قد تصادف، وأنت تمضي في تعاملاتك مع الأشخاص، من ينشر طاقته السلبية على المكان الذي يتواجد فيه، فيبث سمومه تباعًا وهو يسرد صولاته وجولاته، وهو يؤلف معلومات افتراضية ربما تسمعها لأول مرة بقصد ادّعاء التفرد والتميز، وهو يُعلي صوته ليقول إنني موجود ولا أحد سواي، وهو يفتح باب نصائحه الدينية والدنيوية، وليس مهمًّا إن كان الحضور ممن يكبرونه سنًّا أم يصغرونه، وهو يمرّر سهام النقد بحدّة بالغة ووقاحة لا تغتفر... عزيزي القارئ، أعتقد جازمًا أنك صادفت مثل هذه النوعية من الأشخاص، وقد تكون في طريقها لتمر عليك في يومٍ ما، لقد فكرتُ في بعض الحلول، وأبشرك أنني اهتديت إلى طريقة أدعي أنها مثالية، بعد التجربة والتحليل. عزيزي القارئ، اسمح لي بهذه النصيحة، إذا ما استدعاك الغضب يومًا وأنت تهمّ في الرد على مثل هؤلاء، أصحاب الطاقة السلبية، أصحاب البطولات الوهمية، المزعجين الذين لا يتوانون عن تعكير صفو المجالس والاجتماعات، رجاءً، تراجع قليلًا ولا تفعل.
كل ما علينا فعله أن نتجنّب المزعجين، نتفادى الحديث معهم حتى لا نصاب بلوثة “العين الگويّة” وقلة الأدب، نبتعد كما لو أننا لا نربط حبل الوصل أكثر من اللازم، وإذا استدعانا الأمر لذلك، نغير المكان الذي يتواجدون فيه باحترام لا يخدش أخلاق المعاملات، حتى نعيش في سلام نفسي بدلًا من أن نشحن أنفسنا بمولدات طاقة منفّرة تعتمد على الاصطدام والتحدي واستعراض القدرات الكلامية التي علينا أن نوفرها في محلها المناسب.
عندما نتجنّب المزعجين، بطريقة مهذبة، ونحاول تحويل المسائل من شخصية إلى موضوعية، نكون ساعتها قد وفرنا على أنفسنا الكثير من الجهد الذي يؤثر على صحتنا النفسية، ويجعلنا ذلك نركز على إنتاجيتنا اليومية بطاقة إيجابية لا نفكر فيها أن نكون في تحدٍّ سلبي مع الآخرين في إثبات من الأفضل ومن يمتلك العصا السحرية لمفاتيح هذه الحياة.
عزيزي القارئ، رجاءً وبكل ودٍّ، تجنب المزعجين.
كاتب بحريني