كثيرًا ما نسمع هذه الأيام، ونظرًا للظروف التي تمر بها المنطقة، تساؤلات حول القوة العسكرية.. “مَن الأقوى عسكريًّا، إسرائيل أم إيران؟”.
دأبت العديد من المنصات الإعلامية، بما في ذلك الصحف العالمية والعربية المعروفة، على إجراء مقارنات بين هاتين القوتين العسكريتين، إن صح القول. فنجدهم يتحدثون عن عدد الطائرات الحربية التي تملكها إسرائيل، أو عدد الصواريخ لدى إيران، وغير ذلك من الأرقام والمسميات العسكرية.
ولكن، هل هذا هو المعيار الصحيح لتقييم القوة؟ في الواقع، يمكن وصف التقدير أو التقييم الحقيقي بكلمة واحدة: العلم. لأن القوة الحقيقية في عالم اليوم هي قوة العلم قبل قوة السلاح. ولهذا نرى دول العالم، الكبرى والصغرى، تتسابق في فتوحات الفضاء، وفي استكشاف أعماق المحيطات لاستخراج كنوزها، وفي ابتكار أساليب جديدة لتأمين مصادر الطاقة في المستقبل.
إن العلم، في حقيقته، يُراد للخير لا للشر، للبناء لا للهدم، للتقدم لا للتراجع، للسعادة لا للشقاء، للرخاء لا للضيق، وللصحة لا للمرض. فمهما تعاظمت مشكلات المجتمعات، فالعلم كفيل بإيجاد حلول لها.
ومن خصائص العلم أنه يطلب الكمال ولا يبلغه، ليس لتقصير من جانبه، بل لأنه ما إن يبلغ مستوى معينًا حتى يسعى لمستوى آخر أرفع منه.
هكذا يجب أن تكون المقارنة: من يملك العلم يملك القوة. فالعلماء هم من يقودون قاطرة تقدم البلدان. أما الإجابة عن سؤال “مَن الأقوى، إسرائيل أم إيران؟”، فتختلف فيها وجهات النظر في التفسير، ولكن الجواب الحاسم قطعًا هو.. العلم.