العدد 6097
الثلاثاء 24 يونيو 2025
banner
العقلانية كمنهج في مواجهة التحديات
الثلاثاء 24 يونيو 2025

في مسيرة الحياة، تفرض علينا التحديات مواقف تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة، ومن هنا يظهر الفرق الجوهري بين التفكير الانفعالي والعقلاني، حيث تمثل العقلانية أداة جوهرية تمكن الإنسان من التعامل مع المتغيرات بشكل موضوعي ومدروس، بعيدًا عن تأثير العواطف التي قد تعمي البصيرة، فالعقلانية ليست مجرد عملية فكرية بحتة، بل هي منهج شامل يتطلب وعيًا ذاتيًا، وتحليلًا منطقيًّا، وقدرة على تقييم البدائل المختلفة بموضوعية. من خلال هذا المنهج، يمكن تحويل الأزمات إلى فرص للتعلم والتطور بدلًا من أن تصبح مفرغة للطاقة السلبية.
وإليكم أعزائي القراء نبذة عن أهم أدوات التفكير العقلاني كالنقد الذاتي، وحسن الاستماع، والتقييم الواقعي للمعطيات، والتخطيط المدروس، حيث يتيح هذا الأسلوب للإنسان فهما عميقا للمواقف، ويساعده في بناء استراتيجيات فعالة للمواجهة، ويمنحه قدرة أكبر على التحكم في ردود أفعاله. لذلك فإن للعقلانية دورًا محوريًّا في مواجهة الضغوط وتقليل الارتباك والتشتت، إذ تحفّز الشخص على التركيز على الحلول بدلًا من المشاعر السلبية. هذه القدرة على إدارة المشاعر وتوجيهها نحو أهداف واضحة ترفع من جودة القرارات وتقلل المخاطر المحتملة، علاوة على ذلك، التفكير العقلاني يعزز الثقة بالنفس، إذ يمنح الإنسان الشعور بالتحكم والسيطرة على مجريات الأمور، بدلًا من الشعور بالعجز أو الفوضى. ويصبح العقل – المنطق - القائد الذي يحكم سلوك الفرد، ما يسهم في بناء شخصية متزنة وقادرة على الصمود.
لذلك تعتبر العقلانية ضرورة حيوية في عالم متقلب يواجه فيه الإنسان تحديات متنوعة، ومن خلال تبني هذا المنهج يستطيع الفرد أن يواجه الحياة بحكمة، ويحول الصعوبات إلى محطات للنجاح والتقدم.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية