العدد 6097
الثلاثاء 24 يونيو 2025
banner
تأثير الصحة النفسية على صحة الفم... العلاقة الخفية
الثلاثاء 24 يونيو 2025

تُعدّ الصحة النفسية من العوامل الجوهرية في الحفاظ على صحة الإنسان العامة، بما في ذلك صحة الفم.
وتشير البحوث الحديثة الى وجود علاقة وثيقة بين الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق وبين ظهور مشاكل فموية قد تكون مزمنة وخطيرة في حال إهمالها.
في حالات الاكتئاب يلاحظ تغيّر في السلوكيات اليومية والعادات الغذائية، حيث يلجأ بعض الأفراد إلى تناول كميات مفرطة من السكريات، أو يهملون نظافة الفم، مما يؤدي إلى زيادة خطر تسوس الأسنان، وتآكل المينا، والتهاب لب السن.
وقد يستدعي ذلك في حال تطوره الخضوع لعلاج جذور الأسنان (العصب).
كما أن انخفاض الدافعية المرتبط بالاكتئاب يُقلل من احتمالية زيارة طبيب الأسنان بانتظام أو الالتزام بالعلاج.
إضافة إلى ذلك، فإن الاكتئاب المزمن يُعدّ أحد العوامل التي تسهم في الإصابة بالتهاب دواعم السن (Periodontitis)، وهو التهاب مزمن يصيب اللثة والعظم الداعم للأسنان.
ويُعتقد أن هذه العلاقة ترجع إلى التأثير السلبي للاكتئاب على جهاز المناعة، وزيادة مستويات الالتهاب في الجسم.
وفي المراحل المتقدمة، قد يؤدي هذا النوع من الالتهابات إلى انحسار اللثة وفقدان العظم، وسقوط الأسنان.
أما التوتر والقلق النفسي، فلهما تأثير عضلي ووظيفي ملحوظ، ويُرتبطان بظهور اضطرابات المفصل الفكي الصدغي والتي تسبب آلاما في الفك، وصعوبة في المضغ، وأحيانًا صداعًا مستمرًا.
كما يُعد صرير الأسنان أثناء النوم من أبرز الأعراض المرتبطة بالتوتر، ويؤدي إلى تآكل مينا الأسنان وزيادة حساسيتها، وقد يُسبب التهابات لثوية ومشاكل في ثبات الأسنان.
ولذلك نستنتج بأن تقديم الرعاية الصحية الفعالة يجب أن يتجاوز حدود العضو المتألم ليصل إلى نفس المريض وتاريخه النفسي، لما لذلك من أثر مباشر على جودة الحياة وسلامة الإنسان.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .