لطالما أثبتت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تمسكها بالمثل العليا وقيم الحق والخير، ورفضها المطلق العنف بكل أشكاله وصوره، أيًّا كان مصدره، حيث تتميز بتاريخ عريق ومبادئ راسخة في احترام الآخر، والسعي لبناء علاقات ود وتعاون مع جميع دول العالم، وتقوم بواجبها تجاه الأشقاء والجيران بكل إخلاص.
لقد وقفت دول الخليج موقفًا صادقًا ومخلصًا ووفيًّا مع إيران، عندما أدانت الاعتداءات الإسرائيلية تجاهها. اعتبرت دول الخليج هذه الاعتداءات انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا خطيرًا لاستقرار المنطقة.
لم تصمت دول مجلس التعاون الخليجي وهي تشاهد جارتها إيران تُقصف وتُدمر ويشرد شعبها وتُضرب بنيتها التحتية. بل فزعت لها بروح الود والصداقة والأخوة، ووضعت أمنها واستقرارها نصب عينيها. وستواصل بذل جهود خيرّة ومخلصة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، إيمانًا منها بالأهمية القصوى لتعزيز العمل الأخوي بين الدول الإسلامية. وستساند أية عملية وخطوة من شأنها أن تحفظ لإيران سيادتها وأمنها ووحدتها واستقلالها.
نتمنى من المسؤولين في إيران، وبلدهم يقف اليوم أمام امتحان تاريخي كبير، أن يقدّروا هذا الموقف الشهم من ملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي “حفظهم الله ورعاهم”. ندعوهم إلى الانطلاق نحو المستقبل بيد واحدة، لبناء منطقة يسودها التآخي والاستقرار.
* كاتب بحريني