الاهتمام المتبادل بين الزوجين من أبرز علامات المحبة الصادقة، حيث يعكس حرص كل طرف على سعادة وراحة الطرف الآخر، فحين يهتم الزوج بزوجته ويُظهر لها مشاعره من خلال الأفعال والكلمات، وحين تبادله الزوجة ذلك، تتوثق عرى المحبة بينهما. أمّا إذا فُقد هذا الاهتمام، فإن النفور يتسلل إلى العلاقة، ما يؤدي إلى فتور المشاعر وابتعاد الزوجين عن بعضهما، ليس فقط عاطفيًا بل حتى جسديًا.
للزوجين صور متعددة في الاهتمام، منها الاهتمام العاطفي، مثل التعبير عن المشاعر والتقدير. كذلك الاهتمام بمظهر الطرف الآخر وراحته في المأكل والملبس يُظهر حبًا وحرصًا على رفاهيته، والاهتمام في الفراش أيضًا يعزز الروابط الحميمة ويقوي العلاقة الزوجية.
إضافةً إلى ذلك، فإن الإصغاء والاستماع إلى الطرف الآخر حين يتحدث دون انشغال أو تشتت يُعدّ من أهم صور الاهتمام. كما أن مشاركة أحد الزوجين في هوايات الآخر أو دعمه فيها يعكس اهتمامًا بما يسعده. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يشمل أيضًا مراعاة مشاعر الطرف الآخر تجاه أهله وأصدقائه، ما يعزز التفاهم والانسجام بينهما.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدوة حسنة، فإنه لما قصت عليه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حديث أم زرع الذي تناولت فيه قصة إحدى عشرة امرأة تحكي كل واحدة منهن عن زوجها، استمع لها بكل إنصات حتى فرغت من كلامها. وبعد أن انتهت، علّق على ما قالت بقوله: “كنت لك كأبي زرع لأم زرع”، مشيرًا بذلك إلى أنه لم يكن يستمع فقط لمجرد إرضائها، بل كان يعي ما تقول تمامًا ويتفاعل معه.
بهذا الاهتمام المتبادل، تنمو المحبة وتزدهر العلاقة الزوجية، ما يجعل الحياة الزوجية أكثر سعادة واستقرارًا.