لطالما أكدت مملكة البحرين مواقفها الثابتة تجاه ما يدور في المنطقة، داعية باستمرار إلى تغليب صوت العقل والحكمة. فأمن المنطقة واستقرارها ركنان أساسيان لا يمكن المساس بهما، وأي تهديد لهما ستكون له تداعيات وخيمة على مختلف الدول. لذا من الضروري معالجة الأمور والأوضاع بحكمة، وإلا فإننا سننجر إلى ويلات كبيرة وهزات عنيفة.
وفي هذا السياق، تتابع وزارة الخارجية البحرينية باهتمام مستجدات الأوضاع، وتدعو إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد والعمليات العسكرية، كما تؤكد ضرورة استئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل عاجل، لتسوية الأزمة الراهنة عبر الوسائل الدبلوماسية والسلمية. هذا المسعى يهدف إلى إحلال السلام والأمن في المنطقة، وتجنيب شعوبها أهوال الحروب وأخطارها.
إن السلام الضمانة الوحيدة للإنسانية، فالشعوب تمتلك مقومات السير بثبات نحو تحقيق طموحاتها وآمالها، وذلك عبر فتح قنوات الحوار والاحترام والتفاعل الصادق الذي يعزز روح السلام والاستقرار والازدهار. فالصراعات والانقسامات ليست سوى أزمات تعرض العالم والمجتمعات لمخاطر واضحة واندفاعات تدميرية. لذا يجب على جميع الدول بذل جهود أكبر في معالجة هذه الأمور.
نحن أحوج ما نكون في هذا الوقت بالذات إلى الحكمة والرؤية والهدوء، وتحقيق ذلك سيعود بالنفع على جميع الدول، ويختصر الموقف برمته في حقيقتين: وقف العمليات العسكرية، وعودة المفاوضات بين أميركا وإيران دون عرقلة للجهود الدولية الرامية لحل الأزمة.
إننا نواجه اليوم في المنطقة أقوى اللحظات حسمًا وأبلغها خطرًا والجميع مطالب بأن يقف ويؤدي واجبه.