ليس تقريرا صحافيا، لكنه تقرير أممي موثق بكل الأدلة ويبين حجم الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، هذا التقرير لا يضيف لنا معلومات جديدة عن الأهوال التي يتعرض لها الفلسطينيون، فنحن نرى كل شيء على الشاشات، لكن الجديد في الأمر هو التوثيق القانوني بواسطة لجنة دولية تابعة للأمم المتحدة، والتي قالت بالحرف الواحد إن الوصف القانوني لما جرى هو إبادة جماعية. التقرير الذي نشر يوم الخميس 13 مارس هو تقرير للجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة، والذي أثبت قيام إسرائيل بارتكاب جميع أنواع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ابتداء من التدمير المتعمد لكل المنشآت الصحية التي جعلت كل طفل فلسطيني يولد معرضا للوفاة، وصولا لكل الجرائم الأخرى التي ارتكبت ضد النساء والفتيات والرجال والفتيان.
ليس مجرد كلام مرسل، لكن بوثائق مسموعة ومرئية عن التهديد بالاغتصاب والقيام بالاعتداء الجنسي على النساء والفتيات، وفوق كل ذلك قيام القادة الإسرائيليين بتبرير هذه الجرائم بالشكل الذي يعطي ضوءا أخضر لأفراد قوات الأمن لمواصلة ما يقومون به من انتهاكات. التقرير قال كل شيء ولا يحتاج أحد أن يشرح شيئا، لكننا نطلب فقط أن يقرأ العالم هذا التقرير الذي يبصق على وجه الإنسانية ويسيء للمجتمع الدولي الساكت عن الحق وللولايات المتحدة الأميركية أكبر داعم لإسرائيل، ونتمنى أن تقوم وسائل الإعلام العربية والدولية بإعطاء هذا التقرير حقه من النشر والتعليق، خصوصا وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يصر على تبرير هذه الجرائم ويتهم اللجنة التي أعدت التقرير بالعداء للسامية.