للجاذبية والأناقة ولا تزال كذلك في عمر الثانية والخمسين. تعاونت مع أهم المخرجين وشاركت أخيراً في فيلم On The Milky Road (على درب التبانة) من إخراج أمير كوستوريكا، ويروي قصة حب خلال حرب البلقان.

هل تعرفين ما جعل أمير كوستوريكا يفكر بك لأداء دور نيفيستا في On The Milky Road؟

حين طرحتُ عليه هذا السؤال، أجاب: (لأنني أشعر بأنك تحافظين على براءتك مهما فعلت)!

 

ما الذي جذبك إلى هذه الشخصية؟

وصفها لي أمير بجوانبها الأنثوية كافة. إنها امرأة جذابة وقوية وإنسانية وحنونة. تشبهني من هذه النواحي. لكنها مستعدة أيضاً لاتخاذ خطوات متطرفة كالقتل تزامناً مع الحفاظ على هشاشتها حين تشعر بالخطر أو تفقد السيطرة. كذلك يمكنها أن تستجمع شجاعتها بسرعة وتضحّي بحياتها لإنقاذ حبيبها.

 

يؤدي أمير كوستوريكا دوراً في الفيلم أيضاً. كيف أثّر بك هذا الجانب؟

كنت لأوافق على الدور حتى لو لم يمثّل بنفسه. لكني سررتُ بمشاركته. يعني ذلك أنه اختارني مرتين بصفته مخرجاً وشريكاً في التمثيل.

 

لا تجدين مشكلة في كشف جسمك على الشاشة؟

طبعاً لا... أنا آتي من عالم عرض الأزياء حيث يُعتبر الجسم مصدر إلهام. لكن لا يعني التصالح مع الجسم أن يكون الأخير مثالياً. الجسم أداة بالنسبة إلى الممثل. مثلما يعزف الموسيقي على البيانو، يجب أن يستغل الممثل ما لديه.

 

ألا تظنين أن لهذا النوع من الروابط مع الجسم طابعاً إيطالياً بامتياز؟

طبعاً! إنه جزء من ثقافتنا. نشأت وسط نساء مثل جينا لولو بريجيدا، وصوفيا لورين، وكلوديا كاردينالي. تتمتع تلك النساء بجاذبية قوية جداً، واستعملن مواهبهن وأجسامهن في آن. هذا هو عمل الممثل، بحسب رأيي.

 

هل كنت ترغبين دوماً في أن تصبحي ممثلة؟

في صغري كنت أحلم بأن أصبح راقصة لكن لم يتحقق حلمي. لطالما أحببتُ الحياة وكانت السينما في نظري ترمز إلى عالم الأحلام. لذا كنت أفكر بها في لاوعيي منذ سن المراهقة. بعد نيل شهادة البكالوريا في ميلانو، أصبحتُ عارضة أزياء لكني رغبتُ في القيام بأمر آخر. أخذت دروساً في التمثيل وتخليتُ عن عالم الموضة خلال ثلاث سنوات، ثم اختارني كوبولا كي أكون واحدة من مصاصات الدماء الثلاث في فيلمه Dracula. بدأ كل شيء في تلك المرحلة.

قلتِ إن التمثيل يحمل شكلاً من الحقيقة.

أظنّ أن للتمثيل أثراً علاجياً. يقدِّم كل دور إمكانية التعرف إلى الذات بدرجة إضافية. تكون تلك التجارب على ارتباط وثيق بالوجود. حين تتكرّر الاقتراحات نفسها، لا مفر من التساؤل عن مكانتنا في الحياة وعن السبب الذي يجعل الآخرين يدفعوننا في الاتجاه نفسه.

 

هل تشغلك مسألة التقدّم في السن؟

لا تشغلني هذه المسألة كثيراً، لاسيما بعدما أصبحتُ أماً. تتغير الأولويات في الحياة. أعتني بنفسي وبجسمي احتراماً لذاتي وبسبب جذوري الإيطالية أيضاً. أحبّ أن أعيش حياة مديدة لذا أتقبل فكرة الشيخوخة.

أي نوع من الأمهات أنتِ مع ابنتيك ديفا وليوني؟

أنا أم إيطالية بامتياز وأبالغ في حماية ابنتيّ. لكني أحاول أن أطبّق مبدأ الاحترام المتبادل. ربّتني أم تجيد فرض سلطتها وأدرك جوانب شخصيتي المتمردة. أحاول ألا أكرّر النموذج التربوي نفسه مع ابنتيّ. نحن نتناقش حول مختلف المواضيع. لا أريد أن تنشأ بيننا روابط قوة كي لا أعطيهما عذراً لاتخاذ منحىً عنيف. ما زالتا صغيرتين الآن، لكن قد يتغير الوضع في سن المراهقة. شخصياً، كنتُ خارجة عن السيطرة في عمر الثالثة عشرة!