في تصعيد خطير وصادم، تعرّضت دولة قطر لهجوم صاروخي إيراني أدانه مجلس التعاون الخليجي بشدة، مؤكدًا تضامنه الكامل مع الدوحة في مواجهة هذا الانتهاك السافر لسيادتها وأمنها.
وقد جاءت إدانة مجلس التعاون الخليجي بلغة شديدة غير معتادة، تعكس حجم الغضب المنتشر في أرجاء الخليج العربي، وتصاعد الاستياء من الخروقات الإيرانية المتكررة للقانون الدولي وغياب أبسط قواعد حسن الجوار. لم يُنظر إلى الهجوم على قطر بمعزل عن السياق، بل كحلقة في سلسلة طويلة من السلوك الإيراني الذي لا يزال يهدد استقرار المنطقة.
كما أكدت المملكة العربية السعودية تضامنها الكامل مع قطر، واستعدادها لتسخير جميع إمكاناتها السياسية والأمنية والعسكرية للدفاع عن شقيقتها. ولم يكن موقف الرياض رمزيًا، بل ينبع من إيمان راسخ بوحدة المصير، والحاجة إلى دفاع مشترك عن الخليج العربي. فسلامة قطر، كما شددت السعودية، هي من سلامتها، وأي تهديد للدوحة هو تهديد مباشر للرياض وللمنطقة بأكملها.
ولم يقتصر الدعم على ذلك، إذ أصدرت مملكة البحرين بيانًا واضحًا يدين الهجوم ويؤكد أن أي ضرر يلحق بقطر يمسّ بأمن الخليج العربي بأسره. وأعربت المنامة عن تضامنها التام مع قطر، ودعمها لأي خطوات تتخذها لحماية سيادتها، مجددة التزامها الكامل بالنهج الإقليمي المشترك في مواجهة التهديدات الخارجية.
جاء هذا الاعتداء في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متصاعدًا، في ظل سعي بعض القوى إلى فرض هيمنتها بالقوة بدلًا من التفاوض.
ولم تكن تهديدات إيران موجهة لقطر وحدها، بل استهدفت مجمل الأمن الجماعي في الخليج العربي، ما يتطلب ردًا حاسمًا وموحدًا يتجاوز البيانات الكلامية. ويضع هذا الحدث المجتمع الدولي، وتحديدًا مجلس الأمن، أمام مسئولية قانونية وأخلاقية جسيمة. فعدم الرد على اعتداء ضد دولة ذات سيادة من دون محاسبة لا يمثل فقط فشلًا في تحقيق العدالة، بل هو بمثابة موافقة ضمنية على الفوضى المقبلة. في مثل هذه الحالات، الصمت لا يُعد حيادًا، بل تواطؤًا.
لقد التزمت دول الخليج العربي لعقود طويلة بضبط النفس تجاه العدوان الإيراني. لكن حادثًا بهذا الحجم قد يدفع إلى إعادة تقييم إستراتيجية شاملة. الخليج العربي اليوم ليس مجرد متفرج، بل منطقة تقف بثبات أمام كل ما يهدد استقرارها، بإرادة راسخة وتصميم واضح.
وكانت رسالة مجلس التعاون الخليجي قاطعة: أمن قطر هو أمن الجميع. فرغم وجود تباينات سياسية، تبقى الجبهة الدفاعية صامدة. وأي محاولة لعزل موقف الخليج العربي تجاه التهديدات الوجودية لن تنجح. فالوحدة هنا ليست خيارًا مرحليًا، بل مسألة بقاء.