+A
A-

أحمد الملا يتحدث عن البدايات والصعوبات والأحلام لصحيفة "ديدلاين"


في الذكرى العاشرة لمهرجان أفلام السعودية‬⁩، تحدث أحمد الملا ⁦‪مدير المهرجان لصحيفة "ديدلاين" عن البدايات وأحلام السينما بالسعودية، خصوصا مع احتفال المهرجان الذي سيقام في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية، بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسه في الفترة من 2 إلى 9 مايو
نشأ الحدث من عروض "تحت الرادار" في أوائل عام 2000 في جمعية ثقافية محلية بالاعتماد على اقراص DVD لعرض افلام مترجمة إلى العربية من قبل عشاق السينما من تحت الأرض!
وقال في لقائه بالصحيفة المتخصصة الملا، الفنان والشاعر الذي قاد هذه العروض الخاصة بالسابق: "كنا نكافح من أجل عرض الأفلام في الأماكن العامة، وتغيرت الأمور في غمضة عين. إنها ثورة، ما حدث في المملكة العربية السعودية مع الفن والثقافة"، وقال: "كان صناع الافلام عندنا يعيشون حالة حلم. لقد صنعوا أفلامهم تحت الأرض ثم ذهبوا للخارج لعرضها لكنهم لم يتمكنوا من التحدث عن التجربة عند عودتهم، وكنت حالما أيضا"، وهكذا بدأت العروض المبكرة ثم بدأت أخيرا في التبلور كمهرجان في عام 2014.
وتتذكر مديرة البرنامج ندى الحيدان، التي ارتبطت بالمهرجان كمتطوعة في عام 2016، عامها الأول في الحدث السينمائي وقالت: "كان هناك جو رائع، وكان من المثير أن أكون مع أشخاص نتشارك معا نفس الاهتمام والشغف بالسينما".
حول الملا مسرحا صغيرا إلى سينما مؤقتة للنسخات الأولى "كان في مساحة صغيرة جدا، ولم يكن هناك سوى مرحلة بسيطة، دون شاشة أو جهاز عرض، وأحضر أحمد الملا جهاز العرض، لكن الناس لم يهتموا بأن الجوانب الفنية لم تكن مثالية، كان الأمر يتعلق أكثر بالتجربة والمغامرة".
واليوم، يقام المهرجان في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي الحديث في الظهران، والمعروف محليا باسم إثراء، والذي تم افتتاحه في عام 2016.
يهيمن المبنى على الأفق المحلي، وقد تم تصميمه من قبل شركة الهندسة المعمارية النرويجية Snøhetta والتي استلهمت من أشكال الصخور الحاملة للنفط التي بنيت عليها ثروة المملكة العربية السعودية الحديثة للخارج.
ولأول مرة، سيعقد المهرجان أيضا فعاليات في "سينماتك الخبر" الجديدة، في المدينة المجاورة.
"سنطلق السينما خلال المهرجان. سيكون مركز للسينما مع أنشطة على مدار العام، مع أرشيف ومكتبة وعلامة نشر وعروض فنية ومتحف وقاعة طعام واستوديوهات ومساحة عرض"، كما يؤكد الملا، مشيرا إلى أنه المكان الأول من نوعه في العالم العربي.
كما ستكون السينماتك المقر الإداري  الأم لمهرجان افلام السعود السينمائي، الجمعية السعودية للسينما، التي انطلقت في نهاية العام الماضي كمنظمة غير حكومية مستقلة مع مجلس منتخب لتمثيل مصالح المتخصصين في السينما، مع المخرجة "هناء العمير" كرئيس لها.
يلعب المهرجان دورا مختلفا عن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة الذي يعقد في ديسمبر، والذي انطلق في عام 2021 بهدف وضع المملكة العربية السعودية على الخريطة الدولية.
يقول الملا: "ينصب تركيزنا الرئيسي على صانعي الأفلام السعوديين، ولكن في السنوات الثلاث الماضية فتحنا المنافسة أيضا أمام دول الخليج، بما في ذلك العراق واليمن وكذلك البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وعمان والكويت".
يقول إن هناك علاقة تعاون بين الحدثين: "منذ النسخة الأولى، كنا نتعاون ونتبادل المعلومات حول السينما السعودية الاي هي بلد ضخم ذو ثقافات مختلفة، ونحن بحاجة إلى أكثر من مهرجان سينمائي واحد أو حتى اثنين".
ويتمثل عامل الجذب الرئيسي لمجتمع صناعة الأفلام الناشئ في البلاد في برنامج الصناعة من ورش العمل والدورات الرئيسية وحلقات النقاش بالإضافة إلى سوق الإنتاج، والذي سيعرض 17 مشروعا قصيرا و 13 مشروعا روائيا هذا العام.
"نحن نبقي الناس معا، ليلا ونهارا، خصوصا وان جزء كبير من الحدث هو المشاركة والتواصل والتحدث، ولقد صممناه بهذه الطريقة لأننا نعلم أنه في السعودية لا توجد شبكة لصانعي الأفلام لأنه جديد جدا، ومهرجان أفلام السعودية هو اجتماع رئيسي بالنسبة لهم".
تقول الحيدان – التي تشرف على البرنامج من الألف إلى الياء، إن نجاح الحدث ينبع جزئيا من العلاقة الوثيقة بين مهرجان افلام السعودية السينمائي ومجتمع السينما المحلي، وتقول: "نرى الفجوات ونبني برنامجنا لسد الفجوات".
يقول الملا: "نحن نبدأ بالسينما الهندية بالمهرجان، وليس بوليوود بل السينما المستقلة في الهند، وأنا حريص على النظر إلى آسيا لأن معظم صناع الأفلام لدينا يعرفون عن الأفلام من الغرب، ولكن ليس الكثير عن سينما جيراننا".
كما يشير إلى القرب النسبي للمنطقة الشرقية من الهند، حيث تبعد الظهران أربع ساعات فقط بالطائرة عن مومباي، فضلا عن الجالية الهندية الكبيرة في المنطقة.
وتشمل المبادرات الأخرى التركيز على النوع الذي سيسلط الضوء على سينما الخيال العلمي، بعد الاستكشاف الافتتاحي للكوميديا العام الماضي، وقال الملا:"كجزء من البرنامج ، سنعرض مجموعة مختارة من أفلام الخيال العلمي من كندا وجنوب إفريقيا وبريطانيا. إنها المرة الأولى التي نفعل فيها ذلك".
ومن خلال تقييمه للوضع الحالي لصناعة السينما الناشئة في المملكة العربية السعودية وإرث مهرجان افلام السعودية السينمائي مع احتفاله بنسخته ال 10، يقول الملا إن الوضع يتحرك بسرعة: "في السنوات الأولى، كان لدينا ثلاثة أو أربعة إنتاجات محلية فقط ، والآن هناك 25 أو 30 إنتاجا سنويا، وفي العام المقبل، أعتقد أنه سيقفز إلى 60، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به فيما يتعلق ببناء البنية التحتية وإنشاء أطر قانونية ومهنية للأشخاص الذين يعملون في السينما والتلفزيون."
وعند سؤاله عما إذا كانت هناك أي مواهب ناشئة معينة يسعده دعمها خلال النسخ ال 10 الأولى،  يقول: "كلهم، تقريبا كل صانع أفلام سعودي، ذكرا كان أم أنثى، جاء من خلال المهرجان للأفلام بطريقة ما، من تطوير مشاريعهم إلى عرض أفلامهم".