تدور في ممرات الأعمال وتشكيل المجموعات ذات الصفة غير الربحية، العديد من المواقف القيادية، ونطرح واحدًا منها في هذا المقال، كان أول خيطه صورة نشرها أحد الأصدقاء الأعزاء، مفادها “الأشخاص الأقوياء لا ينزلون بالناس إلى الأسفل، بل يرفعون من معهم إلى الأعلى”. في البيئات التي تحتوي على الأدوار القيادية والإدارية، يجد بعض المسؤولين أنفسهم قد أوكلوا مهمات كثيرة يقومون بها، ويقسمون ويوزعون ويفوضون الأدوار والمسؤوليات، وهنا، إما أن تجد القائد يعمل من أجل مصلحة العمل والمجموعة، أو أن تجده يعمل من أجل إبراز عمله بشكل أساس ليتميز على الأقران ومن هم في مستواه، أو على الأقسام والدوائر واللجان الأخرى. يجدر على القادة، أن يفكروا مليًّا في “تمكين” تابعيهم لإنجاز الأعمال على أكمل وجه، بصورة مشرِّفة تنعكس مباشرة على توجيهات القائد، وتبين مدى قوته ودقته والأثر المترتب على متابعته لتفاصيل الأمور، وليس على القادة أن يكونوا “منافسين” لتابعيهم وكأنهم على خط سواء معهم في المرتبة.
القائد المنافس للمجموعة التي يتولى قيادتها، تنقصه الثقة ويحتاج الكثير من المهارات لتلقي القبول من أقرانه وتابعيه، بينما القائد المتمكن، يجعل من العمل قائمًا على التعاون، ويعمل على بيئة رافعة لمستوى الأداء، ويلقى الاحترام من أفراد فريقه لأنهم يشعرون ويلمسون دائمًا أنهم أشخاص مهمون، ويشاركون في زيادة الإنتاجية، ويساهمون في اتخاذ القرارات، فيصبحون جزءًا من تفاصيل العمل وشركاء في الإنجاز. التمكين القيادي، أو القيادة بالتمكين، طريقك لحصاد الثمار عن طريق التدريب والصقل الذي تعمل عليه كقائد ومسؤول، وسيكون نتاجك أفراد يؤمنون بفكرتك ويقدرون تفانيك وإخلاصك طيلة فترة توجيهك الفريق وبعد تركك الفريق، باختلاف مستويات عناصره وأفراده، “قل لي من هو قائدك، أقول لك من أنت”. ربما تكون لنا عودة.