+A
A-

قضايا المجتمع بالسينما ومستقبل الفيلم القصير

ضمن فعاليات وورش مهرجان مالمو للسينما العربية في دورته الحالية بالسويد، أقيم اليوم صباحا دورات متخصصة بالسينما مع عدد من أشهر الأسماء في عالم الإخراج والتأليف والكتابة وذلك في مقر المهرجان بفندق سكانديك تريانغلين

وتم تقديم ورشة مهمة للحضور بعنوان من الشاشة إلى الحياة اليومية: معالجة القضايا الاجتماعية في السينما بإدارة: المخرجة والكاتبة أمل العقروبي.

وتناولت الحلقة النقاشية: في عصر تعمل فيه السينما كانعكاس وحافز للتغيير المجتمعي، يتعمق هذا النقاش في التأثير الكبير للأفلام التي تتناول القضايا الاجتماعية الملحة، مثل قضايا النوع الاجتماعي في الأردن، والعنصرية وعلاقات المرأة في السودان، إلى التعقيدات السياسية في الصحراء الغربية، واستمعنا إلى أمجد الرشيد ومحمد كردفاني وآنا كلارا أورين، "كيف يحاول عملهم تجاوز الشاشة والتعامل مع القضايا الحساسة" واستكشفنا خلال الحلقة النقاشية كيف تعمل هذه الروايات السينمائية على سد الانقسامات الثقافية، وتقديم مواضيع مجتمعية مهمة، وإلهام العمل في المجتمعات في جميع أنحاء العالم أثناء التنقل في الرقابة والنقد، من الروايات المؤثرة إلى الأفلام الوثائقية المثيرة للتفكير، حيث تتمتع السينما بقدرة فريدة على تسليط الضوء على تعقيدات عالمنا والاستماع الأصوات التي غالبا ما يتم إسكاتها من خلال الخطاب السائد في بعض الدول.

وغي  سؤال للبلاد عن لماذا هناك التراجيدي في طرح الأفكار في الأفلام، فأجاب كردفاني أنه يضيف الكوميديا وسط التراجيديا في أعماله، مثل فيلمه الأخير "وداعا جوليا" الذي ينقل الحالة الموجودة في بلده السودان والظلام الذي يعيشون فيه من حرب وتمزق، كذلك قال أمجد الرشيد إن العاصمة الأردنية عمان خليط بين كل الأحاسيس وهذا مزج في قصته بفيلمه إن شاء الله ولد وهذا لا يمنع من استخدام الكوميديا أبدا.

خلف الخطوط
وبعد ذلك تم تقديم حلقة نقاشية بعنوان: خلف الخطوط: استكشاف تأثير كاتب السيناريو في تطوير المشاريع والتآزر التعاوني مع المخرجين، وحلقة نقاش مثيرة تضم الكاتبة مريم نعوم والمخرج القدير خيري بشارة،
بحضور كبير وأدارت اللقاء أية دوارة، وكان من الحضور كلا من النجوم الفن والنقاد والمهتمين أمثال أحمد شوقي رئيس اتحاد النقاد  فيبريسي ، والمخرج أمير رمسيس والفنانة بشرى وأحمد وفيق والناقد قيس قاسم وطارق الشناوي وإبراهيم العريس، لاكتشاف فن وسرد القصص وصناعة الأفلام أثناء مشاركتهم تجاربهم ورؤاهم ووفرت هذه الجلسة الخاصة فرصة نادرة للتعلم من الخبراء في صناعة السينما.

وفي المداخلة قال المخرج القدير خيري بشارة إن إنتاج الأفلام السينمائية تغير بشكل كبير، حيث لم يعد المخرج هو المنتج الوحيد، وأصبحت هناك سيطرة قوية على عمل المنتج.

وأعلن بشارة قناعته بالشباب والمواهب الشابة، وشدد على أهمية العمل مع الشباب ومنحهم فرص العمل في المسرح. إن التعامل مع المواهب الشابة هو مصدر للإثارة بالنسبة له، وفي سؤال للبلاد عن جدوى استمرار بعض المخرجين "في الخليج" في عمل أفلام قصيرة فقط فقال إنه ليس ضد الفكرة، لكن هي تجارب شخصية لصناع أفلام تقدم عبر أفلام قصيرة، لكنه في نفس الوقت رفض فكرة استمرار بعض المخرجين سواء في منطقة الخليج أو خارجها بعملها للا بد ولا بد خوص المغامرة، وتقديم أفلام روائية طويلة.

وأشار المخرج المصري القدير خيري بشارة، في الندوة إلى أن هناك شخصيات متميزة في صناعة الأفلام القصيرة، ومنهم من يستطيع إخراج الأفلام القصيرة أو تمثيلها. لا يمكننا أن نعتبر الحاضر أمرا مفروغا منه- يجب أن ندرك التقدم الملحوظ في هذا المجال، والقدرات المخيفة، والأفلام الرائعة- ولكن لا ينبغي لنا أن ننسى المكان الرائع الذي كانوا فيه وعظمته.

ويعتبر الفيلم القصير بمثابة المقدمة
النهائية للمخرجين الجدد، بحسب الكاتبة مريم نعوم، التي ذكرت أنها تشجع دائما الخريجين الجدد على تقديم أفلام قصيرة لقياس مدى فهمهم. وتتمثل موهبة المخرج في أنه يكتب بأقلام قصيرة، ووجهة نظر المخرج هي ما يعبر عنه عندما يوجهها بدقة، وهو جوهر موهبته التي تنقلها هذه الأقلام القصيرة. يقوم بإعداد المخرج ويبدأ العمل بعد ذلك.

وفي حديثها خلال اللقاء، أعربت مريم نعوم عن عدم قدرتها على العمل كروائي، لأنها لا تستطيع "إخراج" أي رواية، لكنها تهدف إلى تقديم أعمال وثائقية.